الخميس، 2 نوفمبر 2023

معذرة فلسطين...!

 معذرة فلسطين...!

    مجرد رأي

عبدالله محمد العفاسي
 

تشاهد أمة المليار من خلف الشاشات ما يتعرّض له أهلنا في فلسطين بقطاع غزة من قصف الغارات الإسرائيلية الإجرامية بحق الإنسانية قاطبة، التي لم تنقطع منذ «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الجاري، وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل، وتشرد بسببها أضعاف مضاعفة من الأسر البريئة، لتتكشف حقيقتان أساسيتان باتتا في عالمنا مثل اللازمة.
الأولى، الوجه القبيح لإسرائيل الذي يزداد قبحاً وفجوراً يوماً بعد يوم، متجاوزاً كل الخطوط الحمراء التي عرفتها الإنسانية ويتغنى بها نظرياً العالم الغربي الذي يفترض أنه متحضر في قيمه البشرية.
أما الحقيقة الثانية والثابتة عملياً، فهي عجز أمة المليار التي يضج قاموسها دون جدوى وعبر تاريخ طويل بعبارات التنديد والشجب والعتب الديبلوماسي الذي لا يحمل في طياته سوى الإذعان لإرادة المتوحش الإسرائيلي وجرائمه.

بالطبع، لا يمكن تجاهل الجهود الحثيثة التي قدمتها بعض الدول وعلى رأسها الكويت التي تتمتع بموقف تاريخي ثابت تجاه نصرة القضية الفلسطينية سواءً من القيادة السياسية أو الحكومة أو النواب أو الشعب.

فالجميع فزع لفلسطين الضحية الملزمة لكل صاحب ضمير التحرك بكل ما يملك للتدخل في إنقاذ هذا الشعب الذي بات في مجمله شهداء لا ينتظرون من المسلمين سوى الأكفان لشهدائهم الذين يتساقطون يومياً دون إحصاء وسط المذابح اليومية التي تمارس بحقه.

ولعل المفارقة أن الجميع يدرك جيداً المطامع الصهيونية التي تستهدف تغيير الواقع الزماني والمكاني للحرم القدسي والمسجد الأقصى المبارك.
ما الذي ينتظره المجتمع العربي والإسلامي للتخلي عن قواه الناعمة، واتخاذ موقف جماعي يعكس غضبه من الاغتصاب الصهيوني القائم على تزييف الحقائق واغتصاب الحقوق والأراضي ومحاولة تغيير الواقع التاريخي للقدس ومعالمه الإسلامية؟
إن كل الجهود المبذولة عربياً لم تتجاوز سوى الدعاء والتبرع بالمال والتنديد الناعم.
أطلق ناشطون على مواقع التواصل حملة من أجل إمداد القطاع المحاصر بالإنترنت وناشد المنخرطون في تلك الحملة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، تقديم خدمات شركته للأقمار الاصطناعية ستارلينك، كما فعل في أوكرانيا ما يعكس عجزاً واضحاً حتى في سقف التمنيات.
الخلاصة:
قد يكون مقبولاً التوقع من عاقل التفاوض لكن عندما يكون الطرف الآخر مدفوعاً بعقيدة عدائية وأطماع تاريخية معلنة لا يمكن التعويل على مائدة المفاوضات.
وهنا يكون السؤال مشروعاً ألم يحن الوقت أمام المجتمع الدولي والعربي والإسلامي لإيقاظ الضمائر؟ وأمام هذا الواقع المرير استذكر المقولة الشهيرة 
«لا تستطيع التفاوض مع النمر عندما يكون رأسك داخل فمه».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق