الآفات المنبثقة عن العقلية والنفسية الصهيونية.. التوسعية (3)
وثالث الآفات الكامنة في طبيعة «إسرائيل»، هي: الأحلام أو الأطماع التوسعية.
إنها لا تكتفي بما اغتصبت من أرض، وما نهبت من أملاك الغير، بل هي لا تشبع من غصْب، ولا تسأم من نهْب، إنها كجهنم، يقال لها: هل امتلأت، وتقول هل من مزيد؟!
إنها لا تزال تحلم بـ«إسرائيل الكبرى»؛ من الفرات إلى النيل.
بل هناك من يقولون: ملكك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل، ومن الأرز إلى النخيل.
من نهر الفرات في العراق إلى نهر النيل في مصر.
ومن شجر الأرز في لبنان إلى شجر النخيل في المملكة العربية في المدينة وخيبر، حيث كان يعيش أجدادهم هناك.
وهذا ما قاله رجل منهم بصراحة، هو إسرائيل شاحاك، الأستاذ بجامعة تل أبيب، الذي كشف النقاب عما يخبئه «الإسرائيليون» في ضمائرهم، وسجله في كتاب نشر بالإنجليزية، يبين فيه أن «إسرائيل» التي يحلم بها قومه تمتد إلى أجزاء من سوري، ولبنان، وتركيا، والعراق، والسعودية، واليمن، والكويت، ومصر إلى الإسكندرية!
بل هم في الواقع يريدون السيطرة على العالم، ولكن سياستهم المعهودة هي: الوصول إلى الهدف البعيد خطوة خطوة.
قد يقول البعض: إن هذا حلم بعيد المنال، ولا يتصور من «إسرائيل» أن تركض وراء وهْم وسراب، لا يمكن تحقيقه في أرض الواقع، وهي الآن أعقل من أن تتحدث عن هذه الأحلام.
ونقول: إن قيام «إسرائيل» نفسها كان حلمًا، أو خيالاً، منذ مائة عام، ثم غدا حقيقة واقعة، وقد لا تتحدث «إسرائيل» عن ذلك اليوم، لما يجلبه ذلك عليها من مشكلات، فهي تصمت عن ذلك لفترة ما، وفقًا لسياسة المراحل.
وكم رفضنا من أشياء، لأنها دون ما نؤمن به من حقوق لنا، مثل قرار التقسيم، ثم بعد ذلك تمنينا لو قبلنا ما كنا رفضنا.
إن «إسرائيل» تسعى أبدًا لتحقيق أهدافها وأحلامها، التي كنا نعتقدها في وقت ما ضربًا من المحال، ولكنها تحققت، أما أحلامنا نحن، فهي دبر آذانها، وتحت أقدامها.
ولا ينبغي أن ننسى أن هناك قوى كبرى ساعدت –وما زالت تساعد- «إسرائيل» على تحقيق ما تريد، ابتداء من بريطانيا العظمى التي وعدت بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين على لسان وزير خارجيتها (بلفور) في وعده المشهور في (2/ 11/ 1917م)، الذي قيل فيه: من لا يملك وعَدَ من لا يستحق.
وانتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى والقطب الأوحد في عالم اليوم، التي تقف وراء «إسرائيل» بالمال والسلاح و«الفيتو»! ولولا المال الأمريكي، والسلاح الأمريكي، و«الفيتو» الأمريكي، ما وصلت «إسرائيل» إلى ما وصلت إليه اليوم.
ومرورًا بالاتحاد السوفييتي الذي قال في إبان قوته: إن «إسرائيل» خلقت لتبقى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق