متى ينهي العابد الزاهد أبو مازن اعتكاف رمضان؟
اختفى أبو مازن في "طرود" غامضة. وبلغنا من مصادر خاصة ومستقلة، ومصادر حكم ذاتي وفيدرالية غير مستقلة، أنّه فضّل الاعتكاف في رمضان، وأحيا ليلة القدر التي ما زالت مستمرّة، تجنباً للخوض في الفتنة بين الأخ الإسرائيلي و"كفّار قريش" في غزّة، ولم يظهر له صوت إلاّ صوت مفتيه الجديد، محمد حسين، الذي هبط على المسجد الأقصى، وكاد المصلّون أن يفتكوا به، ولم نعد نذكر من نضال أبي مازن سوى كنيته المناضلة.
وشاعت أخبار تقول إنّه كان متكتّفاً في الصف، حرصاً على نيل الثناء المدرسي وشهادة التقدير وعلامة السلوك التامة في النشاط المدرسي. أما بقية الطلاب في المدرسة التي تديرها أميركا، وموجهها التربوي إسرائيل، فقد تسابقوا إلى ورقة توتٍ فلسطينيةٍ لستر سوأتهم التي كشفها "سيف القدس" كي يتبرّكوا بها، ويسرقوا النصر الذي سعوا جهدهم إلى إنكاره. ولم نكن نعلم أنَّ غزة الصغيرة تزرع أشجار التوت إلى جانب الرجال، وفلسطين مشهورةٌ بالبرتقال والزيتون والسيوف.
وقد علم الجمع ممن ضمَّ مجلسنا أنَّ ثلاثة من قادة "حماس" أزجوا التحية لإيران في "الفرح" للمِّ "النقطة" فهم مساكين غلابة، ومحاصرون، وبحاجةٍ إلى لمّ النقطة، فغضب السوريون أيّما غضب، ودبّجوا كثيراً من الهجاء لقادة "حماس" الخونة.
والأوبئة الفكرية سرعان ما تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، فتعجّبوا من خيانة إسماعيل هنية، وأنكروا شهادة أسامة حمدان، الذي استدرجه مذيع "الميادين" كما كان يفعل علاء الدين الأيوبي في برنامج الشرطة في خدمة الشعب، وانتزع منه ما يريد من ثناء لبطل دمشق، ومن ورق توتٍ لحياكة عباءة لطهران.
يعلم الجميع أنَّ إيران تحتلُّ خمس عواصم عربية، والعواصم الأخرى محتلة من الروم، فنحن بين فرس وروم، فعلى أيّ جانبيك تميل، والاحتلال الرومي أجمل، لأنّه لا يُلزم الناس بالتشيّع، وإن كان يشيّع بطريقته الناعمة أمركة العرب، والاحتلال الإيراني أفظع، وقد مهّد الروم للفرس، حتى يحتلوا عواصم دول الطوق، كي نرى جمال احتلال الروم، ونتوق له ونتمنّاه، فالضدُّ يظهر حسنه الضدُّ.
وكثرت الشتائم لقادة "حماس" بالخيانة، وطعن الأشقاء في الظهر، حتى خشيت من دعواتٍ ينبري لها إعلاميون مشاهير لحثِّ إسرائيل على ضرب غزّة مرة ثانية، لأنّها خانت سورية بكلماتٍ في الفرح، وأرضتها بشهادة، تتباهى بها إيران وتتطهّر، فقد صارت القدس محجّة للجميع، يزيلون بمياه غزّة الجنابة، ويغسلون بها أيديهم الملوثة بدماء الشعوب، وهي كلماتٌ أثنوا بها على إيران.
لكنّهم، والحقُّ يقال، أحسنوا توزيع الثناء، فهم يوُزعون؛ حمدان مدح دمشق، وهنية مدح إيران، وكتائب القسام رفعت علم الثورة السورية، وحصة السوريين هي الأكرم، فأرضوا الجميع، وهم قومٌ محاصرون ومفتقرون، وبحاجةٍ إلى مالٍ تبخل به الشقيقات العربيات المحتلات من الروم، حتى تُلجئ غزة إلى حضن الفرس.
والحرب خدعة، ونحن نعذرُهم ، لكنَّ السوريين الأذكياء يريدون من خليفة المسلمين في غزّة أن يجبي الخراج من الغيوم بصواريخه التي وصفت بأنّها كرتونية، وأن يدين إيران، ولن تنفع الإدانة، فإيران تحتل سورية واليمن ولبنان والعراق، كما لن ينتفع السوريون بمنع فرنسا وألمانيا وتركيا الانتخابات السورية قيد شعرة، بل سينتفع النظام السوري منها بالقول إنَّ دولاً ديمقراطية تمنع الانتخابات السورية الديمقراطية، وكان الأولى بها تيسير إجراءات اللجوء، أو حظر ترحيل اللاجئين السوريين، أو تكريمهم بإغنائهم عن وثائق السفارة السورية، فالأسد فائزٌ حتماً بالانتخابات، والمرشّحون لن يعترضوا على نتائج الانتخابات، ولن يطعنوا فيها دستورياً، وستُحسم الانتخابات من أول دورة، فلن يرى السوريون جولةً انتخابيةً ثانية، الجولة الثانية رأوها في "باب الحارة".
خلاصة القول، لم يمنع المعتدلون العرب سرقة بيوت أهالي "الشيخ جرّاح" بل ساهموا في سرقتها من أهلها، ضاقوا كثيراً بنصر غزّة، فأنكروه ومكروا به مكراً، والله خير الماكرين، ومسخوه، وألقوا حبالهم وعصيّهم عسى أن تأكل نصر غزّة، فإذا "سيف القدس" يلقف حبالهم وعصيّهم، وما يأفكون.
قد يسقط نتنياهو فله أمثال كثير. أما أبو مازن فلن يسقط بسبب تقواه وزهده وحبه الاعتكاف في رام الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق