الخميس، 2 نوفمبر 2023

مجزرة مخيم جباليا

 مجزرة مخيم جباليا

ربيع الكلمات


عبدالعزيز الكندري

تعد مجزرة جباليا واحدة من أبشع الأحداث التي شهدها قطاع غزة، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف حي سكني محاذٍ للمستشفى الإندونيسي في جباليا، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، بمن في ذلك الأطفال والنساء. 
رغم هذا العمل الوحشي، استمر الصمت العالمي تجاه الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين تحت الاحتلال.

كما أن تاريخ الصهاينة مع المجازر طويل فمنذ عام 1948، وبعد ذلك مذابح دير ياسين 1948، ومذبحة كفر قاسم 1956، ومذبحة خان يونس 1956، ومذبحة صبرا وشاتيلا 1982، ومذبحة المسجد الإبراهيمي 1994، هذا بخلاف الصور المتوحشة التي كنا نراها بشكل شبه يومي على الشعب الفلسطيني، وجريمة قصف المستشفيات بغزة ليست بعيدة عن الأذهان وقتل الطواقم الطبية.
وادعى جيش الاحتلال أن الضربة التي وجهها في جباليا كانت تستهدف «قيادياً كبيراً» في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» هو المسؤول عن المعارك في شمال غزة منذ بدء الحرب، وفق تعبير المتحدث باسم الجيش. 
كما نفت حركة حماس الادعاء قائلة، إن «حديث العدو الصهيوني الإرهابي عن وجود أحد قادة حماس في جباليا مكان المجزرة، كاذب ولا أساس له».
وذكرت وزارة الصحة في غزة إلى أن المجزرة أسفرت عن سقوط 400 بين شهيد وجريح، وفق حصيلة أولية، مؤكدة أن العدد قد يكون الأكبر، وقد يناهز عدد ضحايا مذبحة مستشفى المعمداني؛ لأن المنطقة التي قصفت كانت «مكتظة بالسكان».
وهي مجزرة وحشية بربرية حقيقية، والجيش الاسرائيلي استخدم 6 قنابل كل قنبلة تزن طناً، وأسلحة محرّمة دولياً.
وكأن العالم أعطى الضوء الأخضر للصهاينة بالقتل دون توقف، فهم يقتلون الرجال والنساء والأطفال، وإذا كان العالم بجانب الصهاينة فأين دور أصحاب القضية من المسلمين؟
ما حدث في مخيم جباليا يشكّل تذكيراً مؤلماً بأن الأبرياء في فلسطين ما زالوا يعانون من القمع والعنف الإسرائيلي.
يجب على المجتمع الدولي أن يرفع صوته ويدين هذه الأعمال الوحشية ويعمل على وقف العنف والاحتلال الإسرائيلي. حينما يصمت العالم أمام مثل هذه الجرائم، فإنه يشجّع على استمرارها ويجعلها مقبولة، وهذا أمر غير مقبول بأي حال من الأحوال.
إن اطلاق يد الصهاينة تعبث وتقتلهم كما تشاء دون حسيب أو رقيب بل وتفعل وتقتل تحت الحماية والوصاية الدولية مع كل أسف؟ إن هذا طريق خاطئ، لأن التعسف في استعمال القوة من قبل المحتل الصهيوني لن يجلب سلاماً، ولكنه سينمي الحقد على هذا الكيان غير الشرعي المجرم في الأيام المقبلة، وخسارته ستكون أكبر.
ما يجري اليوم من قتل لأهل غزة يجعل الإنسان يفقد الثقة بالمجتمع الدولي والعربي برمته، لأن أي عاقل يستطيع أن يميز بين الظالم والمظلوم، ما عدا صاحب الهوى والمتصهينين العرب الذين يشمتون بالدماء وهي تسيل، ويدينون المظلوم لدفاعه عن نفسه، ويجدون المبررات للظالم الذي يقتل بكل سادية ووحشية؟
أي نوع من السلام والتطبيع يريدونه وهم يطلبون نزع سلاح المقاومة والإبقاء على سلاح الصهاينة؟! وأي نوع من السلام يتحدثون عنه ومقياسهم التفوق العسكري لطرف على حساب الآخر، نعم... العالم العربي والإسلامي يريد السلام ولكن بمواصفات خاصة، سلام الغلبة والتسلط، سلام قتل الأطفال وهدم البيوت ودُور العبادة، سلام الحصار والتجويع والتركيع، وسلام تكون فيه الدماء بلا قيمة تذكر، سلام الظلم والتسلط والجور.
ما هو ميزان الدول إذا كان عدوان الصهاينة وقتل الأطفال هو دفاع عن النفس، ومقاومة شعب غزة للعدوان الصهيوني هو عدوان وانتهاك لأمن الصهاينة، ويغضب العالم عندما يتم أسر الصهاينة، ازدواجية ممجوجة مقيتة. ومن دون إعطاء الحقوق ونشر العدل وحفظ كرامة الإنسان فلن يكون هناك سلام، وغزة ستقود التغيير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق