الصينيون كلما وجدوا حيوانا أكلوه، والهنود كلما وجدوا حيوانا عبدوه، والعرب كلما وجدوا حيوانا انتخبوه!!
وقد علم الله ما انتخبناهم ولا رضيناهم، وإنما جاء بهم الأجانب فتسلطوا علينا وقتلونا وقهرونا، وكلما قُمْنا عليهم جاءتهم خبراء الأجانب ومبعوثيهم ورجال أمنهم ومخابراتهم تعينهم وتدعمهم، فإن أخفقوا جاءت جيوشهم لتحفظ عليهم عروشهم!
ولكن الطرفة لها ظل من الحقيقة، وهي أن هؤلاء الحكام أشبه بالحيوانات، لا بالبشر، بل بأشراس الحيوانات ووحوشها..
ويزيد في الطرافة ومشابهة الخيال بالواقع أن بعض أسمائهم كانت كذلك، وقد انتشرت في زمن مبارك وفهد بن عبد العزيز نكتة تقول:
ذهب عربي إلى سوريا فقيل له: ما رأيك في الأسد؟ فقال ببراءة: مجرد حيوان!.. فسجنوه عشر سنين! فلما خرج ذهب إلى السعودية فقيل له: ما رأيك في فهد؟ فقال ببراءة: حيوان!.. فسجنوه عشرا أخرى.. ثم خرج فجاء إلى مصر، فسألوه: ما رأيك في مبارك، فقال لهم: انتهى، لن أتكلم عن أي حيوان مرة أخرى.. فسجنوه أيضا!!
هذه مصر قد جاءها حيوان آخر وصار اسمه: السيسي!!
وها نحن في لحظة نرى فيها رأي العين فضل الحيوانات على الحكام، وقد قال إمامنا الشافعي:
وليس الذئب يأكل لحم ذئب .. ويأكل بعضنا بعضا عيانا
فلست ترى حيوانا يأكل لحم أخيه، فإذا وقع هذا فلن تجد حيوانا يساعد المفترس على أكل لحم أخيه..
هل رأيت غزالا تساعد الأسد على افتراس أختها؟ أو شاة تساعد الذئب على أكل أختها؟ أو دجاجة تستدرج أختها ليصيدها ذئب أو ثعبان؟!!
ها أنت ترى "أنظمة العرب" تجتهد لتعين نظام الصهاينة على سحق الغزيين وفرمهم وتقتيلهم.. فأيهما خير؟!
ألا لو كان الذي يحكمنا حيوان حقا لكنا أحسن حالا من هؤلاء الذين يحكموننا الآن.. فلئن لم تنهض فيه نخوة الغيرة وغريزة الجنس الواحد، فلن تخرج منه نزعة الخيانة..
بل لو ذهب بنا الخيال فتصورنا أنه خرج عن طبع الحيوان فخان، فأقل ما في الأمر أن لن يكون بمقدوره منع من شاء العون والغوث والمساعدة!!
فمن أشقى منا حالا؟!!
من أشقى منا حالا؟!!
صدق ربنا تعالى {إن هم إلا كالأنعام، بل هم أضل}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق