الأحد، 6 أبريل 2014

هاشتاج يا سلام.. هاشتاج ده كلام!!

هاشتاج يا سلام.. هاشتاج ده كلام!!

شريف عبدالغني

لست من أنصار نظرية المؤامرة ولا من مروجيها أو حامليها أو شاربيها. ولا أدعي «الفكاكة»، فأنا -كما صوّر صلاح عبدالصبور أمثالي- إنسانٌ فقير الجيب والفطنة، ومثل الناس أبحث عن طعامي في فجاج الأرض، وعن كوخ وإنسان ليستر ما تعرّيتُ.
هذه المقدمة ضرورية لأقول إني لا أبغي سوى الصالح العام لدولة «طراطير ستان» الشقيقة. أنا حزين لأن السياحة فيها مضروبة. مضروبة في خلاط «المؤامرة « الكونية. لكنها ستنتصر حتما على الأعادي والكارهين.
كلمات كهنة كبيرها واضحة للشعب: حطموا قلب المؤامرة.. وامشوا من ثورة لثورة.. واعلوا فوق عين التحدي.. واصعدوا بإرادة حرة.
لا أدري كيف تضرب السياحة في بلد يملك مقومات جبارة يعجز الإنس والجن على أن يأتوا بمثلها في بلد آخر؟
لا أفهم كيف يصطف شعب ينتظر سائحا واحدا يوحد ربنا يأتي إليه؟
لا أستوعب سر جهل السائحين بالكنوز الأسطورية في ذلك البلد الشقيق، والتي لو لفوا الكرة الأرضية «كعب داير» فلن يجدوا نظيرا لها؟
دعك من حكاية الآثار والشواطئ والصحراء والريف والأسمر أبو ضحكة ترد الروح. إنها موضة وانتهت. الدنيا تغيرت وبطن «طراطير ستان» ولادة. كنوزها لا تفنى، وأعاجيبها لا تنتهي، وسحرها لا ينفد. 
وهذه عينة:
1 - الدكر: فخر الأمة ومصدر عزها ودرة تاج رأسها. رمز الفحولة وعنوان الرجولة. بإشارة من أصبعه يتحول الرجال إلى النساء، والنساء إلى راقصات، والراقصات إلى أمهات مثاليات، والإعلاميات إلى جوارٍ. «إفيهاته» تتحول فورا إلى برامج عمل وطنية، وكلماته إلى أناشيد عاطفية، وعباراته إلى مواعظ تكتب على كراريس المدارس.
2 - الطراطير: يملؤون مؤسسات الدولة ودواوين الحكومة. الواحد منهم بلا كرامة ولا يملك ذرة رجولة. ينحني أمام الدكر. يتلذذ بالعبودية. يبيع نفسه بأي منصب أو كرسي عمولة. تستطيع أن تشتريه وتكويه وتفرده وتثنيه وتعدله برزمة فلوس أو «عشوة سمك». يُلبس الباطل ثوب الحق، وينام في المؤتمرات، ويمشط أرصفة الطرقات بحثا عن أبوه السقا اللي مات.
3 - الراقصة «قالعيناز»: تثبت أن بلد «طراطير ستان» مأوى الغرباء، وقبلة المحتاجين، ومنقذة المكروبين. هي غريبة. جاءت من بلاد بعيدة. جاورت الملاهي فانكوت بنارها، وصارت أشهر من نار على علم. رقصها نار ومنظرها نار وطلتها نار، ومن يمعن النظر فيها يروح النار!
4- الراقصة «بيبي ألدو»: خبرة. نضج. عطاء. استقرار. تنمية. وطنية. حرية. ديمقراطية. إنها الرمز والنجاح والفلاح والأم القدوة. تزوجت 17 مرة ما بين رسمي وعرفي. ليس لها في «الخبص». شعارها «جواز آه.. وقلة أدب لا.. تحترم نفسك أشيلك فوق راسي.. «. عبارتها المفضلة «أحلى من الشرف مفيش»، وقَسَمها المفضل «وشرف خالتي»، وفيلمها المفضل «كلمة شرف»، ومطربتها المفضلة «شريفة فاضل»، ووزيرها المفضل «صفوت الشريف»، وكاتبها المفضل ليس قطعا «شريف عبدالغني».
5 - الراقصة» لينا»: إحدى ثائرات «طراطير ستان». سنوات طوال من العمل الدؤوب. أحدثت «هزة» عنيفة في عالم الثورات لما أيدت بكل قوة الثورة السواريه ضد الحاكم المنتخب لأنه يا حرام طلع إرهابي فاشي إقصائي. سألوها: يعني إيه فاشي؟ أجابت: يعني بعيد عن السامعين بيفشي أسرار الدولة للدول التانية الوحشة.
6 - الفنانة «إسهام لاشين»: أسهمت بكل قوة في وضع الدستور . ترى أنها أكملت مهمتها على أكمل وجه بالتأكيد للعالم كله في أفلامها أن الأمة لا تعاني أبداً أزمة «لحوم».
7 - الفنانة «عسرا»: تفهم في كل شيء. فن. أدب ثقافة. دين. اقتصاد. خصوصا الدين والاقتصاد. سألوها عن رؤيتها في هذا الصدد فأجابت: «كله سلف ودين».
8 - المطربة الشعبية «لوصي»: سارت على درب الراقصة «بيبي ألدو». اختاروها أيضا مثلها أماً مثالية. من يومها تقدم بكل عطاء في حفلاتها أغنيتها الشهيرة «حط إيده يا.. على إيدي يا». أغنيتها الجديدة قصيدة يقول مطلعها: الراقصة مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا من المطبلاتية.
9 - الكاتب «منتدى فكري»: هو الشيء لزوم الشيء في «طراطير ستان». تجده في أي مناسبة وكل وقت. خلف أي مسؤول في مؤتمر صحافي. نهارا يغرد في تويتر هائما في حب الدكر ومن يعطونه العطايا والنفحات هنا وهناك، ومساء ضيفا فضائيا مدافعا عن الدكر وعن نفس أصحاب النفحات. وجهه ليس له مثيل. وقصره ليس لها مثيل. وصوته ليس له مثيل. وأخلاقه ليس لها مثيل.
10 - المستشارة «هيماني الجمالي»: مثل «فكري» هائمة في دنيا الثورة على كل ما هو منتحب. تثبت فعلا أن قضاء «طراطير ستان» شامخ من يومه. من أول يوم حكم ديمقراطي تنبأت بأنه لن يستمر أكثر من سنة. وقد كان وسقط، ومن يومها وهي منتشية سعيدة تغني «كايدة العزّال أنا من يومي».
إذن هذه هي «طراطير ستان» التي -فضلا عن كل الكنوز السابقة- تعد رائدة السياحة العلاجية في المعمورة، بعدما قدمت للعالم أكبر المخترعين وأهم المكتشفين وأروع المبدعين.
إنه صاحب جهاز علاج الإيدز وفيروس سي وكل الأمراض والعلل بـ «الكباب والكاتشب»، والذي تفوق على مكتشف جهاز الكفتة في مصر.
العالم الجليل تحمّل من هجوم الأدعياء والجهلاء ما لا يتحمله بشر، لكنه يواصل طريقه بثبات، وبعد تقديم العلاج يطلب من المريض الجري في التراك «حتى يهضم الفيروس»!
أما أهم مقومات السياحة في «طراطير ستان» فهو الهاشتاج الشهير، الذي جمع عشرات ملايين المشاركات في سابقة عالمية لم تشهدها بلد التكنولوجيا ورائدة الهاشتاجات أميركا بجلالة قدرها.
لو لم تفلح كل هذه الكنوز في جلب السائحين لدولة «طراطير ستان» الشقيقة، فليس أمام مسؤوليها سوى التغيير. 
ليس تغيير أنفسهم لا سمح الله، فهم سيظلون كابسين على أنفاس الشعب الذي يحبهم ويعشقهم. ولكن تغيير الاسم نفسه ليصبح جاذبا.. جاذبا للستات. وبالتالي ليس هناك أجمل من اسم «هاشتاجستان دكرستان»!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق