الاثنين، 9 مارس 2020

«الحرب البيولوجية».. أكثر من مجرّد فرضية

«الحرب البيولوجية».. أكثر من مجرّد فرضية

عبدالوهاب النصف 

دعونا لا نكون سذجاً، نحن نعرف أن وباء كورونا انتشر لأنه أُنتج كحرب بيولوجية (هذا التصريح لم يخرج من عربي يعيش على أطلال القومية العربية، ويفسر أي حركة بهذا الكون بأنها مؤامرة يقودها التحالف الإمبريالي الصهيوني على الأمة العربية، هذا التصريح منسوب إلى أورلي ليفي رئيسة حزب «غيشر» في الكنيست الإسرائيلي)، عندما أسمع تصريحا كهذا يعود إلى سياسية تنتمي لدولة تعتبر الوحيدة في التاريخ، التي تأسس جهاز استخباراتها «الموساد»، بؤرة المؤامرات والدسائس، قبل تأسيسها، فهذا أمر يستحق الوقوف عنده. 
الأمم المتخلفة عن ركب الحضارة تسكنها نظرية المؤامرة، لا بل تتجذر فيها، ولأني أنتمي لأمة ضحكت من جهلها الأمم، مبررلي وليس لغيري أن أتساءل: أيعقل ان خفاشاً، يقدر بثمن بخس في سوق أسماك بمدينة ووهان الصينية، يكلف العالم خسائر تقدر بـ6 تريليونات دولار، بحسب تقرير جيمس ديين في «التايمز» البريطانية؟! 
ولكن ليس من حقي، ولا لغيري الحق، أن نتساءل عن خسائر صندوق الكويت السيادي في خضم هذه الأزمة العالمية! وإلا كيف نفسر بأن في اليوم الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أنه تم القضاء على احتمال تطور الكورونا إلى وباء، تأتي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ببيان تتوقع فيه أن يتحول الكورونا لوباء عالمي بعد شهر من الآن؟ هل من مستفيد بإثارة الذعر في العالم من فيروس لم تتعد نسبة الوفاة منه %2.5؟ 
 رجل الظل في الحرب الاقتصادية مع الصين، بيتر نافرو، المستشار التجاري للرئيس ترامب، لهذا الرجل ثلاثة كتب يحذر فيها من تمدد التنين الصيني التجاري حول العالم، آخرها كان عام 2011 بعنوان death by china «الموت بواسطة الصين»، يتبنى فيه أفكارا اقصائية اتجاه الصين، وتصل إلى اعتبارها أكبر خطر وتهديد في تاريخ الولايات المتحدة، بإمكان أي قارئ لسيرة هذا الرجل وآرائه إزاء الصين أن يُدرك على الفور أن ما يحدث اليوم في الاقتصاد الصيني، من شلل تام وتدمير ممنهج لا يمكن أن يكون صدفة، في الوقت الذي يتواجد فيه هذا الرجل في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

إذا كان هناك قانون للحياة فهو الصراع، فهذا كان استنتاج الفيلسوف الإنكليزي بيرتراند راسل. 
التوازن النووي بين الدول العظمى قضى على أمل نشوب حروب مباشرة بين هذه القوى، إلا إذا قررت البشرية في لحظة جنون أن تحرق حضارتها وتهدم حجرها وتحرق شجرها، في حرب نووية تعيد هذا العالم إلى عالم ما قبل التاريخ، فالحروب بالوكالة هي البديل، والحروب البيولوجية هي البديل، إذاً مؤامرة كورونا هي أكثر من مجرد فرضية، وإن لم تكن بزراعة هذا الفيروس، ولكن من خلال طريقة استغلال الحدث وتضخيمه إعلامياً، والرغبة الجامحة في إثارة الرعب والهلع، يتضح أن الهدف هو اقتصاص سياسي واقتصادي بحق الصين وشركائها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق