تركيا وسورية بين تهديد العلمانية وخطورة مفهوم الأقلية السياسية
إضاءات سياسية أمنية عسكرية
اعتقلت السلطات الفرنسية اليوم رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية والنائبة في البرلمان الأوروبي عن فرنسا مارين لوبان، بتهمة اختلاس أموال عامة وحكمت عليها المحكمة بالسجن أربع سنوات.
استدعت المحكمة الإسرائيلية اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو -وقبل يومين زوجته- وذلك في سياق اتهامات له بالفساد تهدد مستقبله السياسي وقد تودعه بالسجن بعد توقف العملية العسكرية، والتي يحاول نتنياهو أن يطيل عمرها لينجو من المقصلة.
فما بال بعض من يتغنون بالديمقراطية الأوروبية والإسرائيلية من الأحزاب العلمانية التركية لا يطيقون فكرة استدعاء المحكمة لرئيس بلدية في تركيا، والذي اتهمه بعض أعضاء حزبه بالفساد، وذلك بعد أن قدموا للمدعي العام شكاية واثباتات بفساد مالي جاوز ال560 مليون ليرة تركية؟
- إن العلمانية التي يشتد عودها في تركيا من جديد -مع كل رياح صحوة إسلامية- تشكل خطراً حقيقياً على حاضر ومستقبل سورية، وهي تخفي في أقفاصها وحشا جائعا لم تطلق سراحه بعد.
المخاطر المشتركة بين سورية وتركيا:
إن تمكين ونجاح التجربة الإسلامية في سورية هو منجاة مستقبلية لتركيا، وتعزيز لأهداف الإصلاح فيها.
أما الإخفاق والتقسيم المحتمل -لا قدر الله- على أرض الشام، فهو كارثة حقيقية على حاضر ومستقبل تركيا.
وإذا كان الغرب يدندن سياسيا حول مسألة الأقليات في سورية، فإن مسألة الأقليات يمكن أن تنحر تركيا داخليا -لا سمح الله-.
إن انفكاك التجربة الإسلامية الواعدة في سورية عن تركيا الحالية خطأ استراتيجي كبير، الأمر الذي يشير إلى ضرورة التنسيق في الكبير والصغير بينهما -خصوصا في الفترة الحالية-.
وخلاصة القول:
إن حراك العلمانية المتوحشة في تركيا بمثابة ثعبان يمكن أن يقضم سورية، كما أن تمكين الأقليات من المحاصصة السياسية في سوريا يشكل تهديدا مستقبليا على تركيا.
فهل وصلت الفكرة والرسالة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق