الأربعاء، 13 مارس 2024

قراءة في كتاب شكراً أيها الأعداء

قراءة في كتاب شكراً أيها الأعداء

اسم الكتاب:شكراً أيها الأعداء
اسم الكاتب: د سلمان بن فهد العودة
تعريف الكتاب:كتاب في تزكية إنفعالات النفس مع العدوات بين المسلمين, وفي الكتاب أيضا تعليم لأساليب حسن التعامل مع هذه العدوات 
مقدمة
كم أشعر بالسعادة والرضا حين أتذكر أنني تجرعت بعض المرارات من إخوة أعزة، ربما لا يروق لهم هذا الوصف، ولكنني أقولها صادقاً؛ أعلم أن ما بيني وبينهم من المشتركات يفوق بكثير نقاط الاختلاف.

قراءة  الإسلام اليوم/ أيمن بريك

الكتاب -الذي جاء في 365 صفحة من القطع المتوسط- هو عبارة عن مقالات متفرقة، سطّرت عبر بضع سنوات، ولكنها تتكامل في موضوع واحد يتعلق بالخلافات والصراعات التي تَعْصِف بالناس وطريقة تعاطيهم معها، فضلًا عن مقالات عديدة كتبت خصيصًا لهذا الكتاب؛ لتكون خلاصة تجربة حياتية، أو خلاصة قراءة علمية، واضعًا إياها بين يدي القارئ.

الشكر للأعداء!!
وفي ثنايا كتابه، قدم الشيخ سلمان الشكر لهؤلاء الذين وضعوا أنفسهم في مقام “الأعداء”، قائلًا: “شكرًا أيها الأعداء.. فأنتم مَن علَّمني كيف أستمع إلى النقد والنقد الجارح دون ارتباك، وكيف أُمضي في طريقي دون تردُّد، ولو سمعت من القول ما لا يَجْمُل ولا يليق”.

وأردف فضيلته: “شكرًا أيها الأعداء فأنتم مَن كان السبب في انضباط النَّفْس وعدم انسياقها مع مدح المادحين، لقد قيَّضكم الله تعالى لتعدِلوا الكِفَّة؛ لئلا يغترَّ المرء بمدحٍ مفرط، أو ثناء مسرف، أو إعجاب في غير محله، ممن ينظرون نظرة لا تَرَى إلا الحسنات، نَقِيض ما تفعلونه حين لا ترَوْن إلا الوجه الآخر، أو ترَون الحسنَ فتجعلونه قبيحًا”.

أصدقاء حقيقيون
واستطرد الشيخ سلمان في ثنائه على “أعدائه”، مثمنًا دورهم في صناعة التوازن، وتسخير ألسنة تدافع عن الحق، وتنحو إليه، وشحذ الهمة، وصنع التحدي، وفتح المضمار، وشرع السباق؛ ليصبح المرء شديدَ الشُّح بنفسه، كثيرَ الحَدَبِ عليها، حريصًا على ترقِّيها، وتحرِّيها لمقامات الرفعة والفضل، مضيفًا: فأنتم مَن درَّبنا على الصبر والاحتمال، ومقابلة السيئة بالحسنة والإعراض.

وأكد الشيخ سلمان أن أولئك الذين وضعوا أنفسهم في مقام “الأعداء” هم الأصدقاء الحقيقيون، فنحن “إخوة في الله، مهما يكن الخلاف، ولو نظرنا إلى نقاط الاتفاق لوجدناها كبيرة وكثيرة! فنحن متفقون على أصول الإيمان، وأركان الإسلام، ولُباب الاعتقاد، فما بالنا نتكلف استخراج وتوليد معانٍ جديدة؛ لنفاصل حولها، ونصنع الخلاف، ثم نتحمس له؟!”.

نقد..وتعايش

وأوضح فضيلته أن منهج النقد، والمراجعة يتمثل قوامُه في تحقيق قاعدتين، أولهما الأخلاق، وثانيهما المعرفة والعلم، مشيرًا إلى أن أشد صور التعصب تعويقًا للتصحيح العلمي والدعوي هو “التعصب للنفس”، مؤكدًا على ضرورة أن نتخلَّص من الشعور بالسلطة والحاكمية؛ لنكون أكثر عدلًا وهدوءًا، وندرك أن كثيرًا من مراجعاتنا لغيرنا هي نفسها مؤهَّلة للمراجعة والنقد، وأن لدينا الكثير مما يستطيع الآخرون أن يراجعوه، ويصحِّحوه لنا.

ولفت فضيلته إلى أهمية “التعايش” بمفهومه الإيجابي وذلك من خلال التوصل إلى مستويات أخلاقية في الحوار والاتفاق على أُسس العيش والتصالح وتقدير الاختلاف والاعتراف به، والاعتراف بالتعددية، بعيدًا عن المعنى السلبي الذي يروِّج له البعض بأن التعايش هو التنازل عن العقيدة أو تقديم نصف عقيدة أو بعض دين، مؤكدًا أن هذا الأمر مرفوض تحت أي مسمى جاء به.

دعوة للتصافي

وفي النهاية قدم الشيخ سلمان “دعوة للتصافي”، وذلك من خلال استثمار الاختلاف إيجابيًّا، عِوضًا عن أن يتحول إلى تحضير للصراع واستعداد للنزاع، وذلك من خلال تفعيل الأخلاق واجتماع القلوب، والتركيز على المتفق عليه لا المختلف فيه، والفصل بين حق العلم وبين غرور النفس ونزْقها.

وتابع فضيلته: أن الصفاء يعني المكاشفة مع النفس، وكشفًا لعيوب الذات، وتواضعًا لرب الأرض والسماوات، وطلبًا للمغفرة بحفظ مقامات الآخرين، وحسن الظن بهم، وتسامحًا مع زلاتهم، داعيًا “جميع المخلِصين لكلمة سواء، بعيدًا عن صخب الجماهير وضجيجها وضوضائها وإسقاطاتها”، ومشيرًا إلى ضرورة أن “نتناول عبارات الاعتذار عمن أخطئوا في حقنا وأساءوا الظن بنا، وليس أن نطلب منهم أن يعتذروا”.

الأكثر مبيعاً

يذكر أن إصدار كتاب ” شكرًا أيها الأعداء” يأتي قبل أيام من انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب، وذلك بعد النجاح الذي حققته الطبعات الأولى من كتابي “مع الله”، و”بناتي” لفضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة في معرض الكتاب الدولي بالرياض العام الماضي، حيث تصدرا الكتب الأكثر مبيعًا ضمن منشورات 650 دار نشر من 27 دولة عرضت ما يزيد على 250 ألف كتاب.

وكانت الطبعة الأولى والثانية والثالثة من كتاب “بناتي” قد نفذتا من الأسواق حيث طرحت الطبعة الرابعة مؤخرًا، في حين طرحت الطبعة الخامسة من كتاب “مع الله” مزيدة بإضافات وتعليقات الشيخ سلمان العودة.

الإسلام اليوم/ أيمن بريك

شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم مَن علَّمني كيف أستمع إلى النقد والنقد الجارح دون ارتباك، وكيف أُمضي في طريقي دون تردُّد، ولو سمعت من القول ما لا يَجْمُل ولا يليق”.

شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم مَن كان السبب في انضباط النَّفْس وعدم انسياقها مع مدح المادحين، لقد قيَّضكم الله تعالى لتعدِلوا الكِفَّة؛ لئلا يغترَّ المرء بمدحٍ مفرط، أو ثناء مسرف، أو إعجاب في غير محله، ممن ينظرون نظرة لا تَرَى إلا الحسنات، نَقِيض ما تفعلونه حين لا ترَوْن إلا الوجه الآخر، أو ترَون الحسنَ فتجعلونه قبيحًا”.

شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم سخّرتم ألسنة تدافع عن الحق وتنحو إليه ويستثيرها غمطكم؛ فتنبري مدافعة مرافعة” ..

شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم ذوو الفضل -ولو لم تشاؤوا- في صناعة قدر من الاتزان والعدل في الفكرة” ..

شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم مَن درّبنا على الصّبر والاحتمال ومقابلة السّيئة بالحسنة والإعراض” ..

شكرًا أيها الأعداء!
“فلعلّ في الميزان من الحسنات ما لم تنشط النّفس لتحصيله من الخير والعمل الصّالح” ..

إليكم بعض الاقتباسات 
أسوأ صناعة في الحياة هي صناعة الأعداء! وهي لا تتطلب أكثر من الحمق وسوء التدبير وقلة المبالاة؛ لتحشد من حولك جموعاً من المغاضبين والمناؤين والخصوم.

الانسان يبحث عن دور يمثل شخصيته؛ فإما أن يعمل، أو ينتقد الذين يعملون.

لست مسؤولاً عما يعمله الآخرون تجاهك ، بل عمّا تعمله أنت تجاه الآخرين.

التقنية لم تهذب طباعنا ، بل أعطتنا أدوات جديدة للانتقام والتشفيّ!

جُبل بعض الناس على ضراوة النفس، وحدة الطبع، وآية ذلك: قعقعة الألفاظ التي لا تبدو قوتها في الحجة والبرهان، بل في الشتم والسب.

ليس ثمة حرج أن يختلف الناس أو يتنازعوا، لكن آلية معالجة الاختلاف هي بالحجة الناصعة والقول اللين، والبيان الانساني المعبر عن صفا النفس ورجاحة العقل ونُبل الطبيعة.

أن تكون مُخلصاً لإيمانك، يعني: ألاّ تحوّل خصومك الشخصيين إلى خصوم للإيمان ذاته.

إن أكثر الناس تعصباً لآرائهم، هم أقل الناس تعقلاً وحكمة.

التعصب الذي يجعلنا نتراشق بقوارع الألفاظ في منتديات الحوار، ولا نملك أنفسنا عند الغضب، ونجلد أحبابنا بسياط لاذعة من حواد الكلم وقوامعه… لأننا لا نملك إلا الألفاظ والكلمات.

الإلف الاجتماعي لا يجدر أن يكون سبباً في التشبع بفكرة، ولا يكون سبباً في رفضها.

إن فقد الوعي بالقيم الخُلُقية من أكبر التحديات التي يجب أن تُسخر مشاريع دعوية واصلاحية لمعالجته.

حين نتحدث عن اشكالية كثرة الاختلاف في واقع الأمة اليوم: العلمي، والدعوي، ويطالب البعض بالتوحد تحت رأي وعمل واحد فهنا نكون أمام اشكالية أعمق، هي الظن بأننا لا يمكن أن نهدأ إلا عند الاتفاق، أما في الاختلاف فلا سبيل إلى حفظ مقام الإخاء والحقوق

ثمة حقيقة خُلُقية في الطبيعة البشرية، وهي: رفض الانسان علّو الآخرين عليه، ورفض استعمال الفضيلة سلطة تقرع بها رؤوس المؤدبين.

إن طلب الهداية من الله في سورة الفاتحة في كل صلاة، تشير إلى ضعف الانسان المستمر، وحاجته للتصحيح في كل وقت ونزع خصلة الرضا المطلق السلبي عن الذات

إن صدق النيات ونبل المقاصد من أهم ما يجب العناية به، فمن صحّت نيته، فالغالب أنه يُعصم بأذن الله، وإذا تجرد المرء من الشح والهوى والأنانية، فهو مظنة أن يُدركه لطف الله

تجربتي المتواضعة تقول: إن ادمان المعارك والاعتياد على خوضها من أعظم معوقات النهوض والتنمية.



كتاب شكراً أيها الأعداء ... كتاب صوتي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق