الأربعاء، 10 مايو 2023

ثوروا ضد تأمين الخونة وتمكين العملاء

 ثوروا ضد تأمين الخونة وتمكين العملاء

دكتور ياسر أبشر

يحدثنا التاريخ ويصدقه الحاضر، أنه ليس ثمّة ما يماثل الدعارة ولا ما يُباريها في القِدَم والانحطاط سوى العمالة والجاسوسية.

ويحدثنا التاريخ ويشهد الحاضر أن مِنْ أفعل وسائل تدمير الدول وأقلها تكلفة هو عمل الجواسيس والعملاء.

كانت الامبراطورية العثمانية تحكم من مصوع في أريتريا إلى حدود النمسا شمالاً.. ومن دول آسيا الوسطى والبلقان إلى شمال أفريقيا..

لكن بضعة أشخاص بالتآمر مع يهود الدونمة، الذين كانوا يُظهرون الإسلام ويُبطنون اليهودية، استطاعوا تدمير تلك الامبراطورية العظمى.. كوّن أولئك الأشخاص جمعية الاتحاد والترقّي مع اليهود.

واشتهر من الأتراك بين من تعامل مع اليهود والدول الغربية لإسقاط الإمبراطورية العثمانية جمال باشا، ومدحت باشا، وحسين عوني باشا الذي اشتهر بقوله: «حِقدِي هو ديني»، وأنور باشا، وطلعت باشا.

هؤلاء كانوا بالفعل قحاتة الأتراك، الذين كانوا يجوبون السفارات «سفارة.. سفارة».

تمكّن يهود الدونمة من الإعلام، فأصدروا صحيفة (حريت) وصحيفة (جمهوريت) وغيرها، وبعضها لا يزال يصدر حتى اليوم.. وأخذوا بعد سقوط الدولة يروِّجون للعلمانية وازدراء الإسلام.. ومكَّنوا، مع سفارات غربية، لأولئك القحاتة الأتراك.

هذا هو التاريخ.

وكما فعل الدونمة والغربيون في الإعلام في تركيا، فعلوا مع قحاتة السودان بعد (الثورة) فموّلوا مواقع التواصل الاجتماعي، وموَّلوا المنظمات، وكلها ضد قيمنا وتعمل على ازدراء الإسلام واستهداف كل من يغار على الدين ويحترمه.

وبعد الثورة جاء القحاتة بعبد الله حمدوك الشيوعي وأول من طَبق النميري عليه حد الخمر في كادوقلي، رئيساً للوزراء. وهو الذي كان جليس جون قرنق..

وكانت من أولى قراراته جلب يونتمامس بمبعوثها ڤولكر.. ونعلم تواطؤ ڤولكر مع قحت إلى هذا اليوم.

وحقيقة ما كان لڤولكر ولا بعثته المجيء للسودان لولا تواطؤ البرهان مع حمدوك.

وما كان لڤولكر أن يبسط سلطانه على البلاد لولا موافقة البرهان.

فرغم شكاوى الناس من تدخلات ڤولكر لم يفعل البرهان سوى التهديد بطرده ليخدِّر الناس..

فالبرهان يقول ولا يفعل، وكل أمره يقوم على شراء الوقت «buying time» لننسى.

والبرهان يفاوض قحت سراً بالتنسيق مع ڤولكر وسفراء الدول الأربعة، ويكذب علينا.

فالرجل المعروف «ببطنه الغريقة» لا يستنكف أن يكذب ليرضي الغرباء ليأمَنَ هو، ولا يعرف أن الرجل يُدمر شرفة وكرامته بكذبة

»by a lie, a man… annihilates his dignity as a man«

كما قال أحد الفرنجة.

وبالطبع، فاللوم لا يقع على ڤولكر والسفراء الأربعة، فهؤلاء لديهم مشروع تغيير ثقافي وسياسي جاؤوا من أجله..

كل اللوم يقع على البرهان والقحاتة الذين باعوا ضمائرهم.

قال لي فريق بالمعاش.

يكذب القحاتة حين يزعمون أن ما يسمونه انقلاب 25 أكتوبر عطّل حصول السودان على مليارات، فلو كان هذا صحيحاً لمنحها لهم الغرب خلال العامين اللذيْن حكموا فيهما.

ثم إن دول الغرب تعاني جراء تداعيات حرب روسيا أكرانيا على اقتصادياتها..

ورأى العالم التظاهرات وصفوف الوقود في عواصم أوروبا، والغلاء الذي ضربها.

وأولوية الغرب الآن الإنفاق على تلك الحرب وهزيمة روسيا، وليس الإنفاق على عبيد مضمون ولاؤهم بالدولارات التي يحصلون عليها لذواتهم، لينفذوا مشروع الاستلاب الثقافي والتغيير.

ما أكـذب الغرب حين يتحـــدث عن الحريـــة والديمقراطيـة.. فلا تصدقوهم حين يطالبون بديمقراطية بالسودان..

كل المطلوب تمكين عملائهم القحاتة، ولا أحد سواهم.

وهكذا سيركب القحاتة مرة أخرى على ظهور السودانيين..

وبموجب وثيقة تسييرية المحامين الـمُشتراه سيفعلون العجب العجاب.

بموجب الوثيقة/ الفضيحة – التي سيعدلونها قليلاً – سيُحكم السودان. وبموجبها سيُطرد من الخدمة المدنية آلاف الوطنيين والإسلاميين وكل من لا يخضع أو انتقد قحت، وسيعتقلون من يعترضون، خاصة من يشكل تهديداً لبرنامج التغريب، فالوثيقة تنص على لجنة تمكين.

أمّا معاش الناس فسيشهد مزيد تدهور، فلا هُمْ لديهم رؤية، وما شكّل هذا هماً لهم يوماً..

فقد رأينا رغيفتهم «أم خمسين جنيه» ورأينا وقودهم ودولارهم!

الأولوية هي «هيكلة» الجيش، وما أدراك ما هيكلة الجيش والقوات النظامية الأخرى، مئات الضباط سيفصلهم البرهان لتأمين نفسه.

سنرى سوداناً تسيطر فيه جماعة طلعت باشا وأنور باشا..

سوداناً مرفوعاً به علم المثليين..

يجوب شوارعه قوم لوط والمنحرفات.

وتغُصّ دروبه بالجوعى، ويموت المرضى أمام مستشفياته بأكثر من ما ماتوا في تجربة قحت الأولى.

فإن كنت حريصاً على القيم والأخلاق والرجولة ومستقبل أبنائك فاخرج عليهم..

وإن كان أمر الدين يعنيك فثر على الفُساق..

وإن كنت تكره الظلم والاستعمار فهذه سانحتك.

أمّا إن كنت ترفض هيمنة أقلية حاقدة وعميلة تُجِيعُك فالعنها واطردها.

فما هما إلّا أنور باشا وطلعت باشا، يقودهم ڤولكر وسفراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق