الأربعاء، 17 فبراير 2021

إلى أمة أصبحت ذليلة.. ألَّا تستصرخنا عِزّتنا أبدًا؟

 

إلى أمة أصبحت ذليلة.. ألَّا تستصرخنا عِزّتنا أبدًا؟

 ما أوهن حالنا! ونحن لا نقدر حتّى أن نذود عن حِمَانا وأعراضنا، الأقصى يُدنّس، ومكّة والمدينة تغزوها دور السّينما والحفلات والقادم أعظم، وغزّة تُخنَق، واليمن تُحَاصر وتُجَوَّع، وسوريا تُقصف وتُهجَّر، يسلبوننا أرضنا، ويغتصبون نسائنا أمام أعيننا، وعلماؤنا يسجنون ويقتلون، يطعنون في أشرافنا وينعتون مقاومتنا بالإرهاب ويشوّهون صورهم ونظلّ صامتين غاضّين الطّرف، أمراؤنا وولّاة أمورنا باتوا يدفعون الجزية لأعدائنا كي يحافظوا على مناصبهم، ولا يأتمرون إلَّا بأمرهم، نقتل بعضنا بعضا، نحاصر ونشارك بذبح إخوتنا بإمرة أعدائنا. 
قد أماتتنا ولَوَّثَتنا الشّهوات، بعدما كنّا أطهارًا في أجسادنا وأرواحنا. 
 فما أوهن حالنا! ألَّا تستصرخنا عِزّتنا أبدًا؟ لَمّا ملكنا العِزّة واليقين.. أقمنا الدّنيا ولم نُقعدها، تسيّدنا الأرض ومزّقنا حصون الجبابرة، رفعنا رايات الحقّ وأنصفنا المظلومين، فتحنا فارس ومزّقنا دولة الرّوم وبيزنطة، فتحنا الهند والأندلس وبلغراد وأوروبا وكنّا الأقوياء المنصفين، وحّدنا الأمصار وشحذنا أعناق الكفرة والمرتدّين يوم اليمامة، واليرموك، والقادسيّة، وحطين، والأراك، وفتح القسطنطينيّة. 
فقوّتنا في إيماننا، وعزّتنا بديننا، وثقتنا بربّنا.لا تنال من ذلك صروف الدّهر، ولا تمحوه من نفوسناا أحداث الزّمان، وقد بشّرنا الله من قبل فقال: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق