السبت، 2 مارس 2024

عندما كان سفراؤنا علماء!!


 عندما كان سفراؤنا علماء!!



التقى العلامة أبو بكر الباقلاني رحمه الله، - وكان بارعًا بالمناظرة - راهبا نصرانياً، فقال النصراني :
أنتم المسلمون عندكم عنصرية!

فقال الباقلاني : وما ذاك؟

قال: تبيحون لأنفسكم زواج الكتابية، ولا تبيحون لغيركم الزواج ببناتكم!

فقال الباقلاني : نحن نتزوج اليهودية لأننا آمنا بموسى، ونتزوج النصرانية لأننا آمنا بعيسى، وأنتم متى ما آمنتم بمحمد ﷺ زوجناكم بناتِنا.
فبهت الذي كفر .

.....

ومما يذكر عن الباقلَاني رحمه الله:
أن عضد الدولة البويهي أرسله عام ٣٧١هـ سفيرًا لمناظرة النصارى في القسطنطينية ..

وعندما سمع ملك الروم بقدومه أمر حاشيته أن يُقَصّروا من طول الباب بحيث يضطر الباقلاني عند الدخول إلى خفض رأسه وجسده كهيئة الركوع؛ فيذلّ أمام ملك الروم وحاشيته!
فلما حضر الباقلاني عرف الحيلة، فأدار جسمه إلى الخلف ثم دخل من الباب وهو يمشي للوراء جاعلاً قفاه لملك الروم بدلاً من وجهه!

فعلم الملك أنه أمام داهية!

فلما دخل الباقلاني حياهم بدون السلام، ثم التفت إلى الرهبان وقال: "كيف حالكم وكيف الأهل والأولاد؟"
فعظم على الملك وغضب وقال :
أما علمت بأن رهباننا لا يتزوّجون ولا ينجبون الأطفال؟!!

فقال الباقلاني : الله أكبر!
تُنَزّهون رهبانكم عن الزواج والإنجاب ثم تتهمون ربكم بأنه تزوج مريم وأنجب عيسى؟!!!

فزاد غضب الملك!
ثم قال الملك - بكل وقاحة:
فما قولك فيم فعلت عائشة زوجة نبيكم؟
فقال أبو بكر :
إن كانت عائشة قد اتهمها المنافقون، فإن مريم قد اتهمها اليهود، وكلاهما طاهرة، ولكن عائشة تزوجت ولم تنجب، أمّا مريم فقد أنجبت بلا زواج!
فأيهما تكون أولى بالتهمة الباطلة؟! وحاشاهما رضي الله عنهما.
فجن جنون الملك!
فقال: هل كان نبيكم يغزو؟
قال أبو بكر: نعم .
قال: فهل كان يقاتل في المقدمة؟
قال أبو بكر: نعم .
قال الملك: فهل كان ينتصر؟
قال أبو بكر: نعم .

قال الملك: فهل كان يُهزَم؟
قال أبو بكر: نعم .
قال الملك: عجيب؛ نبيٌّ ويُهزّم!
فقال أبو بكر : ألم تزعموا أن عيسى إله؟! أإله ويُصلَب؟!!!
فَبُهِتَ الذي كفر .

[ينظر: تاريخ بغداد (٣٧٩/٥)،
للخطيب البغدادي]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق