59- الأخوّة في الله , هي تلك العلاقة السامية التي تبنى على دعائم العقيدة , وتطوي في رحابها كلّ علاقةٍ أخرى , فتكون كلمات الله هي المؤثّر الوحيد في سلوك ووجدان المسلم تجاه أخيه.. وقلّ من يفهم هذا , وقلّ من هؤلاء من يستطيع العمل بما فهم!.
60- لعلّ انتصار عقولنا فيه هدأة قلوبنا , ولعلّ انتصار قلوبنا فيه هزيمة لقناعاتنا , فالحمد لله الذي جعل لنا في هذا الدين سعة التوازن بين العقل والقلب , حتّى لا يتمزّق الإنسان وهو يمضي في درب الحياة .
61- لا عيد بلا فرح , ولا فرح بلا نصر , ولا نصر بلا تعاون , ولا تعاون بلا صدق , ولا صدق بلا إخلاص , ولا إخلاص دون إيمانٍ بالله وثباتٍ تحت راية الإسلام حتّى يظهره الله أو نهلك دونه .
62- الرجل قائد , والمرأة جمهور.
الرجل قلبٌ كبير , والمرأة عواطف ثائرة .
الرجل شمسٌ ساطعة , والمرأة قمرٌ هادئ يظهر ويغيب .
الرجل صديقٌ متفهّم , والمرأة صديقٌ مخلص.
الرجل جنديٌّ محارب , وامرأة فدائيٌّ مندفع.
63- " دعوى "
كيف يحكمون شعباً يكرههم , ويدّعون محبّته ؟
وكيف يسحقون الرؤوس , ويدّعون الحريّة ؟
وكيف يحاصرون المرء في كلّ مكانٍ ثمّ يدّعون أنّهم ينون حياةً كريمةً للإنسان!.
64- لا يمكن للدعوة إلى الله أن تنمو في جوٍّ من التعصّب والكراهية , ولا أن تثمر في أجواء الأثرة والأنانية وسدّ الطرق في وجوه الآخرين , دون تعاون وتعاضد ومحبّة خالصة في الله .
65- إن لم يسلك الدعاة إلى الله مع الشباب سبل الحبّ والصدق , ولم يجعلوهم يثقون بأنفسهم كما يثقون في قياداتهم , ويتناسون أخطاءهم ويتجاوزون كبواتهم , فإنّ العجز السقيم الذي نره في الأجيال المتتابعة من الملتزمين بالإسلام سيستمرّ دون حركة إيجابيّة بنّاءة!!.
70- على المرء أن يغتنم كلّ ساعة من ساعات عمره , فكلّ ساعة آتية تخبّئ له ما لا يخطر على ذهنه من الأعباء والمسؤوليّات . عليه أن يتعلّم كيف يأخذ من لحظة الحاضر ما ينجيه من الندم عليها وهي راحلة إلى عوالم الماضي , وكيف ينقذ ما يملكه من عقل ومواهب قبل أن لا ينفع الندم .
71- حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفساً جبّارة عظيمة بالله , قد استصغرتْ كلّ ما عدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملاً.
لكنّ حمل الشهادات , وبذل الجهود العظيمة في بحث علميّ أو استقصاء أدبيّ , هو المهمّة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض , لم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله , ولعلّه سبحانه ادّخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله الذين يرفعون راية الإسلام , وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراماً أعزّة .
72- الامتحان.. مهما كان جسيماً , سهل ميسور ما دام يواف هواك , لكنّه صعب مرير ما دام لا يتفق مع ما تهوى , ولو رأته كلّ الدنيا هيّناً يسيراً .
73- إلهي... هذا ليلك قد أتى , ونجومه قد بدت , وشرار خلك قد هجعوا , ونسائم جنّاتك تدعو زهر الياسمين , لينشر عطره فوق هامات القائمين بين يديك في هذا السحر , وأنت يا الله قد نزلت إلى السماء الدنيا , تستقبل أهل محبّتك , وتسمع الدعاء ..
اللهمّ أجب نداءنا ..
اللهمّ على لهيب جمر الجفاء والذنوب نحترق , وإنّك بنا راحم , فلا تحرمنا عفوك.. يا الله .
74- العلائق.. والوشائج , آخذة من هذا القلب السقيم كل مأخذ , فهل من منقذٍ له سوى الخلوة إلى الله , وتوبةً نصوح , وانعتاق من هؤلاء الذين تبعد رؤيتهم المرء عن ربّه أشواطاً وأشواطاً , أهل القيل والقال , أهل الأنا والمراءاة , أهل التكبّر وغمط الناس أشياءهم !!.
75- كم رأيت من المنتسبين إلى الإسلام , يدّعون الجهاد في سبيل الله , وهم يجاهدون في سبيل الحركة التي إليها ينتمون , ويجدّون ويجتهدون من أجل نصرة شيخهم , وهم يتوهّمون أنّما يفعلون ذلك لوجه الله تعالى.
كم سمعت من أمثال هؤلاء نصحهم للناس بالابتعاد عن التعصّب , والتعصّب متلبّسٌ بهم تلبّس الروح بالجسد ما دام حيّاً .
76- كلمةٌ واحدةٌ مهرها النفوس.. ( لا ) !.
77- ما أتعس الذين لا يعرفون الله , وما أتعس الذين أشركوا بالله , وما أتعس ذوي العقائد المشوّهة , يعملون عمل المؤمنين , وجوههم عاملة ناصبة تتوجّه إلى إله أو آلهة , اخترعوها من عند أنفسهم!.
وما أتعس الإنسان , وهو يكابد الحياة وتكابده , منصرفٌ عن درب الله , قد صعّر خدّه , وصمّ أذنيه عن الحقّ الظاهر .
وأتعس من هؤلاء جميعاً , مؤمن يشعر أنّ الله يمقته بعدما قصّر في العمل بما علم .
78- كيف يمكن لهذه الأمّة أن تنهض من عثراتها , إن لم يشعر كلّ مسلمٍ فيها بثقل المسؤوليّة تجاه هذه المهمّة , فلا يعرف الشيخوخة أبداً .. يكون جديداً حتّى في قدمه , متطوّرا على الرغم من ثباته , رسالة مفتوحة إلى مجتمعات أَغلقت أبوابها في وجه الحق والهدى .
أنّى لنا بمثل هؤلاء يشرقون كالشموس على حياتنا الرتيبة , ويملؤون حياة الناس حياة حقيقية سامية , بالأمل والرغبة في العمل من أجل الخلاص ؟.
79- خذوا منّي كلّ شيء وأعطوني صلةً بالله , فلا يُعرف عز الطاعة , إلّا بذلّ المعصية , ولا يعرف نعيم الصلة بالله إلّا من ذاق ألم البعد عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق