شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم مَن علَّمني كيف أستمع إلى النقد والنقد الجارح دون ارتباك، وكيف أُمضي في طريقي دون تردُّد، ولو سمعت من القول ما لا يَجْمُل ولا يليق”.
شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم مَن كان السبب في انضباط النَّفْس وعدم انسياقها مع مدح المادحين، لقد قيَّضكم الله تعالى لتعدِلوا الكِفَّة؛ لئلا يغترَّ المرء بمدحٍ مفرط، أو ثناء مسرف، أو إعجاب في غير محله، ممن ينظرون نظرة لا تَرَى إلا الحسنات، نَقِيض ما تفعلونه حين لا ترَوْن إلا الوجه الآخر، أو ترَون الحسنَ فتجعلونه قبيحًا”.
شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم سخّرتم ألسنة تدافع عن الحق وتنحو إليه ويستثيرها غمطكم؛ فتنبري مدافعة مرافعة” ..
شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم ذوو الفضل -ولو لم تشاؤوا- في صناعة قدر من الاتزان والعدل في الفكرة” ..
شكرًا أيها الأعداء!
“فأنتم مَن درّبنا على الصّبر والاحتمال ومقابلة السّيئة بالحسنة والإعراض” ..
شكرًا أيها الأعداء!
“فلعلّ في الميزان من الحسنات ما لم تنشط النّفس لتحصيله من الخير والعمل الصّالح” ..
يقول الشيخ سلمان العودة في كتابه : «علمتني التجارب ألا آسى على أولئك الذين يأبون إلا أن يكونوا أعداء ومناوئين، فهم جزء من السّنة الربّانية في الحياة، وهم ضريبة العمل الجاد المثمر».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق