تركيا .. بين مصيرين..!
د.عبدالعزيز كامل
واقع المعركة المصيرية الطاحنة الحالية التي تقودها العلمانية التركية المحلية المدعومة من الصليبية الدولية ضد التجربة الإصلاحية بزعامة اردوغان؛ يعطي القضية أبعادا أخرى بعيدة عن أي شخصنة أو آراء خاصة في بعض السياسات والمسلكيات ، فمصير تركيا كله الآن على المحك، لأنها بين طريقين : استمرار للازدهار والاستقرار الآمن للشطر الصالح من الشعب التركي وضيوفه من مئات الآلاف من المسلمين المستضعفين المهاجرين؛ وبين فوضى عارمة سياسية واجتماعية واخلاقية، لن يجنى آثارها وثمارها إلا أكابر المجرمين ، كما صار الحال في كثير من بلاد المسلمين..
★..لست من هواة المبالغات في كيل المديح لأشخاص مهما كانت لهم إيجابيات ومنجزات ؛ بل وتضحيات، فقد علمتنا التجارب ألا نراهن على مواقف الساسة وغيرهم ماداموا أحياء، ولنا عبرة في كبراء القادة القدامى للجهاد الأفغاني، وفي زعماء حركة المحاكم الإسلامية، وبعض قادة المقاومة الفلسطينية، وفي غيرهم وغيرهم من قادة الحركات الجهادية والسياسية..
★.. لكن تركيا الآن _ بل المنطقة كلها _ في مفترق طرق، إما الرجوع للأتاتوركية العلمانية المتوحشة المعادية لأي عودة للدين، أو الاستمرار في التحول البطيئ نحو العودة للهوية الإسلامية، التي قاد الأتراك بها العالم الإسلامي من قبل لنحو خمسة قرون .
ولأجل قتل الأمل في أي نهوض بالإسلام في بلاده ؛ فإن الغرب وحلفاءه الإقليميين يتربصون بالتجربة التركية، التي أثبتت إمكانية العودة للدين، بعد مئة عام من إسقاط الكيان العالمي للمسلمين.
★.. ولا ينبغي هنا أن ننسى أن الرئيس البئيس(بايدن/ الديمقراطي) كان من وعوده الانتخابية إسقاط الرئيس التركي(المنتخب)وإجهاض تجربته الإصلاحية ، وقبله دبرت المخابرات الأمريكية في أواخر عهد (أوباما/ الديمقراطي أيضا) محاولة انقلاب على اختيار الشعب التركي ،كادت تقلب تركيا رأسأ على عقب ، بالتعاون مع بعض أجلاف الأحلاف في الخليج ..
★.. إنها حقا ..(غزوة صناديق) جديدة، ستدور أحداثها وتفور في تركيا بعد أيام ، بين الراغبين في عودة الإسلام، وبين الراغبين عن أدنى أصول الإيمان، ولذلك لن يكون ما بعدها مثل ما قبلها.
فنسأل الله أن يدبر للإسلام والمسلمين خير مآلها .. ويدير لهم حسن عاقبتها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق