الاثنين، 26 فبراير 2024

تقسيم الدول العربية

 تقسيم الدول العربية

 
لم يترك الاستعمار منظومته بغير لوازم صيانتها فى كل مجال وعلاج لأى خطر محتمل بحسب العقيدة هى الخطر ....

عاش مفكرى العرب وصانعى الوعى وحتى السياسيين ونظم الحكم أسرى خطط ومخططات برنارد لويس وخرائطه المزعومة وإلى اليوم وكأن الغرب بهذا الغباء يسرب مخططاتهم ليصنعوا لها مقاومة ولكنها اصبحت سلاح تشهره الحكومات والسلطات أمام أى محاولة للنهوض والتغيير وبلوغ أى مرحلة من مراحل رشادة الحكم وتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية وتوزيع عادل للثروة بين مكونات الشعوب وصدرو للمجتمعات قضية التقسيم كخطر داهم ليكون ذريعة لوئد أى محاولة للتغيير أو حتى النقد وانتقل الأمر ليشهر سلاح التقسيم كخطر حتى فى وجه مسدى النصيحة وجعل الحدود قضية مركزية وباطنها الحفاظ على السلطة كسلطه والحكام كحكام كوجهين لعملة واحدة كما جعلوا القدس وفلسطين القضية المركزية للعالم العربى باطنها الحفاظ على أمن اسرائيل وظاهرها تحريرها ثم التذرع بتفكك وتقسيم الشعب االفسطينى وكفلت القضية المركزية أن تقتل كل قضية أخرى وقد تكون جزء من الإعداد الضرورى والحتمى للقضية المركزية ولا يمكن تحقيق هذه إلا بتلك ..

وفى ظل ما سبق حدث تغيرات جذرية فى العالم وسياقات أخطر من التقسيم حتى أصبح التقسيم لا قيمة له ولا يلبى حاجة الغرب وهذا حدث بإقرار معاهدة التجارة الدولية والتى تسمح بحرية إنتقال الأفكار والسلع والخدمات والأموال كرأس حربة فى تغيير القيم للمجتمعات وجعل العالم كله سوق واحد وبالطبع فإنتقال السلع والخدمات والأموال والأفكار فهى لا تنتقل مجردة من القيم التى تملكها فالمال ينتقل بقيم ملاكه وكذا السلع والخدمات كلها جسور ناقلة لقيم جديدة وكلها تساهم فى منظومة إستبدال القيم المحلية والأعراف والعادات لصناعة وإعادة صياغة إنسان العولمة الجديد وكمستهلك مثالى وعلى التوازى وصبر وتؤده وبحرفية فائقة النظير حين أخفقت العولمة فى إنتاج النموذج المثالى فى بيروت أنتجت مجتمع مثالى فى الإمارات 800الف انسان إماراتى يمثل نسبة 18\100 من سكان الأمارات من كل الجنسيات الشرقية والغربية لتكون المثال الحى والواقعى لنظرة الغرب للاسواق وما يجب أن يكون عليه الشرق وهى نفس السياسات المزمع الشروع فيها فى السعودية 2030 عبر الشراكات المالية وطرح كل المقدرات المالية والتى فى أوعية كشركات فى الاسواق العالمية ليتمكلها من شاء وأى جنسية تريد وتحمل الأموال والأسهم والسندات قيم ملاكها ويصبح لهم الحق فى متابعة آلية تحركها وتأثيرها فى المجتمعات وهو نفس المراد بمصر وما تواجهه مصر اليوم ليس إلا إملاءات لتستسلم لنفس الأنموذج والذى كان ينتوى جمال مبارك فى الشروع فيه مصر 2050 كل هذا أصبح أخطر مما شاع عن التقسيم للدول لأنه لم يكن يمس العقائد والأعراف والقيم إنما كان مبعثه الخوف من الاتحاد والاجتماع وعدم الثقة فى الرهانات على تغيير الثقافات والذى يهدد مصالح الغرب واسرائيل بالتالى ..

اليوم لابد من فهم أن العولمة السوقية أخطر على الدول العربية من مشاريع التقسيم لأن التقسيم كان معنى به الجغرافيا والعولمة السوقية مستهدف منه الإنسان العربى ليدخل منظومة المستهلكين ويتشرب قيم وعادات وثقافات العولمة التى تمسخ الخصوصية المحلية وبالتالى تدهس المقدس والأعراف كونها تحد من الأنتاج الكبير والذى تقل فيه التكلفة الغير مباشرة وتتعاظم فيه الأرباح وتصبح قرارات تلك الدول رهن من يتحكم فى ثرواته ولو بصورة غير مباشرة ويرسم سياستها عنوة عن إرادة أهلها وبحكم الإكراه أو الإذعان ,,

ولهذا تلحظ لأول مرة التصريح بالتعاون الاسرائيلى والخليجى بالرغم أن نشأتهم واحدة وإن كانت سرية العلاقات قد فقدت دواعيها لأن الانسان الخليجى دخل منظومة المستهلك المثالى وكالشيخ الذى كان يعزم على قطع الشجرة التى يعبدها الناس فلما قبل عرض الشيطان عليه أن يرجع عنها اليوم ويأتى يخلعها ثانى يوم فوجد تحت وسادته دينار من ذهب فلما انقطع عنه الدينار رجع ليقطع الشجرة الوثن فلاقه الشيطان فقال لها لما رجعت قال اقطع الشجرة قال كذبت رجعت لأنك لم تجد الدينار الذهب ..
واليوم تشاهد بابا الكنيسة والفاتيكان يتجولون ويستقبلون استقبال الملوك بالخليج ويفد إليه الخليجيون ليقدموا فروض الولاء والطاعة وتقوم تلك الدول بالأنفاق على بناء الكنس والأديرة وتشترى الفضائيات والصحف كلها لتقوم كخادم فى صناعة الانسان المستهلك المثالى ولتمسخ روحه وعقيدته ومقدسه واعرافه واصبحت الدول العربية كسوق واحد للعالم لمن يستطيع ومن يملك الدخول فلم يعد التقسيم هو الخطر ولكن الخطر فعلا هوالعولمة التى تحمل قيم جديدة ووافدة تحت ذرائع متعدده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق