الاثنين، 7 أبريل 2014

الوصف الأمريكى لمصر 1976.. لم نتغير كثيرا



الوصف الأمريكى لمصر 1976.. 
لم نتغير كثيرا
محمد سيف الدولة


الرئيس والجيش والأمن والانقلابات والتمردات، والبرلمان والأحزاب والنقابات، والطبقة البرجوازية والفقراء، والمثقفون والمعارضة، واليمين واليسار، والشيوعيون والناصريون والإخوان، والحركات الطلابية، والعلاقات المصرية السعودية. كل ذلك وغيره، ورد فى تقرير مخابراتى أمريكي مهم عن مصر، فى يونيو عام 1976، بعنوان "وضع السادات الداخلي"، تم الإفراج عنه ضمن أكثر من 250 وثيقة، تتناول دور الـمخابرات الأمريكية المركزية فى الإعداد لاتفاقيات ونظام كامب ديفيد. 
وإذا تغاضينا عن اسم السادات وبعض التفاصيل الأخرى فى هذه الوثيقة، فسنشعر أننا بصدد تقرير عن أحوالنا اليوم، وسنكتشف أننا لم نتغير كثيرا عما كان سائدا وقتها، رغم مرور ما يربو عن أربعة عقود.وهو أمر يدعو إلى الأسى والتأمل والتفكر.
وأول سؤال سيتبادر إلى الذهن، هو عن سبب عجزنا عن التحرر من هذا النظام على امتداد جيلين على الأقل، خاصة بعد ثورة يناير، وهل العيب يكمن فينا ؟
أم أن الظروف والقوى المهيمنة والمسيطرة والحاكمة، أقوى منا بكثير ؟ 
وفيما يلى أهم المقتطفات التى استرعت انتباهى فيه :
الرئيس

• الدور المحوري الذي تلعبه مصر في عملية تحقيق سلام عادل 


ودائم في الشرق الأوسط، يشجع على استمرار دعم و تثبيت نظام 

السادات.

• التأييد الأمريكى له أدى إلى تدعيم موقف المصريين من سياسته 

الخارجية .

• المؤسسة العسكرية هى أهم المؤسسات فى مصر، وطالما أيدت 

السادات فسيظل فى السلطة.

• يسيطر السادات ومؤيدوه "الأوفياء" على البرلمان وعلى الحزب 


الوحيد فى البلاد.

• يتمتع السادات بشعبية حقيقية ولا يوجد منافس ظاهر له.

•المنافسين والصراعات الشخصية التي تتواجد في الدائرة الداخلية 


الصغيرة المحيطة بالسادات، تساعد في كبح أي شخص قريب منه 

يريد أن يتحدى زعامته. 

• كما لا يوجد من بين منافسيه السياسيين من يصلح بديلا له.

• فهم يفتقدون جميعا للجاذبية العريضة التي يتمتع بها.

• وباستثناء رصاصة من قناص أو أزمة قلبية، لا يوجد خطر على 


السادات.


***

الفاعلون الرئيسيون :


• يثق كبار المسئولين الأمنيين في أن النظام يستطيع التعامل مع أي 


أعمال "تخريبية"، سواء كانت مدنية أم عسكرية.

• تتمتع قوات الأمن بكفاءة عالية في اصطياد متآمري الانقلابات، 


أو السيطرة على أي احتجاج.

• للعسكريين التأثير الأكبر على الأحداث فى مصر.

•وما عدا ذلك فإن نسبة صغيرة من المصريين لها تأثير على 


الأحداث، مثل المتخصصين والمثقفين والبيروقراطيين والسياسيين 

والقيادات العمالية والدينية.

• أما أهل الريف في الدلتا والصعيد وأهل المدن الفقراء، فليس لهم 


نفوذ في القوة السياسية.

• إتحادات مصر العمالية والتجارية مستأنسة وسهلة الانقياد.

• جامعات مصر بؤرة تقليدية للاحتجاجات، ولذا يقوم السادات 


بقمع المعارضة فيها.


***  

الاقتصاد :


• نتوقع مزيدا من المشاكل الاقتصادية الحقيقية، نتيجة انطلاق 


الاقتصاد الحر.

• فقراء المدن والطبقات العمالية، نفذ صبرهم بسبب الضيق الذي 


يسببه التضخم. 

• إقتصاد مصر في ورطة خطيرة، فلديها تعداد سكان متزايد، ولا 


يمكن إطعامهم بدون المساعدات الخارجية. 

•مصر غارقة في الديون وتعاني نقص في العملة الصعبة، للوفاء 


بالتزاماتها الخارجية، وتمويل الواردات الضرورية للاستهلاك 

ومشاريع التنمية.

• التضخم الداخلي المتلازم مع الإستهلاك الواضح للطبقة الغنية،


 ( بما فيهم بطانة السادات والمشكوك في فسادها ) والسياح العرب 

والمستثمرين، حفز شعور "السخط" بين المواطنين الأقل حظا، 

مدنيين كانوا أو عسكريين.

• الأوضاع المعيشية لجموع الضباط أفضل من أمثالهم من المدنيين.

• النقص المتكرر في دعم السلع الأساسية، يؤدى إلى زيادة السخط 


الشعبى.

• الجهات المانحة للقروض الأجنبية، تضغط على الحكومة لإلغاء 


الدعم، واتخاذ خطوات ستكون غير مقبولة شعبيا.

•إن المشكلات الاقتصادية لوثت المجد الذي حققه السادات من 


حرب 1973.
***

• الطبقة البرجوازية تؤيد السادات، وهذه أحد نقاط قوته، وهى لا 


تزال قوية وكبيرة رغم القمع التى تعرضت له فى عهد ناصر، ولقد 

رحبت بسياسات الانفتاح على الاستثمارات والسلع الأجنبية، فلقد 

كانت تكره اشتراكية ناصر ومجتمعه المغلق، وهى لديها ألفة 

حضارية مع الغرب  
***

المعارضة :


• معظم السياسيين المصريين بما فيهم السادات يزعمون أنهم 


ناصريون.

• تمكن السادات من التلاعب بغالبية الناصريين، لأنهم يفتقرون إلى 


الوحدة والزعامة.

• الكثير من الناصريين التقليديين، يرون أن السادات قد خان 


مثاليات عبد الناصر عن الوحدة والاشتراكية.

• الهدف الأساسي من إنشاء حزب التجمع، هو استدراج المعارضة 


اليسارية للعمل في النور.

• اليساريون المتطرفون أقلية ولا يمكن أن يتزعموا انقلابا.

• الماركسيون و اليساريون الآخرون، مؤثرون في وسائل الاتصال 


وبين طلبة الجامعة.

• المجتمع المصري محافظ بالأساس، والعناصر اليمينية قوية. 

•سعى السادات للاستفادة من المخزون الإسلامي الوجداني في 


مصر، بتشجيع القادة الإسلاميين لشن هجمات دعائية ضد 

اليساريين، ووقف نفوذهم بين الطلبة.

• استمد الإخوان معظم قوتهم من عائلات التجار، والبائعين 


والفلاحين، ولكنهم يضمون أيضا كثير من المثقفين. 

•مظهرهم يوحي بالكراهية والخوف من الأجانب، هدفهم هو دمج 


النظام الأصولي للإسلام السياسي بالإصلاحات الاجتماعية 

الحديثة.

• أثارت حركة "العودة إلى المسجد"، استياء متصاعدا من المنظور 


المدني .

• لدى كبار ضباط الأمن المصريين شكوك في الاعتماد على 


الجيش لقمع احتجاجات الإخوان، في أماكن مكتظة بالسكان (!)

• أكثر الأمور شؤما، هو إعادة إحياء الحركة الشيوعية، أوعودة 


نشاط الإخوان المسلمين. 

• يراقب الحُكم أى تعاون مشترك بين المعارضة اليسارية،  

والمعارضة الإسلامية التى تفوقهم عددا .


***

• الدول المحافظة المصدرة للبترول، وخاصة السعودية، كانت 


كريمة مع مصر، لأنها ترغب في إبقاء السادات في السلطة، لكنها 

في الوقت نفسه،  كارهة لتمويل قوة مصر الصناعية والعسكرية، 

خوفا من سيطرتها على المنطقة عسكريا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق