رسالة
يا جار غزة من بُعد ستة آلاف ميل، وناصرها وأنت حديث عهد بقضيتها، ومحترقًا لأجلها وعليها حقيقةً ومجازًا، دون أن تربطك قرابة دمٍ ولا دينٍ ولا لسانٍ ولا عرق، تصرخ في الفضاء الذي تطير به طائرات بلادك بأسلحة فتاكة تقتل أطفالها، وترتدي زي جيشٍ يرافق مصاصي الدماء في شوارعها المحتلة، وبناياتها المقصوفة، وأيامها الدامية.
ليس الاحتراق إلا تعبيرًا عن العجز، والصدق، والحرقة معًا؛ عدِمتَ الوسيلة، وفقدت الحيلة، فلم تجد أمامك إلا أن تموت بالطريقة التي يموتون بها، لكن وأنت تصرخ بحرية فلسطين كلها، وبوقف الإبادة في القطاع الذبيح؛ وأنت تقول إنك لن تشارك في الإبادة بعد الآن! صحيح! كيف لخصتها بتلك البراعة يا آرون؟! لم تقاتل هناك ولم تحمل سلاحًا ولم تذهب، لكن مجرد السكوت شراكة!
كل ذلك، بينما يتأبط ملايين الأبناء في جيوشنا، أصحاب وحدة الدم والدين والعرق والعقيدة واللسان والمصير، بنادقَهم، ولو أُمروا أن يحرقوا بها غزة نفسها لأحرقوها، بينما لا يجرؤ مئات الملايين على أن يصبّوا لغزة شربة ماء تطفئ نارها، ولا لقمة عيش تسد جوعها؛ ولا أن يحرقوا حتى نعالهم، في طريق النخوة والشهامة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق