سيكولوجية الإنسان المقهور ومشروع الاندنت
الدكتور عمر محمود
أول مرة اسمع مفردة اندنت بتفصيل اكثر كان في العام 1991 أي بالتزامن مع جلاء جيش الاحتلال الاثيوبي من ارتريا.
حيث كنا في مناسبة اجتماعية، ودخل علينا الداعية والعالم، المؤرخ، العمدة الشيخ محمد عبدالله الحاج عليه رحمة الله وقال ياجماعة الاندنت انتصرت واستولت علي ارتريا.
كان الشيخ عليه رحمة الله يتميز بالفراسة والشجاعة وكانت تربطه علاقة صداقة وزمالة مع شقيقي الأكبر الشيخ عبد الرحمن ( أبو أسماء) متعه الله بالصحة، حيث تزاملا في المرحلة الثانوية ثم درسا سويا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أما أنا فكنت في آخر سنوات دراستي في المرحلة الثانوية.
سالت المرحوم الشيخ محمد عبد الله الحاج عن الاندنت ومشروعهم وشرح لي تفاصيل لم اكن اعرفها من قبل حيث ذكر لي كيف و متي تأسست تلك العصابة الاجرامية ومن أسسها ومن مولها ودعمها وماذا كانت أهدافها ؟
وكان الشعب الإرتري في ذلك الوقت في الداخل والمهجر اقصد الغالبية العظمي من الشعب في حالة نشوة وسكرة بالاستقلال المزعوم.
قال الشيخ ان الشعب الإرتري بعد نضال ثلاثين عاما او يزيد فطر علي طبق من بصل وان الاندنت التي اندلعت ثورة حامد عواتي ورفاقه لمحاربتها وداعميها غيرت اسمها الي الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا.
تذكرت هذا الكلام وانا أتابع تصريحات قادة ما يسمي بالمعارضة الإرترية حول التهديدات التي يطلقها ابي احمد، حاكم إثيوبيا والوجه الكالح للنظام الكهنوتي المقبور. لكن ما شد فضولي ليس تصريحات حكام إثيوبيا، لان طمعهم في أراضي وبحر ارتريا ليس بجديد، إنما المشكلة هي في قادة المعارضة الذين يتباكون علي السيادة الإرترية المزعومة .
فبدلا من تاكيد المؤكد وهو ان ارتريا والشعب الإرتري المسلم نعم المسلم واللي يخاف او يخجل من كلمة المسلم (يجب ان يخرص ويبتعد من هنا)يعاني من ابغض احتلال علي وجه الارض.
مارست عصابة الاندنت في نسختها الثانية اشد أنواع التطهير العرقي، الإفقار المنظم،الحرمان من التعليم، الصحة، تولي الوظائف العامة، الحرمان من مزاولة التجارة والزراعة مصادرة أراض المسلمين ومصادرة الأوقاف الإسلامية ومنع العمل الخيري الإسلامي والتغير الديمغرافي وابادة من تبقي من الشعب وخاصة الشباب منه في المحارق والحروب التي تشعلها العصابة من حين لآخر ضد دول الجوار بسبب او من غير سبب.
لماذا لا تسمي المعارضة وكل المثقفين او مدعي الثقافة والتنوير في ارتريا الأشياء بأسماء ها دون مواربة او خوف او وجل. لماذا لا تدعو المعارضة الشعب للاستعداد والوحدة لطرد العصابة التي تدعي الوطنية وهي تحتل البلاد لأكثر من ثلاثة عقود وليس لها من الوطن شي سوي نهب وسرقة مقدراته الاقتصادية وقتل وتشريد وتهجير أبناء وبنات البلد. تصريحات قادة المعارضة الارترية وبعد المثقفين أيضا يذكرني بكلام الدكتور مصطفي حجازي عالم النفس اللبناني في كتابه القيم ( التخلف الاجتماعي، مدخل الي سيكولوجية الانسان المقهور )، حيث تساءل لما ذا يكون نضالنا ضد الاستعمار اقل من نضالنا ضد الاستبداد؟
قد أجاب الدكتور حجازي علي هذا السؤال، حيث ذكر ربما من المعقول او شبه المقبول ان يكره النظام المستبد الحرية والديمقراطية والعدالة ويقول ان الشعب او الجنس الفلاني لا تصلح معه الديمقراطية او الحرية ولا يمكن للشعب الفلاني إلا ان يحكم بالعصا والشدة وما شابه ذلك.
قال الدكتور مصطفي حجازي انه من غير المعقول ان يردد الشعب كلام المستبد في هذا الخصوص.
وقد ارجع ذلك انه من شدة الخوف والعجز والذل الذي يعيشه المواطن العادي يتماهي المواطن مع ما يقول النظام المستبد ويكرر نفس الهراء السخيف الذي يردده المستبد عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان .
هذا ما وصلت اليه المعارضة الإرترية أكرمكم الله وهو التماهي مع ما تقوله عصابة الاندنت اللقيطة.
هذه المعارضة التعيسة بشتي مسمياتها ظلت تتفرج علي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المسلمين في ارتريا لما يقارب الخمسة والثلاثون عاما.
هذه المعارضة ظلت تعتبر وتلبس العصابة اللقيطة لبوس الوطنية وتعتبر زعيم العصابة شخص وطني ومناضل وان المشكلة الوحيدة كون النظام نظام دكتاتوري وان الظلم يقع علي الكل .
ليس هذا فحسب بل ان المعارضة وبعض مدعي الثقافة اصبحو يتغنون ويهددون كل من تسول نفسه علي التعدي علي السيادة الإرترية وهي سيادة لم تحقق علي الإطلاق وكل الشعب الإرتري والمعارضة يوقنون بانه لا توجد سيادة ولا حتي دولة بمعني دولة في ارتريا اليوم . والمحزن والمخزي في نفس الوقت ان عدد من رموز تلك المعارضة اخرجت بيانات تدعي فيه انها سوف تقف بجانب العصابة اللقيطة التي كانت قد اتفقت علي اهداء ارتريا للمجرم ابي احمد بشرط القضاء علي جبهة تحرير تجراي. وعندما توصل ابي احمد لاتفاق بريتوريا مع جبهة تحرير تجراي، تنصل زعيم الاندنت في ارتريا عن اتفاقه السابق مع ابي احمد.
وحقوق الانسان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق