مصر التي كانت !
في أثناء مشيك في مناكب الأرض ومقابلتك لأجناس متباينة من الناس أصبحت تُواجَه -كمصري من بعض المحبين لمصر، وأحيانًا من بعض الشامتين- بتلك الجملة التي كانت توصف بها مصر يوم أن كانت عزيزة مستقلة: كيف حال أمّ الدنيا؟ وهل ما زالت أمّ الدنيا؟!
ثم تتوالى عليك التساؤلات الجارحة: هل صحيح أن الأزهر أباح تنصير البلاد والعباد بما يقتضيه هذا من استخدام وسائل التنصير المعروفة، والتي تستغل حاجة الناس إلى الطعام والدواء والتعليم والعمل والزواج فتساومهم على ترك دينهم؟!!
وهل صحيح أن القضاء المصري قد خالف الدستور الذي يقول: إن الإسلام هو دين الدولة، وسمح لمذهب يقوم على التبعية للصهيونية والإنجليز ومخالفة الأصول الثابتة للقرآن والسنة حول (ختم النبوة) في شخص رسول الله محمد ، كما يقوم على تأليه مؤسسيه... فاعترف له القضاء المصري -مع ذلك- بأنه دين اسمه البهائية؟!!
وهل صحيح أن الأزهر والجامعات المصرية أصبحت في حالة يُرثى لها بعد أن خرجت من نطاق أرقى خمسمائة جامعة في العالم، بينما فازت عدة جامعات إسرائيلية بهذا الشرف؟!!
وهل صحيح أن الأزهر والجامعات المصرية أصبحت في حالة يُرثى لها بعد أن خرجت من نطاق أرقى خمسمائة جامعة في العالم، بينما فازت عدة جامعات إسرائيلية بهذا الشرف؟!!
وهل صحيح أن البحث العلمي قد أصبح في حالة موت كامل بالجامعات المصرية ومراكز البحوث…؟
وهل هذه هي مصر.. بلد الأزهر العظيم؟!!
وهل صحيح أن بعض المثقفين الحداثيين يصف الأزهر -لحساب أمريكا والصهيونية- بأنه يُخرِج المتطرفين؟!!
وهل صحيح أن الأكثرية المسلمة أصبحت تحلم بمكانة -وإمكانات- الأقلية غير المسلمة؟!!
فيا أهل مصر.. تذكروا قبل أن تصلوا إلى مرحلة العقوق الكامل لهذا البلد الطيب، أن مجد هذا البلد ارتبط دائمًا بالإسلام..
مصر الفرعونية التي تتشدقون بها كان شعبها عبيدًا لدى الفراعنة، وكان الفرعون يصرح بذلك قائلاً لشعب مصر بلا خجل: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الزخرف: 51]، بل كان يقول أكثر من ذلك: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38].
فهل تريدون عودة العبودية للشعب المصري كي يسجد للفراعنة، وكي يتزوج من أمه وأخته، وينحني ذليلاً ليبني مقبرة لفرعون؟!! وأما مصر الرومانية فقد كانت مجرد (سلة غلال)، وكان أقباطها في غاية القهر والاضطهاد؛ ولذلك ساعدوا الفتح الإسلامي لمصر.
أما مصر الإسلامية.. فهي بلد الأزهر.. وموطن الإمام الشافعي.. والليث بن سعد وابن خلدون.. وآلاف الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومئات العلماء.. الذين وجدوا في رحابها الأمن والحياة الكريمة.. وهي -أيضًا- بلد صلاح الدين الأيوبي (بطل حطين) وموحِّد المسلمين.. وبلد سيف الدين قطز والظاهر بيبرس.. بطلي (عين جالوت)، وهازمي التتار الذين كانوا يزعمون أنهم لا يهزمون!!
فهل تريدون عودة العبودية للشعب المصري كي يسجد للفراعنة، وكي يتزوج من أمه وأخته، وينحني ذليلاً ليبني مقبرة لفرعون؟!! وأما مصر الرومانية فقد كانت مجرد (سلة غلال)، وكان أقباطها في غاية القهر والاضطهاد؛ ولذلك ساعدوا الفتح الإسلامي لمصر.
أما مصر الإسلامية.. فهي بلد الأزهر.. وموطن الإمام الشافعي.. والليث بن سعد وابن خلدون.. وآلاف الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومئات العلماء.. الذين وجدوا في رحابها الأمن والحياة الكريمة.. وهي -أيضًا- بلد صلاح الدين الأيوبي (بطل حطين) وموحِّد المسلمين.. وبلد سيف الدين قطز والظاهر بيبرس.. بطلي (عين جالوت)، وهازمي التتار الذين كانوا يزعمون أنهم لا يهزمون!!
لكن مصر هزمتهم.. وستهزم كل التتار الجدد إن شاء الله.
*الدكتور عبد الحليم عويس مؤرخ ومفكر إسلامي معروف، ولد في قرية سندسيس مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في 12 يوليو عام 1943، وتوفي في يوم الجمعة 9 ديسمبر عام 2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق