كورونا جائحة كوفيد وارتباطها بالمملكة الخفية التى تحكم العالم”الجزء الثانى العاشر”
دراسة نوعية من روائع الباحث العلمى
الدكتور صلاح الدوبى
جنيف – سويسرا
مؤامرة خلق داعش مثلها مثل مؤامرة خلق كوفيد 19 وكلاهما موثوق بوجودهما ،الا انه وباختصار
فالاولى تغسل الادمغة للقيام بعمليات انتحارية ذهب ضحيتها أبرياء عزل عبر القتل المباشر ولا يزال العالم يقاوم لاجتثاث منابعها، وظهر في الاخير من كان ورائها ومن صفق لوجودها ولماذا؟
والثانية اي وباء كورونا كما نلاحظ لا تختلف عن سابقتها تقوم بغسل ادمغة النخب عبر الوثوق في الارقام المهولة.
تموت عبرها اعداد هائلة واخرى تنتظر بطرق غير مباشرة والتاريخ سوف يثبت للعالم من كان وراءها ومن المستفيذ منها والغرض من ذلك.
لكن في الأخير تبقى الشعوب هي الضحية الفعلية لكل عملية تتحكم في خيوطها لوبيات مختلة عقليا غرضها ربح مالي تجاري لا يتخيل سلاحا كان ام لقاحا.
فكلتا المؤامرتين تبرهنان على الحقد الدفين للإنسانية جمعاء لا غير.
النظام العالمى الجديد ودِين أستانة !
ما من إنسان يجهل اليوم أن نظام العولمة يتقدم بخطى شاسعة. فالإقتصاد العالمى إزداد تداخلا ، والإتفاقيات الإقتصادية توحد مجال المال أكثر من ذى قبل ، بفضل العديد من المؤسسات العالمية بدأً بما يطلقون عليه “مدينة لندن” أو حىّ البنوك ، وهيئة الأمم المتحدة ، والبنك الدولى ، وصندوق النقد ، وبنك التسويات الدولية. وبالفعل، إن حكومات العالم تعمل معا بإقاع متزايد السرعة. وما من إنسان يجهل أن مجالى السياسة والمجتمع يسيران بنفس الإيقاع. فيا ترى ما هو وضع الدين ، المحور الرابع للنظام العالمى الجديد ؟ هل يمكن القول أننا نشاهد أيضا عولمة الدين ؟!
إن برجوليو ، ذلك “الجزويتى الداهية” كما يحلو للبعض أن يطلق عليه ، حيث أنه فى صدارة القيادة ، يبدو أنه قد سلك بالفعل طريق اللا عودة…
ولقد إرتبط فعلا بذلك النظام ، بما أن البابا السابق، بنديكت 16، قد طالب صراحة فى خطابه الرسولى الأول (2009)، حيال الأزمة المالية الشاملة والأزمة الإقتصادية لسنة 2008 ، بضرورة “إنشاء سلطة سياسية عالمية حقيقية”. وطالب بأهمية التعاون مع هيئة الأمم المتحدة ، ذات التوجهات الماسونية..
فمن يوم 25 إلى 27 سبتمبر 2015 ، طرحت منظمة الأمم المتحدة برنامجا جديدا عالميا من أجل الإنسانية جمعاء ، مكوّن من 17 هدفا يجب تحقيقها حتى سنة 2030. ويأتى هذا الإعلان مباشرة من وثيقة أساسية لهذا البرنامج الجديد. وقد أطلق عليه”الأهداف العالمية”. وهو واحد من أكبر البرامج الدولية التى تم إتخاذها، ويتعلق بمجال الإقتصاد، والزراعة، والتعليم، ومساواة الچندر، والصحة. وقد توجه البابا فرنسيس إلى نيو يورك من أجل خطاب أعلن إنطلاق هذا البرنامج، مفصحا بذلك عن موافقته المطلقة على هذا المشروع الجديد. وبالفعل قامت كل الدول الحاضرة طواعية أو جبرا بالتوقيع على الأهداف السبعة عشر لهذا البرنامج، إلا أن هذا الحدث لم يلفت إنتباه وسائل الإعلام الدولية.
البابا فرنسيس والفاتيكان :
يوم 25 سبتمبر 2015 ، فى كاتدرائية سان باتريك ، أقر البابا فرنسيس الأجندة الجديدة لسنة 2030 فى الولايات المتحدة الأمريكية وأعلن أن حياة يسوع قد إنتهت بالفشل على الصليب ! وهى عبارة غير كريمة ممن إعتاد التصريحات المبالغ فيها أو الإستفزازية.
ومنذ وثيقة “فى زماننا هذا” (1965)، المعوجة المسيرة والتى تضعه دفعة واحدة فى خط النظام العالمى الجديد، فإن البابا فرنسيس لا يكف عن محاولاته اللافته للنظر من أجل التوحيد بين الكنائس أو التقارب بينها. بل والأكثر من ذلك هناك تيار تم إختلاقه يزعم أن المسيحية والإسلام يعبدان نفس الإله !! وهو ما يدفع إلى التساؤل : ترى عما يهدف إليه ؟ ألا يتخذ الخطوات اللازمة من أجل إقامة نظام دينى عالمى واحد رغم عملية تنصير العالم التى يقودها ؟!
واللافت للنظر أنه منذ يوم إنتخابه فى 3 مارس 2013 ، بدت بعض الظواهر التى تكشف عن تواطؤه : فأول خطاب أرسله فور لحظة إنتخابه كان تحية ليهود روما.
ثم تلقى التهنئة من النظام العالمى الجديد ، ومن تنظيم بناى بريث اليهودى ، وأعلن إنضمامه إلى الإحتفال بعيد “الهانوكا” اليهودى ، وورط الكنيسة فى أكثر المشروعات نقاشا وإختلافا.
وبعد إنتخابه بشهر واحد بدأ تنظيم مؤسسته ليؤكد على مزيد من الشراكة بينه وبين الأساقفة ، وهو ما يخالف وظيفته أنه “ممثل الرب يسوع” على الأرض ، فكيف يكون له شركاء فى هذا المنصب، ولا يكف عن توسيع نطاق شراكتهم هذه فى “سينودس الأسرة” الذى إنتهى منذ أيام. وهو ما يدفع إلى قول أنه منذ بضعة عشرات من السنين والكنيسة الكاثوليكية تقع فى تورطات سياسية شديدة تضعها أساسا تحت حبال النظام العالمى الجديد.
ومنذ توليته كرسى البابوية، يعرب البابا فرنسيس عن رغبته فى توحيد الكنائس المنفصلة : الأرثوذكسية، والأنجليكانية، والبروتستانتية، على الرغم من أن مجمع مدينة ترانت قد أعلن الحرق نارا لكل من يؤمن بأن يسوع وحده هو المنقذ، وقرر إلقاء اللعنة على كل المخالفين لكنيسته. وهى لعنة تجددت عدة مرات. وفى نفس الوقت، قام بمغازلة المسلمين بشكل واضح. ففى 20 ممارس 2003 عند إجتماعه المسكونى قال تحديدا :
“أحييكم قلبيا وأشكركم جميعا على الحضور أيها الأصدقاء المنتمون لتقاليد دينية أخرى، وأولهم المسلمين، الذين يعبدون الإله الواحد، الحىّ الرحيم، ويلجأون إليه فى صلواتهم (…).إن الكنيسة الكاثوليكية مدركة لأهمية إنماء الصداقة والإحترام بين الرجال والنساء من مختلف الأديان ـ وأتمسك بتكرار هذا : تنمية الصداقة والإحترام بين الرجال والنساء من مختلف الأديان ـ فذلك يشهد أيضا للعمل الهام الذى يقوم به المجلس البابوى من أجل الحوار بين الأديان”.
وفى خطابه الرسولى “فرحة الإنجيل” يزيد من الحفاوة بالمسلمين قائلا : “يجب ألا ننسى أبدا أنهم “يزعمون إيمانهم بإبراهيم، ويعبدون معنا الإله الواحد الرحيم الذى سيحاكم الإنسانية يوم القيامة”. وتجدر الإشارة إلى عبارة “يزعمون” إذ أن الإنجيل الذى أصدرته كنيسته يقول أن إسماعيل هو الإبن البكر لسيدنا إبراهيم والذى تم العهد معه ، وهو الختان، وأن الختان قد تم على كافة رجال البيت بما فيهم سيدنا إبراهيم. كما تجدر الإشارة إلى أن “الإله الوحيد الرحيم” مأخوذة نقلا عن الإسلام وتم إدخالها بالتحايل والتلاعب فى وثيقة “فى زماننا هذا” ليزعموا أننا نعبد نفس الإله.
إلا أن هذا الحب المعلن عنه صراحة لا يمنع نفس هذا البرجوليو والبابوان اللذان يسبقانه، عن محاولة إقتلاع ذلك الإسلام الذى يتقربون منه، بضراوة، وذلك بفرض تنصير العالم. والأدهى من ذلك، منذ سنة 2000 والفاتيكان متورط فى أعمال “مؤتمرالأديان العالمية والتراثية” الذى يجمع كل أديان العالم، فى مبنى هرمى الشكل، بمدينة أستانا بكزاخستان، بغية توحيدها أو إغراقها لتفريغها من محتواها ومن معناها المميّز.
* أستانا مدينة النظام العالمى الجديد:
وكزاخستان دولة متفردة فى العالم، فهى تضم أكثر من 130 جنسية، وربما كل ديانات العالم. ويصل تعدادها إلى حوالى ستة عشر مليونا من المواطنين، وتضم هذه الدولة 42 ديانة وعقيدة، وحوالى ثلاثة آلاف منظمة دينية.
والمبنى الرئيسى بها، الهرم، تم إهداؤه إلى عبارة “التخلى عن العنف” وإلى عبارة “تجميع ديانات العالم”. وهما موضوعان لهما أهمية خاصة بالنسبة للفاتيكان. والتجول داخل ذلك الهرم يمثل طريق الإنسانية تجاه التنوير: ففى البدروم توجد أوبرا أستانا، حيث تقوم الجماهير المغيّبة بالتسلية.
والطابق الأوسط، وهى الساحة الرئيسية بالهرم، هى عبارة عن قاعة الإجتماعات لكافة القادة الدينيين فى العالم، الذين يحضرون هذه الإجتماعات، ويتناقشون فى كيفية المصالحة بين الإختلافات القائمة بينها، من أجل العصر الجديد القادم، والذى يهدف إلى إحلال خلفية وثنية جديدة بدلا من كل الأديان القائمة.
وتضم قمة الهرم أو القمة المقدسة، قاعة محاطة بالزجاج تماما وععليه رسومات للحمام الأبيض، رمز السلام، الذى سوف يلوح مع توحيد الحكومات العالمية والأديان كافة تحت مسمى النظام العالمى الجديد…
وقد تبنت كزاخستان نظاما إجتماعيا متفردا فى العالم، مجتمع متعدد الأعراق ومتعدد الأديان، معترف به كنموذج ضد الصراعات الدينية المنتشرة فى جميع أنحاء العالم. وقد أصبحت مدينة أستانا مكان اللقاءات وساحة لقادة المجتمع الدولى، الذين يجتمعون من أجل الحوار بين الأديان، بإعتباره وسيلة للتقارب بين مختلف الثقافات.
و”مؤتمر قادة العالم والديانات التراثية” يقام فى أستانا منذ سنة 2000 ، وهم يجتمعون كل ثلاث سنوات. وقد تمت خمسة لقاءات حتى الآن، فى سنة 2003، و2006 ، و2009 ، و2012، وكان آخرها فى يونيو 2015، والإجتماع القادم سيتم سنة 2018 . وقد تم الإجتماع الخامس يومى 10 و11 يونيو 2015 ، تحت رئاسة رئيس جمهورية كزاخستان، نورسلطان نزرباييف، وكان موضوعه : “السلام والتوافق كإختيار للإنسانية”. وقد حضره ثمانون وفدا من أربعين دولة، ومن بين الحضور بان كى مون رئيس هيئة الأمم، وملك الأردن عبد الله الثانى، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى أياد أمين مدنى، ومختلف قيادات الديانات العالمية.
وكانت الموضوعات المطروحة للمناقشة هى : “القيادات الدينية والسياسية : المسئولية تجاه الجنس البشرى”؛ “تأثير الدين على الشباب : التعليم، العلوم، الثقافة، ووسائل الإعلام” ؛ “الدين والسياسات : إتجاهات جديدة وتطلعات” ؛ “الحوار القائم على الإحترام المتبادل والتفاهم بين قادة العالم والديانات التراثية من أجل السلام، والأمن، والتوافق”. أما الجلسة الختامية فكانت بعنوان : “حوار القادة الدينيين والسياسيين من أجل السلام والتنمية”. وكما نرى، يبدو أنها رقصة ثنائية الإيقاع بين السياسة و الدين !!
إن مقر الكرسى الرسولى البابوى والفاتيكان فى كزاخستان يعد واحدا من ضمن 113 تمثيلا دبلوماسيا وقنصليا أجنبيا، وواحدا من 63 مفوضية فى أستانا. والكردينال جان لوى توران، رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان، هو الممثل شبه الدائم للفاتيكان فى هذه المؤتمرات. ومع ذلك فإن تمثيل الفاتيكان يصل إلى أعلى من ذلك بما أن رئيس الدولة نزرباييف قذ ذهب شخصيا لدعوة البابا بنديكت 16 ، يوم 6 نوفمبر 2009 ، لحضور المؤتمر الثالث، وقدم له هدية تذكارية عبارة عن نموذج للهرم، ذلك المبنى الرئيسى فى أستانا ومقر الإجتماعات التخريبية. وأيا كان الأمر، فإن هذا التواطؤ الخائن للدين لا يخص الفاتيكان وحده وإنما كافة ممثلى الأديان فى العالم ، بكل أسف، وخاصة أولئك التابعون لسبعة عشر دولة الأساسيين، الذين توجد توقيعاتهم على نموذج الكرة الأرضية فى قمة الهرم.
ظاهرة الخزر وكزاخستان :
إن ظاهرة الخزر تعنى الأتراك ـ المغول، شعب الإستب الأسيوى، الذين تحولوا لليهودية سنة 740 م . وهى سابقة تعد الأولى من نوعها فى التاريخ ، من جانب شعب لا ينتمى لواحدة من القبائل الإثنى عشر لإسرائيل، وقاموا بتكوين القبيلة الثالثة عشر ! وجزء كبير من يهود أوروبا الشرقية ، الأشكيناز، أصلهم من الخزر، ويتميزون عن باقى الهجرات السفاراد حول محيط البحر الأبيض المتوسط. وقد قام العديد من المؤلفين بكتابة تاريخ ذلك الشعب الذى لا تتنازل أطماعه عن السيطرة على العالم أو أن يكون من قادته. ولعل ذلك هو الذى أدى إلى إختيار تلك الرقعة الجغرافية لإقامة مدينة أستانا.
وقد قام كلا من مايك هاريس و بريستون جيمس بالكشف عن التاريخ الحقيقى المخفى لدولة الخزر وإرتباطها بالصهيونية العالمية و بآل روثتشيلد ، المتمركزين فيما يُطلق عليه “سيتى لندن”، وهو أغلى كيلومتر مربع على وجه السطيحة الأرضية، إذ يضم أكبر البنوك الرئيسية فى العالم.. وتمتلك هذه الأسرة السيطرة على بنك إنجلترا، وتدير الثروات المهولة التى لا تحصى للفاتيكان. وقام آخرون بالربط بين تلك العائلة وبرنامج 2030 الذى أصدرته هيئة الأمم هذا العام، بينما يقوم البعض الآخر بربطها بمافيا روثتشيلد ـ الخزر الذين يتحكمون بخيوط اللعبة فى العالم حاليا.
وأيا كانت المعطيات التى تتداخل لتكوّن الخلفية العامة أو المسرح الذى تدور عليه الأحداث فى مدينة أستانا، حيث تتم المناقشات الدولية لصياغة دين النظام العالمى الجديد، فلقد أصبح ذلك يمثل واقعا لا يمكن لأى شخص إنكاره، بكل أسف : إذ أن الموقع الرسمى لهذه المؤتمرات يتضمن كشف أسماء كل المساهمين فى هذه اللقاءات الخمسة التى تمت، بما فيها صورهم الشخصية.
أن التطور السريع نسبيا للعديد من الحركات والطوائف والمذاهب الدينية الحديثة، التى تظهر فى كل مكان تقريبا منذ عدة عقود ، يلفت النظر لتواكبه مع نظام العولمة. ونذكر من هذه الحركات : المورمون، الأونزم، الكاؤديزم، كنيسة الصحوة، كنيسة الوحدة، البراهما كومارس، البهائية ، السنكريتية، النيوسنكريتية، النواشيزم، وغيرها كثير. وكل تلك الفقاعات من الحركات أو الفرق تؤدى إلى زعزعة الأديان المستقرة ، فى زمن تزعزع فيه الكثير من الثوابت، لتسهل عملية محوها.
إنجيل «آريس».. وأستانة
والنواشيزم ديانة عالمية منبثقة من اليهودية إعتمادا على قوانين سيدنا نوح ـ كما يزعمون. وهى تتواكب مع السياسة العالمية، وتطبّق تعاليمها وقوانينها على غير اليهود فقط !! ومن وجهة نظر النواشيزم هذه، فإن الكاثوليكية عليها القيام بإعادة نظر شاملة لمبادئها بدأ من إلغاء الثالوث وألوهية المسيح. وهو ما يجعلها قريبة مما ينادى به إنجيل آريس بوضوح، والذى نستشهد به على سبيل المثال. وحيث أن الهدف النهائى لليهودية هو إقامة دين عالمى للجميع، فهذا هو ما نطالعه أيضا فى نهاية إنجيل آريس حيث أن رسالته تجعل من إسرائيل : “الدولة المعدّة لتحقيق الوعد” .
وإن كان إنجيل آريس يدعو إلى ممارسة حب القريب ويدعو إلى تخطى الأنظمة الدينية والسياسية، وإقامة عدالة عالمية تتخطى كل خلافات العقائد والأديان، فهو لا يرمى إلى أن يكون ديانة تقودها مؤسسة ، على حد زعم كاتبه، ويترك حرية مطلقة للبشر، ثم يحدد قائلا : “إن كل شئ معدّ لكى تختفى كل الأديان والسياسة والحضارة المادية الحالية” ! ألا يتمشى ذلك مع ما تطالب به لقاءات أستانا لتنفيذه ؟!
وفيما يتعلق بالمسيحية فإن إنجيل آريس يدين معطيات الأناجيل، ويعتبر الثالوث هرطقة، وينكر ألوهية يسوع، وينكر أنه ابن الله ، ويهاجم رجال الإكليروس ويطالب بإعادة صياغة الأناجيل ليجعل منها “الإنجيل الإسرائيلى” ! وإن كانت مهمة بوتاى لا تتوجه بكل تأكيد إلا إلى نطاق المسيحية، فهو بدأ من عام 1995 راح يدرج البلدان المسلمة فى نطاق مهمته، وذلك لم يمنعه من أن يقول فى مقدمة طبعة سنة 2009 : “إن رسالة إنجيل آريس لا تؤسس أى دين ولا سياسة ولا قانون جديد وترمى بالأحرى إلى الإختفاء الطبيعى لكل ما هو قائم منها”. وتقول آخر جملة : “لذلك فإن هذا الإنجيل لا يمكن أن يؤدى ـ ما أن يتم تحقيقه ـ إلا إلى عالم قد تغير تماما بلا دين، ولا سياسة، ولا قانون، ولا مؤسسات تدخلية أو تحكمية”.. أليس ذلك ما ينادى به ويعمل على تنفيذه القائمون على مؤتمرات أستانا ؟!
إن الربط بين إنجيل آريس وما يدور فى أستاتنا قد يبدو مبالغة غير لائقة فى نظر أتباع آريس، الذين تقبلوا ذلك الإنجيل وخاصة فكرة أن يسوع تجسد له بلحمه وعظمه، على أنه واقع حقيقى. وبخلاف كل ما تقدم، توجد صلة أخرى بين إنجيل آريس ومؤتمرات أستانا، تتلخص فى كلمة الإستب ، التى تمثل الخلفية الجغرافية السياسية لكزاخستان، والتى ترد خمس مرات فى نص إنجيل آريس ، فى الآيات : 5ـ3 /28 ؛ 10/28 ؛ 21 ـ20 /28 ؛ 01 /31 ؛ و 05 /31 .
ويحدد بوتاى قائلا : “لا توجد إستب إلا فى الإتحاد السوفييتى أو فى الصين الشيوعية” ، وذلك فى تعليقه على الآية 5 /28 طبعة 2009 ، أى أن مهمته تتمركز فى تلك المنطقة. ثم يضيف فى نفس الملحوظة : “إن إعادة تنظيم العالم ليس أمرا ماركسيا ولكن إنجيليا منذ سنة 2000”، أى دينيا ، وينهى تعليقه على شرح الآية الرابعة قائلا : “إن الله يطلب مساعدة الملحدين أو حتى عبدة الأصنام من أى نوع لكى يقوموا بإعداد عالم المستقبل” !
إن الآية 10/28 تنتهى بعبارة : “مع إخوانك فى الإستب ، الذين لا ينطقون إسمى، ستقيم العدل”، وهو ما يعنى أن بوتاى لا يقع عليه التعاون فحسب مع إخوانه فى الإستب، لكن يا له من “يسوع” غريب ذلك الذى يطلب من رسوله أن يتعاون مع القائمين فى الإستب، الذين يسعون إلى إلغاء الأديان !! والآية 11 /28 تستكمل المعنى : “من الأفضل أن تقام بدون إسمى عن أن يحكم ويسود ما أبغضه”. ويقول بوتاى قى طبعة 2009 : “إن نداء توحيد كافة المؤمنين قد إنطلق من آريس (أولا مع أبناء إبراهيم : المسيحيين واليهود والمسلمين) ومع غير المؤمنين (الذين لا ينطقون إسم الرب) ليقوموا معا بتحطيم الأنسقة الدينية، والسياسية، والعرقية، والإقتصادية، ويحرروا فى كل مكان المقهور والمنهوب”. وبما أن اليهود الصهاينة هم سادة هذا التخريب السائد فى العالم، فلا يمكن إلا القيام بالربط بين ما يدور فى أستانا والرسالة الخاتمة لإنجيل آريس، الذى ذُكر كنموذج على سبيل المثال.
ففى ملاحظات طبعة 2009 التى تختلف كلية عما فى طبعات أخرى، يفسر بوتاى آيات 21 ـ 20/ 28 قائلا : “إن الإعلان عن الإنقلاب الكبير هو الذى سيقيم الحضارة الجديدة، ساحة الجنة الأولى التى علينا إعادة بنائها”! ولا داعى لإضافة أن الجنة (فى سفر التكوين) كانت فى السماء حيث طرد الرب منها آدم وحواء وارسلهم إلى الأرض ..
ولإختصار كل ما تقدم، لا يمكن إلا قول : لقد تمت اللعبة، ومن يقومون بتنفيذ الأحداث القادمة، يتمسكون بشراسة لإنجاح خطتهم.. لذلك يحلو لى أن أذكّر بآية تفتح الآفاق أمَلا : “وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” (الأنفال/ 30)..
المصادر
1- http://www.paulmcguire.us/nwv092815.html
2- www.religions–congress.org/index.php?lang=english
3- http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=A/RES/70/1&Lang=F
4- http://wordpress.catholicapedia.net/wp–content/uploads/2012/08/La_religion–noachide.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق