إليك عشر نقاط مهمة في الحياة
د. عبد الرحمن بشير
داعية ومفكر إسلامي، من جيبوتي
أولا: حين تصبح بلا عقيدة سياسية تصبح بلا هوية، وحين تصبح بلا هوية، تكون بلا ماض، وحين يكون ماضيك خاليا من الوجود، يكون حاضرك بلا بوصلة، وحينها لن يكون لك تحت الشمس مستقبلا.
ثانيا: حين تعيش في الحياة بعاطفة فقط، فاعلم أن الكبار يضحكون عليك، وأن الذين يصنعون المستقبل بالعلم والعقل يعلمون أن العاطفة تخمد قريبا، ولن يبقى معك سوى ما حصدته من فكر وعلم وتجربة وخبرة.
ثالثًا: حين تقرأ ما تريد فقط، وتخاف أن تقرأ ما يجب قراءته، حينها تعيش كما تحب، وليس كما يجب، تكون المسافة بين الأمرين طويلة بل هي عميقة عمق الإنسان والحياة، عش كما يجب، وليس كما تحب، ولكن بعلم.
رابعا: حين تحب أن تسمع من الناس ما تحبه فقط، فأنت شاعر، أو فنان، أو نجم يريد أن يعرف كم له من المتابعين؟!، ولكن حين تحاول أن تؤثر أكثر، وأن تغير العقول، وأن تمنح الناس بدائل في الوجود، حينها فقط تعرف أن لديك رسالة ولا يمكن لك بحال من الأحوال أن تتوقف عن العطاء.
خامسا: حين تقابل في الشارع من لا تعرفه، ولكنه يصافحك بحرارة ومن قلبه، ويقول لك، لقد استمعت إلى كلمة منك غيرت حياتي، ومنحتني فرصا جديدة في الحياة، وغيرت عالم فكرى، ورسمت لي الطريق من جديد، حينها تعرف أن الحياة بحاجة إليك، فيجب أن تواصل المشوار.
سادسا: حين تستيقظ من النوم، فتقرأ كتابا جديدا، أو تطالع مقالا جيدا، أو تتصفح رسالة أحد يملك عقلا وفكرا، حينها تعرف أن الله منحك فرصة جديدة لتعيش، وتمنح، وتؤدى رسالة جديدة في الحياة، فلا تتوقف عن العطاء، فالعطاء هو الحياة، والحياة هي العطاء.
سابعا: حين تجد من يعاديك، ويحاربك، ويكتب عنك، أو يتكلم من وراءك، فاعلم أنك أصبحت رقما صعبا، وحين تعلم أن من ربيته وهو صغير، ولكنه يبدأ يكبر، ويتعرف على الحياة من جديد، حينها تعرف أنك غرست شجرة مهمة في الحياة، وحين تجد من لا يعرف كيف يكتب؟ ولكنه يتكلم في حق الكبار، حينها تعرف أن الحياة مجال للامتحان.
ثامنا: حين تكتب مقالا، أو تعدً درسا، أو تتأمل آية، أو حديثا، حين تستخدم عقلك في الحياة، وتجد من حولك من لا يملك ذلك، ولكنه مع هذا يعيش معك في الحياة، وهو لا يعرف هذه القيمة الكبرى، أو تلك النعم العظيمة، وإذا تحدث معك تناول ما ذا نأكل؟ وكيف نأكل؟ ومتى؟ وأين؟ وهو بعيد عن عالمك في الأفكار، ولا يحاول تفهّم أفكارك من خلال أطروحاتك وكتاباتك، حينها فقط يجب أن تطيل السجود لله رب العالمين شكرا.
تاسعا: حين تستيقظ من النوم العميق، وتقوم لله رب العالمين، وتقف أمامه، وتجد إلى جانبك زوجة تعينك، وولدا بارا يحبك، ويفكر فيك، وصديقا يساعدك، وحياة تتجدد، وابتلاءات تظهر بقوة من حولك، حينها فقط تعرف أن الحياة عطاء وأخذ، فهم وعمل، روح وحركة، ويومها تكون جديدا، لأنك قررت أن تكون جديدا.
عاشرا: حين تكتب، والقلم يصبح طوع أمرك، ويسيل بين أصابعك، وتملك أن تعبر عما في قلبك بالقلم، تعرف قيمة القلم (الذي علّم بالقلم)، ولولا القلم لكانت الحياة جحيما لا تطاق، ولصارت الدنيا سجنا بلا نهاية، ولكن الله منحنا قلما، ومن وراء القلم عقلا، ومن وراء العقل حرية وإرادة، والحمد لله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق