خواطر حول القرار الترامبي بحظر الإخوان
ليت الإخوان يكونون على قدر هذا العداء العالمي لهم… فمن كان هكذا حقد أعدائه… ينبغي أن يكون أقوى في استعداده وبنائه!!
إن فكرة أنتجت حماس… لن يسكت عليها كل من يرضى للأمة الخضوع والانخناس!!
لذا كان لا بد وأن يُهدَم مصنع المقاومة الكبير قبل محاربة منتوجاته!!
ومن يدري لعل جلافة العدو وقسوته ومبالغته في العداء والإجرام يكون سببا في يقظةٍ تلكأ عنها أصحابنا؟!!
فما لم تنتبه من رقدتك لمنبِّه ضعيف الصوت… أيقظك رغما عنك غليظ الصوت زاعِقُه!!
“لا تحسبوه شرا لكم”
إن جماعة سجنوا مئات الألوف من أفرادها، وشتتوا أمثالهم في منافي الأرض، ثم حاربوا أسودها لعامين في أكناف بيت المقدس، وجرّموها في شتى البلاد، وسلطوا عليها كل إعلام أهل الأرض، واستولوا على مقدَّراتها وممتلكاتها في ربوع الدنيا ثم ما زالت تغيظهم حتى أنهم استنفروا لفنائها أقوى دول العالم لهي جماعة تستحق أن يُنظر إليها بعين الانبهار، وأن يفتخر أصحابها بالانتساب إليها… رغم ما أصابها من جراحات وسهام.
أسلم حمزة لما آذى أبو جهل محمدا ابن أخيه، وأسلم عمر يوم شحنوا قلبه ضد النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان في طريقه لقتل النبي صلى الله عليه… فكثيرا ما يأتي الانفراج من باب الشدة، واليسر من وراء العسر… فنهاية الشيء بداية عكسه، وليس بعد التمام إلا النقصان… وقد أتمّ ترامب ومن معه أمر المحاربة، وبعدها بإذن الله تبدأ الانفراجة!!
الأمر والله أكبر من أمر الإخوان… بل هو أمر الإسلام نفسه، والحيلولة دون انبهار العالم به، وتأسي أبناء المسلمين بقدواته ونماذجه… وإلا ما الذي فعله المصلحون من غير الإخوان ليُسجنوا في كل سجون العرب، ويُحال بينهم وبين أمتهم في زمان كان الشباب أحوج ما يكونون إليهم؟!!
وكيف لا يفعل ترامب مع الإخوان الآن ما فعل، وقد انقلب السحر على الساحر بعد صمود الأبطال من بعد يوم السابع؟!
لقد تغيرت المفاهيم التي رسخوها دهورا، وبات الصهيوني منبوذا في كل أرض يحل بها، وبدأ العد التنازلي لدولتهم اللقيطة..
وماذا عساه أن يصنع…. إلا أن يذهب للمصنع؟!!
إن جماعة يتفق على عداوتها الصهاينة والصليبية المتصهينة وكل أوليائهم من الحكام، وكل داعمي الشر وكارهي الخير في العالم لهي جماعة تستحق أن يُنظَر إليها بعين الإحقاق والإكبار…
وقديما سألوا الإمام أحمد:
كيف نعرف الحق من الباطل؟
قال انظر موضع سهام عدوك… فإلى أي جهة يرمون فاعلم أنها الحق!!
للإخوان أخطاؤهم الكبيرة منها والصغيرة… ولا يتكبرون على ناصح، ولا يستنكفون أن يعترفوا بما عليهم قبل الذي لهم…
لكنهم بفضل الله لم يخونوا وطنا، ولم يوالوا عدوا على حساب دينهم…
ولو كانوا يريدون الدنيا على أطباق من ذهب في غير مضرة، ولا متعبة لحازوها… لكنهم اختاروا الله والدار الآخرة.
أُبِشّر المخططين بكثرة المتعاطفين، واتحاد المختلفين، وإقبال المدبرين، لأن المخاطر تجمع القلوب بعد تدابرها، وتضمُّها بعد تنافرها،
ورحم الله شوقي عندما قال:
“إن المصائب يجمعن المصابينا”
جعلوك تكره جماعة قدمت رئيسا أمينا شهيدا لم يَخُن ولم يبِع حتى لقي ربه، وجعلوك تهاجم مجاهدا عظيما ربته على عقيدة ثبت بها أمام قوى الكفر في أكناف بيت المقدس…
بينما تتصالح مع من باعوا الأوطان وجفّفوا الأنهار، وهادنوا العدو، وملؤوا ديار المسلمين فجورا وفسقاً…. ما أظن مهمة المسيخ الدجال ستكون صعبة في فتنة الناس حين يأتي!!
كيدوا ما شئتم أن تكيدوا… فمعارك التحرير قد أوشكت… ولن تمنع أيديكم نور الشمس مهما بلغت سماكتها عند تغطية العيون!!
“لِيُظهِره على الدين كله”
يسألني بعض الشباب من غير الإخوان من إحدى البلدان:
لماذا يشتدُّون في قسوتهم على الإخوان؟
فقلت له: أكمل سؤالك تُجِب على نفسك..
ولماذا في ذات الوقت يفتحون أبواب التفاهات، ويسهلون على الشباب المحرمات، ويبرزون التافه من القدوات؟!
فقال لي فهمت: الشعوب هي المقصودة لا الإخوان!!
يريدون شعوبا بلا إيمان… وليس فقط بلا إخوان!!
ليت المحنة توحّد المصلحين جميعا من أمة محمد… فالثيران تؤكل كلها يوم يؤكل أولها… والعدو لن يميز بين إخواني وغيره إذا خلت له الساحة من الأول… ولن تخلو بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق