تهديد ” مائير كاهانا ” لــ ” عبدالوهاب المسيري ”
إحسان الفقيه
في يناير 1984، بدأ “مائير كاهانا” عضو الكنيست ورئيس جماعة كاخ الصهيونية، في إرسال خطابات بلغت ثلاثة عشر خطابا إلى العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري، تضمنت تهديدات بالقتل إن لم يكف عن نشاطه ضد الصهيونية، ولاحقه بتلك التهديدات في مقر إقامته بالرياض والقاهرة.لقد كان أبرز هذه الأنشطة المعادية للصهيونية التي قام بها الدكتور عبد الوهاب المسيري، تلك الموسوعة الضخمة التي عكف ربع قرن على إعدادها، وهي موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، التي كانت أبرز الأسباب التي دفعت جامعة بار إيلان العبرية لأن تطلب من الملحق الثقافي الإسرائيلي مراسلة السفير الأمريكي لتشويه صورة المسيري رحمه الله وشخصيات أخرى مناهضة للصهيونية.
الموسوعة تحتل صفحات ثماني مجلدات، تناولت تاريخ الجماعات اليهودية وفرقها وطقوسها وتوزيعها وسماتها وهياكلها التنظيمية، وعلاقتها بالمجتمعات التي تقطن بها، وعلاقتها بالكيان الصهيوني، وأشهر أعلامها ورموزها، كما تتناول أزمتها في العصر الحديث، وأنشطتها، والجوانب الأساسية لدولة الاحتلال، وتغطي العديد من الجوانب الأخرى التي يلزم التعريف بها من أجل توفير حقائق تاريخية معاصرة عن الظواهر اليهودية والصهيونية والإسرائيلية.
إن أكثر ما يثير غضب الصهاينة هو محاولة فهمهم وفهم تركيبتهم الاجتماعية والسياسية ومسيرتهم التاريخية، وكما تنطوي الجماعات اليهودية على نقاط قوة، فكذلك تنطوي على نقاط ضعف كثيرة ومنها انقسام المجتمع اليهودي وطبقيته.
كما أن هناك العديد من المسميات والمصطلحات والقضايا قد جرى تضخيمها مثل الهولوكوست الذي كان ولا يزال ورقة ابتزاز صهيونية للمجتمع الدولي، واللوبي الصهيوني داخل أمريكا، والذي عمد اليهود إلى تصويره على أساس أنه يحرك الولايات المتحدة الأمريكية بصورة مطلقة أرعبت العرب.
لذلك كان من الأهمية بمكان أن نتحرك باتجاه صناعة حالة من الثقافة العامة بالشأن اليهودي والصهيوني تضع الجماهير على قواعد راسخة تنطلق منها للمواجهة الفكرية والثقافية للمشروع الصهيوني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق