سامحنا يا قدس سامحينا ياغزة وكل عام والمسجد الأقصى بخير
الدكتور صلاح الدوبى
جنيف – سويسرا
مئة وخمسون عاما تفصل المقولة الشهيرة للحاخام اليهودي “راشورون”: “إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم. فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية”
مئة وخمسون عاما،أيضا تفصل مقررات المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد برئاسة ” تيودور هيرتزل ” والتي ركزت على أنه: “يجب الهيمنة على الصحافة العالمية حتى تصبح طوع بنانا، تهيج عواطف الناس حين نريد، وتثير المجادلات الحزبية الأنانية التي تخدم مصالحنا حين نريد، ونسيطر بواسطتها على العقل الإنساني”.
شدد اليهود منذ البداية على اهمية الاعلام في سيطرتهم على العالم وقد ورد في البروتوكول – 12 – من بروتوكولات حكام صهيون على اهمية ذلك في قولهم”سنمتطي صهوة الصحافة ونكبح جماحها .. يجب ان لا يكون لأعدائنا وسائل صحفية يعبرون فيها عن ارائهم .. لن يصل طرف من خبر الى المجتمع دون ان يمر علينا” .
لم تكن سيطرتهم على وسائل الاعلام لأنهم يملكون الثروة وبالتالي امتلكوا الصحف ووكالات الانباء وكل وسائل الاعلام، بل اضافة لذلك اعتمادهم على علماء في هذا المجال من كل الاختصاصات، فلم يعتمدوا على مهرجين في عالم الاعلام كما نفعل نحن، فنأتي بكل من حفظ بيتين من الشعر ولسان سليط ينفع للشتم والسب وترويج الاكاذيب، بل اعتمدوا على رجال علماء يتقنون اكثر من عشرات اللغات ودرسوا تاريخ الشعوب وعاداتهم ولغاتهم بل وحتى لهجاتهم المحلية.
وانهم استخدموا اسلوبا غاية في الذكاء لتحقبق ماربهم، بحيث انهم و على سبيل المثال اذا ارادوا ان يروجوا لفكرة غير صحيحة، يذكرون عشرات الحقائق الصحيحة ويدسون بينها عدة أهداف مزيفة مما يجعل المتلقي يصدق الحقائق المذكورة ومعها سيبتلع ما هو مزيف على انه حقيقة وليس كما يفعل اعلامنا الذي يذكر امورا كلها مغلوطة وبالتالي ينكشف كذبه بسهولة، كما حدث في تغطيات كثيرة كان الزيف فيها واضحا، وما اساليب الصحاف وكذبه المفضوح ببعيدة عنا حيث كان يدعي النصر على الامريكان وكيف انهم اصبحوا طعاما للغربان فيما كانت الدبابات الامريكية على بعد امتار من مركز بثه لأكاذيبه، وصل الامر ان الفرد العربي بات لا يصدق بما يبثه اعلامه من فرط مابه من كذب واضح .
تمويل من الحكومة الفرنسية
3 -،وكالة إنباء اليونايتد يرس انترناشيونل الأمريكية، وهي اتحاد وكالة أنباء سكرا يس هوارد يونايتد يرس ووكالة أنباء انترناشيونال نيوز سيرفس . وكان اتحاد هاتان الوكالتان بتأثير من الحركة الصهيونية وتقع هذه الوكالة لنشر الدعاية الصهيونية المباشر
4 – وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية وتم تأسيسها من خلال شراكة خمس صحف أمريكية في عام 1900 وتحولت إلى شركة ساهمت فيها عدد كبير من الصحف والمجلات الأمريكية وتقع تحت الضغط الصهيوني، سميا وان غالبية مالكيها هم يهود .
السيطرة على الصحافة
تمتلك الصهيونية العالمية حوالي (895) صحيفة ومجلة في العالم سواء كان عن طريق الامتلاك أو التأثير.
وتمتلك الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية كبريات الصحف اليومية والأسبوعية وان أكثر من 95 % من الصحف الأمريكية تحت تأثير اليهود، فهناك مثلا أدولف أوش من عائلة سولز برغر اليهودية يمتلك أضخم الصحف الأمريكية وعلى رأسها صحيفة النيويورك تايمز، ويسيطر االيهود على صحيفة الوشنطن بوست، والديلي بوست، والنيويورك بوست، والديلي نيوز، وستار ليرجر، وصن تايم، وشيكاغو صن تايمز، وشيكاغو تربيون، وأريزونا نيوز، ونيويورك هرك، والكزيستان سبنس مونتير، وديترويت نيوز، ومجلة التايم، وفاريتي الفنية والنيوز ويك، ونيويورك ماغازين وبزنس ويك .
أما في بريطانيا فان حوالي90 % من الصحف تتعاطف مع إسرائيل، في انجلترا مثل التايمز التي بذل اليهود أمولا طائلة حتى تمكنوا من امتلاكها من خلال استغلال الظروف المالية الخانقة التي مرت بها الصحيفة وقام بشرائها لمليونير اليهودي الاسترالي الجنسية ” روبرت ميردوخ “ كما اشترى صحيفة الصندي تايمز، و يمتلك مجلة الصن الإباحية ومجلة نيوز أوف ذي وورلد ومجلة سيتي ما غازين ويمتلك اليهود الديلي اكسبريس، والصنداي اكسبريس، والديلي اكسبريس، والديلي ميل، ولديلي هيرلد، والنيوميدل ايست، والجويش او بزرفر، وتشير إحصاءات انه يصدر في بريطانيا يوميا 15 صحيفة تقع تحت تأثير اليهود توزع حوالي50 مليون نسخة .
وفي فرنسا يسيطر اليهود على حوالي 70% من الصحافة الصادرة فيها والتي من أهمها مجلة نوفو كا ييه، والدفاتر الجديدة التي يملكهما اليهودي البريطاني جيمس غولد سميث،
السيطرة على محطات التلفزيون والإذاعة
تمثل المواجهات اليومية العنيفة في ساحات المسجد الأقصى، وقبلها ومعها في الشيخ جراح وباب العامود وكنيسة القيامة، حلقات في سلسلة واحدة من معركة القدس الطويلة والمفتوحة التي تخوضها إسرائيل كدولة احتلال ضد كل مظاهر الوجود الفلسطيني في القدس متمثلا بالمواطنين المقدسيين انفسهم، ومجرد وجودهم وبقائهم وصمودهم في مدينتهم، بالإضافة إلى جميع الرموز والتعبيرات الدينية والوطنية.
وتبدو هذه المعركة غير متكافئة إذا قيست بعناصرها المادية واللوجستية، فدولة الاحتلال موحدة كحكومة وأجهزة أمنية وإدارية ومدنية، ومنظومة قضائية بعيدة عن قيم العدالة وتعتمد قوانين عنصرية جرى تفصيلها على مقاسات السيطرة اليهودية، وبلدية منحازة للمستوطنين ولبرنامج التطهير العرقي، تتفنن في التنكيل ب”مواطنيها” بدل تقديم الخدمات لهم، اليهود ركزوا على هذا القطاع واستثمروا فيه مليارات الدولارات فسيطروا على معظم محطات التلفزيون والإذاعة ومواقع الانترنت واحتكروا البعض على امتداد القارات الخمس وبمختلف اللغات واللهجات
ان غالبة شبكات التلفزه في أمريكا يملكها اليهود فمثلا شبكة،A.B.C يمتلكها اليهودي ليونارد جونسون ويمتلك شبكة C.B.S اليهودي ويليام بيلي وكذلك شبكة التلفزيونN.B.C يمتلكها اليهودي الفرد سلفرمان
أما شركات الإنتاج التلفزيوني التي تعود ملكيتها إلى اليهود (شركتي مياكون وكانو)التي تعود ملكيتهما لليهودي ” مناحيم جولان ” والشركة البريطانية للإنتاج التلفزيوني (آي. تي. في) التي تعود ملكيتها لليهودي ” الورد لوغر يد” وشقيقه” لغونت”
وفي مجال السينما، في الولايات المتحدة الامريكية مثلا يسيطر اليهود على شركات كبيرة مثل شركة فوكس للإنتاج السينمائي التي يمتلكها اليهودي ويليام فوكس، وشركة غولدين للإنتاج السينمائي التي تعود ملكيتها لليهودي صاموئيل غولين، وشركة مترو التي تعود ملكيتها ليهودي لويس ماير، وكذلك شركة إخوان وآرثر ليهودي هارني وآرثر وإخوانه، وشركة برام ونت لليهودي هود كنسون إضافة الى الأعداد الضخمة من الكتاب والمخرجين والممثلين. وفي بريطانيا يمتلك اليهودي اللورد لفونت 280 دار للسينما .
أظهرت وسائل الإعلام الغربي اليهودي، الكيان الإسرائيلي منذ نشأته، على أنه دولة حضارية وجزء من العالم الديمقراطي، كما يصور اليوم الفصائل الإرهابية التي تقاتل في الميدان الفلسطينى، كمقاتلين من أجل الحرية والديمقراطية، بينما هم يقومون بالإغتصاب والنهب (البترول، الآثار والمحميات الطبيعية) وبتر الأعضاء والتجارة بها وخطف البشر والإتجار بهم، فتساعدهم ليكونوا جزءاً من ذات العالم الديمقراطي (الإسرائيلي).
مواجهات يومية ونضال لا يتوقف بدون أسلحة
تمثل المواجهات اليومية العنيفة في ساحات المسجد الأقصى، وقبلها ومعها في الشيخ جراح وباب العامود وكنيسة القيامة، حلقات في سلسلة واحدة من معركة القدس الطويلة والمفتوحة التي تخوضها إسرائيل كدولة احتلال ضد كل مظاهر الوجود الفلسطيني في القدس متمثلا بالمواطنين المقدسيين انفسهم، ومجرد وجودهم وبقائهم وصمودهم في مدينتهم، بالإضافة إلى جميع الرموز والتعبيرات الدينية والوطنية.
وتبدو هذه المعركة غير متكافئة إذا قيست بعناصرها المادية واللوجستية، فدولة الاحتلال موحدة كحكومة وأجهزة أمنية وإدارية ومدنية، ومنظومة قضائية بعيدة عن قيم العدالة وتعتمد قوانين عنصرية جرى تفصيلها على مقاسات السيطرة اليهودية، وبلدية منحازة للمستوطنين ولبرنامج التطهير العرقي، تتفنن في التنكيل ب”مواطنيها” بدل تقديم الخدمات لهم.
وتبرز في مقدمة صفوف الهجمة الإسرائيلية الحالية جماعات المستوطنين والقوى المتطرفة مثل مجموعة “لهافا” وحزب القوة اليهودية برئاسة ايتامار بن غفير واتباع كهانا، والجمعيات الاستيطانية المتخصصة في سرقة الأرض والاستيلاء على العقارات بكل أدوات التزوير والابتزاز مثل جمعيتي إلعاد وهي أغنى الجمعيات غير الحكومية في إسرائيل، وعطيرت كوهانيم، وتحظى هذه الجمعيات بكل أشكال الدعم والإسناد والرعاية من الحكومة بالإضافة لما تحظى به من دعم مالي وفير من قبل جمعيات صهيونية ناشطة في الولايات المتحدة، الإسرائيليون إذن موحدون بتلاوينهم السياسية المختلفة من أحزاب يمينية ووسطية ودينية حريدية، بعضها مؤيد لنتنياهو وبعضها معارض له ولكنهم يجمعون على أن القدس الموحدة، اليهودية، هي العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل.
وفي المقابل يبدو الفلسطينيون الذين يواجهون جبروت دولة الاحتلال بصدورهم العارية، مجردين من كل وسائل القوة باستثناء ما يملكه الشبان والمواطنون من إرادة وإيمان بالحق، وبعض أشكال التنظيم الذاتي والعفوي التي تطورت ذاتيا خلال المواجهات، في حين يمنع اتفاق أوسلو وملحقاته السلطة الفلسطينية من ممارسة اي شكل من أشكال النشاط السياسي العلني في القدس، كما تمتنع الدول المانحة طواعية عن شمول مدينة القدس من برامجها لدعم الفلسطينيين، باستثناء برامج محدودة تنفذها بعض الصناديق العربية والإسلامية.
في مدينة القدس، في حي الشيخ جرّاح وباب دمشق، أو باب العامود، تداس اليوم أنبل المعاني التي استقرت عليها إنسانيتنا. سكان يراد طردهم من أرضهم وإذلالهم وإهانة كل ما قدسوه أو احترموه دفعة واحدة. هذا ما يغدو جائزا لمجرّد أنهم عرب ومسلمون.
غيرهم، لأنهم يهود، يصير من الجائز لهم أن يحلوا محلهم. القصة لا تكتمل من دون بضع إضافات أساسية: إنّ المرتكبين مستوطنون لكنهم محميون بالقوات الأمنية الإسرائيلية. فوق هذا، هم ممثّلون في الحكومات الإسرائيليّة عبر أحزابهم المتطرّفة والمتعصّبة.
بلغة أخرى، لا يراد فقط تحويل الفلسطينيين أكباش محرقة للسعار الاستيطاني المتصاعد، بل يراد أيضاً تحويلهم أكباش محرقة لتأزم كبير يضرب الحياة السياسية في إسرائيل نفسها، ويحض الأطراف الرديفة والموازية، أي المستوطنين، على المبادرة. شيء من الفاشية يقيم في هذه العلاقة التي يرعاها المأزوم بنيامين نتنياهو.
رغم أن المواقف الأوروبية بالنسبة لقضايا منطقة الشرق الأوسط لم تكن فى يوم من الأيام مساندة أو مناصرة للحق العربى, فإن الموقف الأوروبى الأخير والخاص بانتفاضة الأقصى جاء بمثابة صدمة كبيرة للطرف ، العربى والذى فشل خلال اجتماعات مرسيليا الأخيرة ديسمبر سنة 2000 فى أن ينتزع حتى مجرد إدانة (كلامية) من الاوروبيين للمجازر الوحشية التى ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية ضد الأطفال العزل فى الأراضى المحتلة, رغم تشدقها المستمر بالحديث عن حقوق الإنسان, وكأن الإنسان الفلسطينى خارج نطاق هذه الحقوق.
المواقف الاوروبية كانت دوما إما منحازة للطرف الاسرائيلى, أو مائعة تقف على الحياد رغم وضوح الحق ومعرفة من هو الجانى, ومن المجنى عليه, فهى دائما لديها من التوازنات ما يجعلها تتمسك بهذا الخط, وتكتفى بمجرد ارسال مبعوثها للسلام فى الشرق الاوسط الذى لم يستطع حتى الآن أن يقدم أية اضافة للعملية السلمية, والغريب فى الامر هو هذا الاصرار الأوروبى على القيام بدور التابع للولايات المتحدة الذى يجد رفضا من جانب الطرف العربى, فى حين أن حجم المصالح الاوروبية مع العرب لا يستهان به ويفوق كثيرا حجم مصالحها مع الطرف الاسرائيلى..
لا يبدو أن الأوروبيين يمتلكون أدوات الضغط الكافية على تل أبيب، ولا يبدو أيضاً أن الإسرائيليين مستعدون للعودة إلى الخرائط الأممية للدولتين في المفاوضات، بعد كل ما أنجزوه على مدار عقود من خطط ضم ومستوطنات وتجاوزات، غيرت من جغرافية وديمغرافية الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
السر فى اصرار الاتحاد الأوروبى على اتخاذ المواقف السلبية تجاه الحق العربى فى قضية الشرق الاوسط, واصراره فى الوقت نفسه على أن يكون مجرد تابع وذيل للولايات المتحدة, وإمكانية أن تخرج أوروبا وتقف الى جانب الحق العربى والفلسطينى وأخيرا حجم المصالح الأوروبية مع العالم العربى مقارنة بالدولة الصهيونية.
هذا الاصرار الأوروبى على القيام بدور التابع أو الذيل للولايات المتحدة هو عدم رغبتها فى المشاركة فى التكاليف المادية, فمعروف ان هى أرادت القيام بأدوار ايجابية على الساحة الاقليمية والدولية فعليها ان تتحمل بعض الاعباء المالية التى يتطلبها ذلك, وهى مازالت ترضى بأن تتولى الولايات المتحدة القيادة وأخذ المبادرات فى مختلف القضايا على الصعيد العالمى بما فيها القضايا الأوروبية نفسها, على أن تظل أوروبا بعيدة عن الفاتورة التى تنشأ نتيجة التدخل لحل هذه القضايا وتكتفى بالمشاركة الرمزية فيها حتى ان الولايات المتحدة نفسها طالبت أوروبا فى مرات عديدة أن تتقدم وتتولى مسئولياتها تجاه بعض القضايا ولكنها كانت ترفض خوفا من التورط فى التكاليف, وهذا يعكس القيم الاوروبية التى صارت قيما مادية بالأساس فهى تقوم بعمل توازنات عديدة قبل أن تقدم على أية خطوة, ولذلك يجب أن نتفهم موقفها بالنسبة للقضايا العربية فهي تركت الأمور كلها للولايات المتحدة واكتفت بأن ترسل مبعوثها للسلام فى الشرق الأوسط ليقوم بالجولة وراء الجولة دون أن تكون هناك أية خطوات جادة وفعلية أو مشاركة حقيقية منهم فى حل القضايا الخلافية فى المنطقة, بل أن مسئوليها يؤكدون دوما أن الولايات المتحدة هى المنوطة بحل الصراع العربى الاسرائيلى, وانهم قد يشاركون بالرأى أحيانا بمساعدات بسيطة للغاية, أما مطالبتهم باتخاذ مواقف أكثر من هذا فهو أمر غير وارد بالنسبة للأوروبيين.
حكام العرب أشد تصهين من الصهاينة أنفسهم
أن الحكام العرب هم المسئول الرئيسى عن المواقف الأوروبية المتخاذلة تجاه قضاياه وذلك بسبب اصرار الدول العربية على التعامل مع الأوروبيين فرادى فكل دولة تسير فى علاقاتها سواء مع الطرف الاوروبى أو أى من الأطراف الدولية الأخرى بصورة فردية ولخدمة مصالح خاصة دون أن يكون هناك أى تنسيق عربى شامل وموحد بين الدول العربية وتوظيف للامكانات, هذه الفردية فى التعامل تجعل الاطراف الأخرى ومنها الطرف الأوروبى لا يخشون جانبنا لأنه لا توجد استراتيجية ثابتة للتعامل مع الآخرين, فمثلا اذا اتخذ الاتحاد الاوروبى مواقف تضر بالمصالح العربية ومنها تلك التى لا تدعم الحق العربى فى صراعه من اسرائيل نجد أن رد الفعل العربى لا يخرج عن بعض البيانات الحماسية الغاضبة أحيانا ثم ما تلبث أن تهدأ ودون اتخاذ أي اجراءات تشعر الأوروبيين بأنهم اخطأوا, ولذلك فهم يتمادون فى سياساتهم المنحازة لاسرائيل, وهذا يعود الى عدم وجود استراتيجية عربية ثابتة فلو عرف الأوروبيون أن العرب لديهم خطوات واجراءات اتفقوا عليها مسبقا للتعامل مع الدول التى تحيد عن الحق عند الحديث عن الصراع العربى الاسرائيلى لفكروا وراجعوا انفسهم كثيرا قبل أن يقدموا على اتخاذ المواقف التى تغضب الجانب العربى.
ما جدوى الكتابة عن غزة اليوم؟ هل هذه لطمية” فش الخلق”؟ هل هكذا هم حكامنا العرب يحبون البكاء على الأطلال بدلاً من التركيز على قضايا التنمية القُطرية وعلى المشكلات المحلية؟ ألم ينته زمن الشعارات؟ ألا يجدر بالكاتب أن يبتعد عن هذه القضايا” المزعجة”ويكتب عما ينفع وطنه أكثر ولا يورطه في المشكلات أو التصنيفات:عروبي..قومي..إسلاموي..راديكالي..أصولي..أو ما هو أسوأ من ذلك..إرهابي؟
ابتداء ليس العرب وحدهم من يحيون ذكرى مصائبهم، بل لعلهم في ذلك أقل بكثير من غيرهم، فها هو عدوهم المباشر لا يزال يقتات من مجزرة الهولوكست ويبتز دول أوروبا بعد مضي أكثر من خمس وستين سنة على انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ولا تكاد تخلو عواصم أوروبا وأمريكا الهامة ومدنها الرئيسية من متحف يذكر بفظائع النازية وجريمة العداء للسامية التي يراد لها أن تترسخ في الذهنية العالمية كأبشع جريمة إنسانية.
هذا بالرغم من أن تلك المأساة انتهت، والمسؤولين تمت مطاردتهم ومحاكمتهم، بل لا يزال بعض الجنود والضباط الصغار الذين عملوا في معتقلات النازية يطاردون دولياً حتى اليوم لتقديمهم للمحاكمة رغم أن أعمارهم تجاوزت الثمانين..فالحق لا يموت.
فلماذا حين يتحدث العربي أو المسلم عن مأساة لا تزال قائمة، ومجزرة لم تجف دماء شهدائها يصبح غوغائياً ومضللاً ورجعياً؟
مقاومة التطبيع والمقاطعة هما آخر أسلحة الإنسان الذي يرغب ليس فقط في دعم فلسطين وإنما في أن يحمي إنسانيته من أن تتعرض هي بدورها لمجزرة، فحين تبرر مصافحتك لقاتل، أو أنسك مع مغتصب، أو لعبك مع عصابة من اللصوص، بدعوى أنه لا يجب خلط الأوراق، أو حين تعتقد أن شراءك لمنتج كمالي ما من شركة تعرف تماماً بأنها أول من يستثمر في المستوطنات، أو يدعم الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال، حين تفعل أياً من هذه الأمور فأنت لم تقف على الحياد، بل قد اخترت أن تنحاز للظالم ولو رمزياً، وحين تنحاز للظلم وأهله فإنك كإنسان تبدأ بالتحلل داخلياً.. فلن يموت جسدك لكن لن يبقى لك سواه..
سامحنا يا قدس سامحينا ياغزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق