أنا وأردوغان وترامب بالنظر للإخوان المسلمين!
إضاءات سياسية منهجية سننية
مضر أبو الهيجاءاتخذ المجرم القاتل عدو الله الكافر كاهن أمريكا الصهيوني ترامب قراره الظالم والمغرض بحظر حركة الإخوان المسلمين، وهو يقصد بالفعل إيقاف الزحف وإرباك فاعلية المد الإسلامي وليس إطار وقيادات التنظيم.
وبغض النظر عن فاعلية قرار ترامب المعتدي وجدواه وانعكاساته في الجغرافيا السياسية للدول العربية والإسلامية، فإنه ينبغي على المسلمين أن يتخذوا موقفا واعيا بخلفية القرار وتوجهات أطرافه الشيطانية الصليبية والصهيونية وأتباعهم من المستعربين، كما ينبغي على المسلم أن يرتقي بمستوى وعيه وعمله بالنظر للتحديات القائمة والمخاطر القادمة على الإسلام والمسلمين، كما ويجب على العاملين في حقل الدعوة الثقافي والإصلاح السياسي والجهاد القتالي أن يعيدوا حساباتهم لبلورة مقاربة متقدمة تحاكي التحديات القائمة والمخاطر الزاحفة.
الإسلام وليس الإخوان .. هو المستهدف!
حركة الإخوان المسلمين هي من أقدم وأعظم حركات الدعوة والتغيير والإصلاح والجهاد التي غطت أكبر جغرافيا عربية إسلامية معاصرة منذ انهيار دولة الخلافة الإسلامية الجامعة، حتى باتت عنوانا للمشروع الإسلامي، وحتى وإن كان بعض الدعاة والعاملين في الحقل الإسلامي مخالفا لها في ساحة من الساحات، إلا أن الجميع محسوب عليها ومعها في الإطار الإسلامي الواسع في سياق الإصلاح والتغيير والتحرير، الأمر الذي يقضي بأن قرار ترامب المسخ البرتقالي اللعين يستهدف الجميع.
وبقدر ما كتب الله الخير على يد سلف الجماعة ومؤسسيها وروادها في التربية والعلوم والإصلاح، بقدر ما تسبب خلفها من القيادات النافذة بالمآسي والسقطات والانحرافات والمخازي في تجارب وبلدان عديدة!
وبكلمة يمكن القول: إن ترامب الصليبي المتصهين ينطلق في قراره الظالم والمعتدي بحظر حركة الإخوان المسلمين، من وعيه بحقيقة الإسلام ورفضه وبغضه ومحاربته لجوهر التوحيد، وهو أمر يمس كل المسلمين ولا ينحصر في إطار الإخوان المسلمين.
منهج عبس في القرآن لا وجود له في حركة الإخوان!
لعل من أهم أسباب اتساع الخلل والانحراف في حركة الإخوان المسلمين هو رفض عموم قياداتها وموجهيها – إلا من رحم الله- لمنهج النقد القرآني، والذي تجسده آيات الرحمن في عتاب الله لخير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عندما عبس في وجه أعمى لا يرى العبوس، وذلك حينما جاءه يسأل طالبا الهداية والنبي صلى الله عليه وسلم منشغل في الدعوة إلى الله مع أغنياء قريش.
قد خلد القرآن الكريم منهج عتاب الله لنبيه الكريم في سورة عبس، وجعله آيات تتلى في الصلوات إلى يوم الدين، وذلك بهدف اقتداء المؤمنين بمنهج عبس العظيم الذي يضمن تقويم المؤمنين الصادقين مهما كانوا على طريق الدعوة وفي الجهاد سائرين، الأمر الذي لا يعيه إلا الصادقون المخلصون المتجردون، والذين لا يبحثون عن حظوظ نفوسهم ومركزية تموضعهم وحجم نفوذهم والصلاحيات الموكلة إليهم.
لقد تعامت وتعاملت عموم الحركات الإسلامية وخصوص الحركات الإخوانية بشكل مختل مع منهج النقد القرآني ولفظت الناصحين، حيث اعتبرته القيادات النافذة سببا في تقويض أعمالها وليس مدعاة لتقويم مسارها، الأمر الذي عبرت عنه بصدود كبير وغلق للآذان وعمى للأبصار وتلف للعقول، واتهام للناصحين وتشكيك وطعن بالمشفقين والغيورين، مما أدى في نهاية المطاف لدخولها في نفق مظلم واصطدامها بالحائط في آخر النفق، والأنكى من ذلك هو إهراقها لرصيد كبير من جهود وأموال وتضحيات ودماء الشعوب في تجارب فاشلة ومتكررة، وهو ما يجعل سنة الاستبدال راجحة في حق تلك الحركات القاصرة والعقول المتعصبة للجغرافيا التنظيمية المتلفة!
أردوغان والإخوان المسلمين!
من المعروف أن الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان هو ابن المدرسة الإسلامية الإخوانية -وهذا فضل وثناء- ولذلك فقد انعكست خيرية نشأته على كثير من أقواله وأفعاله، سواء في نجاحه في بناء القوة والرفاه لتركيا وشعبها، أو في فتحه لبلاده أمام رموز الدعوة الإسلامية من الإخوان والسلفيين المطاردين من الطواغيت، أو في إسناده العظيم للثورة السورية المباركة وحمله لعبء ملايين السوريين المضطهدين على كتفيه وتحمله أذى داخليا وخارجيا بسبب موقفه النبيل والشريف، وأخيرا وليس آخرا موقف أردوغان لتثبيت إسلامية الهوية التركية ومساعيه الحقيقية والدائمة لاسترداد ما انتزعته وشوهته العلمانية المفترسة من هوية وإسلام العباد والبلاد.
أردوغان هل يضرب ترامب على رأسه بالمطرقة؟
لم يقف أحد الحكام العرب والمسلمين بشجاعة في وجه أمريكا والغرب كما وقف أردوغان، وذلك عندما دافع عن حركة المقاومة الإسلامية حماس في معركة طوفان الأقصى، معتبرا إياها حركة مقاومة وليست إرهابية، وهو بذلك قد نصر القضية الفلسطينية وعموم الفلسطينيين ومنح لجهادنا في وجه المحتلين شرعية قانونية، فهل سيقف في وجه ترامب اللعين ويرفض قراره اللئيم بحظر حركة الإخوان المسلمين؟
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 25/11/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق