مجازرغزة الجديدة..إلى أين؟ وكيف السبيل؟
مضر أبو الهيجاء
في تطور ملحوظ بات الصهاينة اليهود المحتلين يستهدفون المدنيين بشكل مقصود ومفرط، حيث يقتلونهم أمام أفران الخبز وفي المدارس والمستشفيات وعلى الطرق، دون أن يكون لهم أي ارتباط ولا دور ولا دلالة قتالية عسكرية أو أمنية!
منذ اليوم الأول في المعركة طالب بايدن رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية بضرب غزة ومجاهديها بضربة حاسمة قاسية مفرطة، وسارع بنقل أكبر ناقلات طائراته الحربية قبالة فلسطين المحتلة ودول المتوسط، واقتدت به كل القيادات الغربية الحاكمة التي باتت تحاكي الأمريكان وتتبعهم حذو القذة بالقذة.
التقط نتنياهو ووزير دفاعه الدعوة الأمريكية سريعا وصرحوا بأنهم سيسحقون غزة ويتعاملون مع شعبها باعتبارهم حيوانات بشرية يجب قتلها.
إذن لابد من فهم أن الطرف الإسرائيلي المجرم والجريح يمارس السلوك الأمريكي الصهيوني الصليبي المطلوب بوعي وعن خطة تهدف استثمار اللحظة لإعادة تشكيل المنطقة من نافذة فلسطين.
وبهذا فإن فلسطين اليوم صمام الأمان الذي يقاتل ويجاهد ليحفظ ما بقي من المنطقة العربية المليئة بالقروح، لكن قوامها الحالي -رغم بؤسه- بات مهددا أمام عبث مريع وتشكيل جديد لن يتوقف عند نسخته الأخيرة والعليلة بالثورات المضادة، في حال انكسار الفلسطينيين لا قدر الله.
فلسطين اليوم جريحة أكثر من أي يوم في تاريخها المرير، لاسيما وقد أحاط بها حكام وأنظمة عربية مجرمة ووضيعة متعاونة مع المحتل تريد النيل من الفلسطينيين وإنهاء جهادهم الذي بدأ من قرن ولم يهدأ .
فلسطين اليوم جريحة وضعيفة أكثر من أي يوم في ماضيها بسبب دور ملالي إيران، والذي نجح بفاعلية في سحق الشعوب العربية المحيطة بفلسطين وتدمير العراق لصالح الصهاينة، حتى أنه لم يتبق في المنطقة منظومة متكاملة تخاطب الغرب والصهاينة غير إيران المجرمة، والتي بات رموزها يتألقون بدمائنا الزكية، ويعيدون رسم صورهم والترويج لأدوارهم كما هو كلب إيران في لبنان، وذيلها في دمشق، وضباعها في العراق، وحشاشوها في صنعاء!
فلسطين المجاهدة اليوم أمام مفترق طرق عنيف، فإما أن تبقى بلا أب ولا سند وتصبر وترابط وتجاهد مستعينة بالله حتى تستعيد الأمة عافيتها، أو أن تقبل بأبوة رجس ونجس بحيث تستعلي إيران على منابرها وتستعملها لتحسن من شروط توسعها وتموضعها ودورها المعادي للأمة والدين شكلا ومضمونا!
وفي ظل غياب الإرادة السياسية المستقلة في فلسطين المجاهدة، وفي ظل تواطؤ المنظومة العربية الرسمية، وفي ظل تعاظم الشهية الإيرانية لاستخدام دمائنا النازفة في فلسطين، ليس أمامنا من حل سوى حراك الشعوب العربية والإسلامية.
واهم من ظن بأن الرصيد الفلسطيني الجهادي رصيد مفتوح لا ينتهي، وواهم أكثر منه من ظن أننا سننتصر في معركة طوفان الأقصى المشرفة بجهودنا كفلسطينيين دون دور فاعل لشعوب الأمة وحركاتها وقياداتها وعلمائها !
وكما ابتلع الغرب وإيران سوريا وثوارها وحركاتها الجهادية، يمكنهم أن يبتلعوا غزة الشام -لاسمح الله-، وكما فكك الإسرائيليون العراق بمعونة ملالي إيران، يمكنهم أن يفككوا الضفة الغربية ويصادروا الأقصى -لا قدر الله-.
إن معركة طوفان الأقصى المشرفة لحظة فارقة في تاريخ عموم المنطقة وخصوص الدول العربية وشعوبها، وليست محصورة الدلالة والآثار في حدود فلسطين التاريخية مطلقا، فمجاهدو فلسطين اليوم يقاتلون عن عموم الأمة، ويرسمون مستقبل أجيالها القادمة .
إن واجب شعوب الأمة تجاوز المقولات التقليدية التي تطالب الحكام بالتدخل، فهذا لعمري ضعف عقل وسوية، لاسيما أن حكام بلادنا باتوا في صفوف الأعداء، بل إن الواجب يحتم على الشعوب الحراك التراكمي الفاعل باتجاه القضية، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون دور للنخب والعلماء والقيادات الثورية.
فمتى يتشكل إطار شعبي عربي إسلامي يوحد الجهود ويحرك الشعوب باتجاه عض يد ورقبة الإدارة الأمريكية، لتوقف القتل وتتعطل المخططات الغربية في إعادة تشكيل المنطقة العربية والإسلامية من النافذة الفلسطينية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق