الثلاثاء، 9 مايو 2023

قَرَامِطَة بني نهيان وحميدتي والإطاريون

 قَرَامِطَة بني نهيان  وحميدتي والإطاريون 


الدكتور ياسر أبشر - كاتب صحفي

يُحدثنا التاريخ أنه في الفترة 899 - 1077 ميلادية، برزت فرقة شاذة في البحرين وامتدت إلى شرق السعودية واليمن تسمى القرامطة.. واتخذت من الأحساء عاصمة لها.
وسُمّيت بالقرامطة نسبة لأحد مؤسسيها المُسمّى حمدان القرمطي.
شق القرامطة عصا الطاعة على الدولة العباسية، واستهدفوا المسلمين، قتلاً ونهباً وترويعاً.

ووصلت في إجرامها درجة مهاجمة مكة المكرمة في موسم الحج. وقتّلوا ثلاثين ألفاً من أهل مكة، ومن الحجاج، ورموا بعض الجثث في بئر زمزم، وسَبَوا النساء والذراري، وخلعوا باب الكعبة، وسلبوا كسوتها، واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه، واحتملوه إلى البحرين، وأعملوا السلب والنهب في مكة.
وفي البحرين أبقوا الحجر الأسود لديهم اثنتين وعشرين سنة ثم أعادوه إلى مكة. وأبطلوا الحج اثنتين وعشرين سنة.

ولم أجد شبيهاً بما فعله القرامطة في زماننا هذا، إلاّ ما يفعله محمد بن زايد.

في اليمن خلق محمد بن زايد المجلس الانتقالي الجنوبي لفصل جنوب اليمن برئاسة عيدروس الزبيدي.
وفي ليبيا خلق حفتر، الذي هزمه التشاديون بقيادة الرئيس حسين حبري عام 1986 وأسروه.. وأنقذته منهم أميركا كونه عميلها.. وأذكر أنه انضم في أميركا لفرع الجبهة الوطنية لتحرير ليبيا، ليكون عين أميركا داخلها.. ولي بينهم أصدقاء ومودة. ودارت الأيام دورتها فأصبح الآن جاسوس أميركا وجاسوس الإمارات.
ومنذ أواخر عهد البشير جنّده طه الحسين ليكون جاسوساً للإمارات.

وقبل هجوم حميدتي - ولعل ذلك كان في 10 أبريل 2023 - بعث حفتر وبتوجيه من الإمارات ابنه الأكبر الصديق. والتقى بحميدتي لينقل له الاستعدادات التي أعدها حفتر لدعمه في حربه المزمعة على الجيش السوداني.

وكتبت الجارديان البريطانية وكتبت الواشنطن بوست وكتبت نيويورك تايمز الأميركية عن ناقلات وقود ثلاثين وأسلحة بعث بها حفتر لحميدتي بتمويل أماراتي.
وللتغطية أشاعوا أن زيارة الصديق حفتر كانت بغرض تنصيبه رئيساً فخرياً لنادي المريخ!!!! أهلاً وسهلاً يا رونالدو.
وكل ما جرى كان بترتيب من ابن زايد.

اشترى ابن زايد 4000 سيارة دفع رباعي ومدرعات وصواريخ حرارية وصواريخ مضادة للطيران، وكميات من الذخائر كافية لتدمير أفريقيا.

واشترى ابن زايد وجبات جاهزة تأكلها جيوش أميركا وأوروبا وقت القتال في المعارك. وقبلها أنظمة التجسس بيجاسوس الإسرائيلية..
وأمدته بملايين الدولارات لضمان استمرار ولاء القحاتة والإطاري الذين هم الظهير السياسي/ الإعلامي لحميدتي. وكانت التكلفة الكلية مليارات الدولارات، خلال ما يربو على عامين.

ولإخافة الجيش والمواطنين هددونا أن بديل الإطاري هو الحرب.
وانطلقت أبواق قحت قبل شن حربهم مع حميدتي تضللنا أن الكيزان يريدون الوقيعة بين الجيش وحميدتي.

يكذبون ويمكرون مكراً كُبّارا..
ويخططون مع حميدتي للانقلاب..
ويظنون أنهم أخفوا مؤامرتهم عن عيون البشر.

ولا يزالون يكذبون أن الحرب بتدبير الكيزان، وكل الجماهير شاهدت قادة القبائل العربية في النيجر تتحدث عن دعم حميدتي..
وشاهدت الجماهير فيديوهات شيوخ في تشاد والنيجر ونيجيريا تشجع على الذهاب للسودان لدعم حميدتي.
وشاهد الناس الأسلحة والذخائر مكتوب عليها الإمارات.

ولأن قحت وجماعة الإطاري متّعها الله بذكاء مفرط، تظن أن مليارات نفقات بن زايد على الأسلحة وعليهم، وتصريحات شيوخ النيجر وتشاد، ستفوت علينا لأننا أغبياء وسنصدق أن الحرب من ترتيب الكيزان!!!
يريدوننا أن نصدق كل هذه التُرُّهات!!
وكتبت الصحف والدوريات الغربية تفضح مخازي، بل جرائم ابن زايد في كثير من البلاد وآخرها السودان.
وفي مقالات سابقة أوردت ما قالته تلك الصحف.

وآخر من كتب هو أندريس كريق في مقال له بعنوان:
"Gold, arms and mercenaries: On UAE's shadowy networks in Sudan"
والذي فضح فيه جرائم الأمارات في بلدنا.
أنفق ابن زايد مئات الملايين لحربه ضد انتشار الإسلام في أوروبا، كما أثبت ذلك ديفيد هيرست.. وجراء تحريضاته أُغلقت مئات المساجد ومئات مدارس تدريس القرآن واللغة العربية ومئات المنظمات الإنسانية في عدد من الدول الأوروبية.

وللحقيقة، فالخيانة والتآمر فعل موروث في آل نهيان.
فقد تآمر محمد بن زايد على أخيه خليفه وسقاه شيئاً جعله دُميَة، ومات اثنان من إخوانه في ظروف مشبوهة وغامضة.
فعل كل هذا ليخلو له الجو فيحكم.
وانقلب أبوه على أخيه الحاكم شخبوط.
وتاريخيا، ليس في الإمارات من ترك الحكم طوعاً..
فالأبناء ينقلبون على آبائهم.. والإخوان على إخوانهم.
ويفعل مثل ذلك أبناء العمومة.
ومن ثم فليس عجباً تآمر محمد بن زايد على البلاد الأخرى، ولو أدى ذلك إلى خرابها وإسالة دماء شعوبها.

هنا يجب التنويه أنه ما ينبغي أن نخلط أفعال هذا الشيطان بشعب الإمارات الكريم النبيل .

حدثني شيخ جليل أن ابن زايد ملحد . والقرامطة أيضاً باطنية ملاحدة .

وبسبب أفعال وتدخلات ابن زايد قُتل الألوف في اليمن، وسوريا، وليبيا، وأخيراً السودان.
وعبر متمردي حميدتي (دُمية بن زايد) أُعِيدَت صورة السلب والنهب الذي قام به القرامطة في مكة.
وجراء دعم بن زايد قام الجنجويد باغتصاب الحرائر في الخرطوم، أسوة بما فعله القرامطة بالنساء في مكة.
وكما أبطل القرامطة الحج، امتنع الناس في الخرطوم من حضور بعض الصلوات في بعض المساجد، خشية أن تصيبهم رصاصات حميدتي، عبد ابن زايد.

وفي بلاده اخترع ابن زايد ديانة جديدة سمّاها "الإبراهيمية"، وأنشأ كعبة جديدة اسمها "البيت الإبراهيمي".

وانبرى قتلة يقودهم حميدتي، ويروج لفِعالِهِم الإطاريون، ويمولهم بن زايد لتأسيس مسار سياسي وديمقراطية!!! ديمقراطية من طراز جديد، وهي الديمقراطية عبر فُوّهة البندقية.

نشهد لابن زايد أنه يكره فاحش القول ويعاقب على بذيء الكلام!!
ابن زايد سيزج بك في غيابة السجن إن أنت تباذأت وقلت كلمات بذيئة كالديمقراطية والحزبية وحرية التعبير.

اللهم احفظ لنا ابن زايد لنتعلم أصول الديمقراطية الدراهمية الإبراهيمية النهيانية..
إنك على كل ديمقراطية نهيانية دقلاوية قحاتية قدير!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق