افتراض مرهق جدا
محمد علي يوسف
افتراضك الدائم أن كل من حولك واجبهم المقدس في الحياة هو إسعادك وأن العمل الدؤوب على إمتاعك بالحياة هو من صميم أهدافهم المركزية التي لأجلها خلقوا = افتراض مرهق جدا
مرهق لك ولهم يا عزيزي
افتراض يجعل من النادر أن تشكر من حاول ذلك فعلا لأنك تعتقد أنه لا شكر على واجب طبعا وما دمت تؤمن أن خدمتك وإسعادك وتحقيق رغباتك وإرضاء ملذاتك هي مهمته الكبرى وهي شرف لمن فعلها أصلا؛ فما الداعي للشكر أو الامتنان إذاً؟!
وهذا وإن لم تكن تلحظ = أمر مؤذٍ جدا لمن أسعدك حين يلحظ هو هذا الجحود ويلمس ذلك النكران؛ وصدقني يا عزيزي سيلمس وسيلحظ..
عندئذ قد يزهد فيما كان يفعله من قبل عن طيب خاطر
وهنا يأتي دورك في الإرهاق
أنسيت أنني أخبرتك منذ سطور أنه افتراض مرهق للطرفين؟
لكن قبل الإرهاق ستأتي الدهشة
ستجد نفسك باستمرار في حالة من الاندهاش والتعجب حين تصطدم بحالة تختلف تماما عن تلك الفرضية الأنانية التي كنت تحيا بها
ثم سرعان ما ينقلب التعجب إلى غضب وسخط على الآخرين حين تدرك أن لهم أهدافا أخري
ويا للمفاجأة حين تلحظ أنها أهداف مشروعة يا صديقي!
حينئذ قد ينقلب الغضب إحباطا ويصير السخط كراهية تجعلك لا تتقبلهم وربما لا تطيق النظر إلى وجوههم
لكن لماذا؟
ماذا فعلوا؟
لا شيء
فقط لا شيء
وهذا يكفيك كي تكرههم
ببساطة لأنك افترضت ذلك الافتراض الوهمي
افترضت أن الكون يدور حولك وأن الخلق جميعا مسخرون لك
وياله من افتراض مرهق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق