الأربعاء، 9 أبريل 2025

السلام العادل... تفرضه المقاطعة الفعالة

السلام العادل... تفرضه المقاطعة الفعالة 


د. محمد المقاطع


إثر استمرار الجرائم الفاشية للكيان الصهيوني على قطاع غزة تحديداً والضفة الغربية أيضاً والتي اشتملت على تطهير عرقي وإبادة جماعية وتهجير قسري ومحاصرة بهدف التجويع والتعطيش ومنع المساعدات الضرورية للحياة الأدمية، فإن استمرار ودعم وتعزيز المقاطعة يُعتبر أداة فعالة لمناصرة قطاع غزة، حيث يعكس صوت الشعوب الحية والراغبة في دعم حقوق الفلسطينيين وحقهم بتقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة، والتأثير على السياسات الدولية. 

من خلال المقاطعة، يمكن للأفراد والدول التعبير عن رفضهم للاحتلال والتمييز، مما يساهم في تسليط الضوء على المعاناة المستمرة التي يعيشها سكان غزة. 

وتتجلى أهمية المقاطعة في قدرتها على تعزيز الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية وبجرائم وانتهاكات الكيان الصهيوني واستهتاره بالقانون الدولي. إذ تساعد في جمع الدعم الشعبي من خلال تشجيع الناس على التفكير في تأثير استهلاكهم ومشترياتهم وقراراتهم على الوضع في غزة. 


على سبيل المثال، مقاطعة المنتجات الصهيونية أو الشركات التي تدعم الاحتلال يمكن أن تضغط بل وترغم الكيان المحتل على التغيير نحو انفراجة سياسية وإنسانية. 

علاوة على ذلك، تُعد المقاطعة وسيلة لتعزيز التضامن بين الشعوب. فكلما زاد عدد المشاركين في حركة المقاطعة زادت قوتها وتأثيرها. 

كما أن المقاطعة تُظهر حلاً سلمياً بعيداً عن العنف، مما يعكس رغبة المجتمع الدولي في تحقيق العدالة والحرية، وحفظ قواعد السلام والقانون الدولي وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم من الممارسات الفاشية لدولة الاحتلال. 


في النهاية، تمثل المقاطعة خطوة مهمة نحو تحقيق السلام الدائم والعدالة للفلسطينيين، وتعكس التزام المجتمع الدولي بدعم حقوق الإنسان وحريته وكرامته. 


يُعتبر نهج المفاوضات وسيلة فعالة وبديلة لحل النزاعات في الشرق الأوسط والعالم، حيث يوفر منصة للتواصل والتفاهم بين الأطراف المتنازعة. ويعكس هذا النهج أهمية الحوار كأداة لتحقيق السلام والاستقرار، ويعزز من قدرة المجتمعات على تجاوز الخلافات وتحقيق التوافق.

 

تتميز المفاوضات بأنها تتيح للأطراف المتنازعة فرصة التعبير عن مخاوفهم واهتماماتهم وإلغاء التسلط والعلوية التي تتصرف بها بعض الأطراف، مما يساهم في بناء الثقة وتخفيف التوترات. 


فالتفاوض يركز على البحث عن حلول مشتركة تعود بالنفع على جميع الأطراف، بدلاً من اللجوء إلى العنف أو التصعيد ومن ثم الحروب.

 

فعلى سبيل المثال، شهدت بعض النزاعات في الشرق الأوسط، مثل الصراع الفلسطيني الصهيوني، محاولات متعددة للتفاوض، مما يعكس رغبة الفلسطينين في الوصول إلى حلول سلمية منصفة وعادلة تنتهي بدولة فلسطينية مستقلة، بدلاً من نهج التدمير والإبادة والتهجير القسري، والذي مآله إلى الفشل رغم التحديات الكبيرة. 

علاوة على ذلك، يمكن أن تساهم المفاوضات في تعزيز التعاون الدولي، حيث يشارك المجتمع الدولي في دعم جهود السلام العادلة ومنع العدوان والانتهاك المستمر لحقوق الفلسطينين والتوسع باحتلال أراضيهم، وهم قد قرروا أنه لا هجرة ولا أرض بديلة عن فلسطين. 

إن استخدام نهج المفاوضات كبديل لحل النزاعات يدعو إلى التفكير الاستراتيجي والتخطيط السليم، مما يمكن أن يؤدي إلى استدامة السلام في المنطقة والعالم وهو ما ينبغي أن تضع الدول الكبرى والدول العربية والإسلامية المهمة ثقلها لتحقيقه. 


وهو أيضاً عبء يقع على عاتق الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا، ويبدو أن توجهات الرئيس ترامب تميل في ذلك في مؤتمره يوم الاثنين الفائت، وهو ما شكل خيبة أمل للكيان الصهيوني، وأتمنى أن نرى مصداقية لتوجهات ترامب بالتجاوب مع المقترح الفرنسي المصري والأردني للخروج من حالة التدمير والإبادة تمهيداً لسلام يتم بعده تعمير غزة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق