الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

الماسونية العالمية واليهود… لماذا كل تلك الخشية من المسلمين؟

 الماسونية العالمية واليهود… لماذا كل تلك الخشية من المسلمين؟



مضر أبو الهيجاء

 لا تستطيع الماسونية العالمية أن تغمض عينيها عن العالم العربي والإسلامي من شدة خوفها وقلقها، حتى إذا أعياها تعب المتابعة واليقظة الدائمة، أغلقت إحدى عينيها لتغفو وأبقت الأخرى مفتوحة ترقب حركة الشعوب والحركات العربية والإسلامية.. 
فما السبب، ولماذا كل هذا الخوف؟

تدرك الماسونية العالمية (وعصبها الرئيسي هم اليهود) أنه لا يوجد غير الإسلام والمسلمين مؤهلا لريادة الحضارة الإنسانية وعمارة الأرض وإحلال السلام، وهو ما عاينته لقرون طويلة حيث لم يبلغ عمر الحضارات التي خلت من دين التوحيد عشر عمر الحضارة الإسلامية.

سر النوع وسر المعين اللذان يخيفان الماسونية!

إن السر الذي يخيف الماسونية يكمن في النوع والمعين، فما هو النوع وما هو المعين؟ وكيف تتعامل الماسونية معهما لإفشالهما وإحباط فاعليتهما؟

أولا: النوع

إن مقصود النوع هو هذا الدين العظيم القائم على الوحي والنص الصحيح، ومضمونه الذي يسبب إشعاعه وقوته وفاعليته هو عقيدة التوحيد التي يبنى عليها كل خير، فبقدر ما تكون صافية نقية بقدر ما تكون فاعلة صلبة وشديدة التأثير، وبقدر ما تتخللها الشوائب البشرية والهرطقات الكلامية والتحريفات الفرقية والطائفية بقدر ما تفقد فاعليتها وصلابتها ويخبو أثرها، الأمر الذي دفع الماسونية لدعم كل جماعة وفرقة وطائفة يمكن أن تبدد وتنقض معاني توحيد الله.

ثانيا: المعين

وأما مقصود المعين فهو مجموع الأمة وشعوبها الحية، وأما مضمونه الذي يسبب الخوف للماسونية فهو الوعي والوحدة، ولذلك فقد دعمت الماسونية كل أشكال الثقافات واللهجات المحلية والانتماءات الجهوية والعصبيات العرقية لتفتت أرضية وحدة الأمة وشعوبها، كما واجهت مسألة الوعي الجمعي في كل مراحله بشكل ممنهج، الأمر الذي جعلها تنفش المفاهيم القومية الإشتراكية، ثم المفاهيم الوطنية الديمقراطية، ثم دعمت كل مدارس علمنة الدين لتطويع مفاهيم وأحكام الشريعة للحضارة الغربية، وذلك بدعوى التجديد المرتكز على علم المقاصد ومواكبة الحضارة والتقدم ونيل الحرية -وهو تحرر من النص وعبودية للمادة والشهوة-، ولم تترك شخصية هادمة للوعي ولا فكرة وأيدلوجيا محاربة لوعي الناس -المرتكز على الوحي وأصول الدين ورؤية الإسلام للكون والحياة والإنسان- إلا وأقامت له مراكز ومنصات ووفرت له دعما بشكل من الأشكال.

موضة الحركات الإسلامية في القرن 21!

تراجع دور القومية والديمقراطية وخفت سحر العلمانية وانكشفت زيف الملالي الإيرانية كما انفضحت الإشتراكية، وجميعها كانت وسائل وأدوات ومشاريع نفذت من خلالها الماسونية لتحقق أهدافها الرئيسية المتعلقة بمخاوفها من وعي ووحدة الأمة.

لقد شكلت كل المشاريع الدخيلة تفتيتا لوحدة شعوب المنطقة وخلخلة لتماسك الأمة، كما سببت اضطراباً وغبشا في الرؤية وتراجعا للوعي، وهي النتيجة النهائية التي تسعى لتحصيلها الماسونية العالمية واليهود، حيث بنت الماسونية على تلك النتيجة هيمنة الحضارة الغربية على العالمين العربي والإسلامي!

إن أمواج التغيير في الواقع العربي والإسلامي تعبر عن حقيقة مطلب الشعوب للدين وعن حيوية تفاعل الشعوب مع الخطاب والشخصية الإسلامية، وهو ما عجل في انهيار وتفكك وانفضاح المشاريع التي كانت تشكل وسائل تنفذ من خلالها الماسونية أهدافها.

لقد تميزت الماسونية بقدرتها على تحقيق أهدافها -رغم جاهليتها وكفرها- وذلك بسبب معقولية تناولها لحقائق الواقع ثم حرفها وتشويهها وتفكيكها، الأمر الذي يجعلها تتعامل اليوم مع حقيقة مطلب الشعوب للدين، وحقيقة فاعلية الخطاب والشخصية والجماعة الإسلامية.

والسؤال يقول:

كيف ستتعامل الماسونية مع حضور الخطاب والحركات والجماعات الإسلامية في جغرافيا العرب والمسلمين؟

ابتداءً فإن الماسونية العاقلة لن تضع نفسها في مواجهة مع مطالب الشعوب للدين، بل ستجعل من الخطاب والشخصية والجماعة الإسلامية موضة، وتحاول حرفها وتشويهها وتفكيكها، وذلك لإستهداف هدفين دائمين هما: (الوعي والوحدة).

إن الماسونية العالمية واليهود يدركون أنه لن تقوم للأمة قائمة طالما لم يتحقق في الأمة شرطي الوعي والوحدة، ولذلك فإن استهداف الكتلة العربية بشكل كبير يأتي على أرضية دور العرب في نقل الهداية للعالمين-باعتبار اللغة وليس العرق-، كما يأتي استهداف تركيا ومصر -رغم علمانية دولتها ونظامها الحاكم- باعتبارها مقوما من مقومات الوحدة الإسلامية.

الخلافات الفقهية والعقدية ثقب أسود يبتلع المسلمين!

كما تبغض الماسونية السلفيين الذين يحافظون على فهم نصوص الدين فإن لها ثارات مع الأشاعرة الذي أقاموا دين الله في الأرض، وكما تستخدم الماسونية الصوفيين الخرافيين الضالين في هدم الوعي القائم على نقاء وحيوية وفاعلية عقيدة التوحيد، فإنها تروج للسلفية النصية المفصولة عن عالم الشهادة، والمستخفة بحرمة دماء المسلمين غير المعنية بوحدة الصف!


المصدر: جريدة الأمة الإلكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق