الأحد، 18 فبراير 2024

الكيان الصهيوني.. من واحة الديمقراطية إلى الإبادة الجماعية

 

الكيان الصهيوني.. من واحة الديمقراطية إلى الإبادة الجماعية   
د. عز الدين الكومي


عندما قال الرئيس الأمريكي الخرف”بايدن”لولم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها عند زيارته لتل أبيب عقب معركة طوفان الأقصى ليبين لهم أن أمريكا لايمكن أن تتخلى عن الكيان الصهيوني.


وبايدن لم يقل ماقال من فراغ لأن معركة طوفان الأقصى هزت صورة الكيان الصهيوني- ومست مباشرة المشروع الصهيوني فى منطقتنا العربية وزعزعت المصالح الأمريكية فى المنطقة العربية.


فضلاً عن ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية التى أرسلت حاملات الطائرات والبوارج والقطع البحرية إلى غزة لأنها تعتبر الكيان الصهيوني حاملة طائرات ثابتة وشعرت أنها فى خطر ومهددة من قبل المقاومة الفلسطينية.


وكان الغرب يردد دائماً بأن الكيان هو واحة الديمقراطية في صحراء الاستبداد والدكتاتوريات العربية ولكن في الوقت ذاته يقوم بدعم هذه الديكتاتوريات في وجه تغيير أى ديمقراطي كما حدث فى مصر خاصة وقمع ثورات الربيع العربى عامة.


وصدّق الغرب أكذوبة أن الكيان واحة الديمقراطية وأنه الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وأن جيشها يتسم بتحرى المعايير الأخلاقية فى التعامل مع الفلسطينين بالرغم مماارتكبه هذا الجيش من مجازر ومذابح خلال سبعة عقود راح ضحيتها آلاف الأبرياء، كما أن هذا الجيش الأخلاقي لم يتورع عن استخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً وكانت أمريكا تعتبر كل مايقال بشأن اتهام الكيان ماهو إلا مجرد أكاذيب وخداع وتضليل ومعاداة للسامية.

ولكن الأمريكان شعروا وربما قبل غيرهم أن الكيان الذى صنعوه واعتبروه أحد قواعدهم انهزم يوم السابع من أكتوبر 2023 فدق الأمريكان ناقوس الخطر باعتبار أن ماحدث كان بمثابة بداية النهاية لهذا الكيان.

وظلت أمريكا ومعها الغرب سادرون فى غيهم فى الانسياق وراء أساطير الدعاية الصهيونية حتى أصبحوا أسرى لهذه الروايات المكذوبة.

وحتى لا نبعد بعيداً رأينا كيف تبنى الرئيس الخرف “جون بايدن”الرواية الصهيونية، و أنه رأى بأم عينه صور أطفال قُطعت رؤوسهم قبل أن يسارع البيت الأبيض بنفى تلك الأكاذيب ونفي أن يكون بايدن رأى صوراً من الأساس بل وينفى وجود مثل هذه الصور فى انحيار غير مسبوقة.

كما أعلن الكيان الصهيونى بأن الفلسطينيين احرقوا عددا من الصهاينة، ليظهربعد ذلك أن الجثث المتفحمة تعود لفلسطينيين أحرقتهم الدبابات لصهيونية ومعهم عدد من جثث الصهاينة الذين قتلوا مع الفلسطينين جراء قصف المروحيات الصهيونية بحسب مصادر صهيونية.

وهل بعد ما أقدم عليه الكيان من هدم البيوت على رؤوس ساكنيها وهدم المستشفيات والمساجد والكنائس والجامعات والمدارس لايزال الغرب المنافق ومن ورائه أمريكا وبريطانيا أم الخبائث يعتقد أن هذا الكيان المجرم واحة الديمراطية وجيشه أخلاقي؟!!


واليوم وبعد أن نجحت دولة جنوب إفريقيا بإرغام الكيان للمثول أمام محكمة العدل الدولية واستصدار قرار بإدانته بالإبادة الجماعية فأصبح الكيان في موقف لا يحسد عليه فى ظل فشل الرواية الصهيونية فى تسويق الأكاذيب والأباطيل الصهيونية لدى شعوب الغرب باعتبارها واحة الديمقراطية في صحراء دكتاتورية مستبدة قاحلة وأنها ضحية للتهديد من محيطها العربي المسلم.

وقبول رواية المقاومة الفلسطينية فأصبحت صورتها اليوم فى العالم أن الكيان الصهيون كيان محتل وقاتل ومجرم.

وظهر الكيان الصهيونى على حقيقته وأنه كيان متطرف ومارق محتل وعنصرى ومتمرد على القوانين الدولية برعاية أمريكا والغرب يحتل أراضي الفلسطينيين ويمارس ضدهم إجراءات تمييزية وعنصرية تعسفية، ويستخدم فى ذلك كل وسائل القوة والقهر.

وفقد الكيان الصهيونى مكانته كربيب مدلل للغرب، الذي يعتبر الكيان امتداد له ومن خلاله يتم تمرير مشروعاته الاستعمارية.



ويشعر الصهاينة بأن كراهية كيانهم أضحت لاتطاق فقد ظهرت صورة الكيان فى نظر الشعوب الغربية من خلال ماتنقله عدسات المصورين وتقارير المراسلين والإعلاميين واعتبروا ماقام به الكيان الصهيونى فى غزة جرائم حرب وحرب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وهي مصطلحات ماكان أحد يجروء على تداولها فى السابق وإلا سيتهم مباشرة بمعادة السامية بالرغم من الروايات الصهيونية المدعومة من الغرب كانت حريصة على نزع صفة الإنسانية عن الفلسطينين لتمريرعمليات الإبادة ضدهم دون وخز ضمير.



فيعتبر الكيان الصهيوني أن الفلسطينين مجرد حيوانات بشرية يجب الخلاص منها رغم أن الحيوانات حها جمعيات حقوقية تقوم بحمايتها.

وكما لاحظ العالم أن الكيان الصهيونى لا يحترم القوانين الدولية والإنسانية ويعلن عن أنه يمارس اغتيال للفلسطنيين فى أي مكان بالعالم ومع ذلك لم نسمع أن أحداً أيعتبره كيانا إرهابياً



وبالرغم من صدور قرارمن محكمة العدل الدولية بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان واتهمته بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، طلبت محكمة العدل الدولية الجمعة من الدولة العبرية “منع ومعاقبة” التحريض على الإبادة، وإدخال مساعدات إلى القطاع المحاصر. فيما تعتبر الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تبت في النزاعات بين الدول، مبرمة وملزمة قانونا، لكن المحكمة لا تملك أي وسيلة لتنفيذ أحكامها.



وبالرغم من صدور حكم المحكمة ما زال الدعم الأمريكي العسكري والسياسي للكيان الصهيوني المتهم بالإبادة الجماعية مستمر لم يتوقف فى تحد سافر لقرارات المحكمة.

وقد قام الكيان بارتكاب عشرات المجازر التى راح ضحيتها مئات الضحايا في تكرار مُمنهج لجرائمه المروّعة السابقة في غزة.



بالرغم من أن قرار محكمة العدل الدولية ألزم الكيان الصهيونى بتدابير تمنع استمراره في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، وهو ما يؤكد إصراره على الاستمرار في جرائمه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق