إدارة العلاقات فنّ وعطاء
تأملت في حال المرأة المسلمة، في مجتمع تلفه العلاقات من كل جانب، في الأسرة وفي المحيط وفي ما خرج عن القريب.. فرأيتها تحمل على كاهلها مسؤولية الإنصاف في التعامل وأداء الحقوق والواجبات على أكمل وجه وفي ذات الوقت حفظ قيمها ومبادئها وأهدافها السامية لأجل دين الله الحق.
وقد يغيب عن المسلمة كيف تكون الإدارة الناجحة لعلاقاتها في هذه الحياة الدنيا حين تكون حاملة لعقيدة وهمّ، لتجني منها الخير والبركات.. لهذا فاسمحي لي هنا أن ألخص لك بعض المعالم التي ترتكز عليها معاملاتك لتنعمي بعيش هانئ تقلّ فيه المصادمات والمشاحنات ويتسع فيه الوقت للانشغال بالمهمات وأداء الأمانات، على رأسها نصرة هذا الدين وهذه الأمة وتفعيل كل ما نملكه من طاقات في سبيل هذه الأولوية الجمّة في زماننا اليوم.حق الوالدين
قال ابن القيم رحمه الله:
ثم إن التعاملات تعني الاحتكاكات وقد يحيك في صدرك -ممن عرفتي- ما يضيّق عليك ويدفع بالحزن هائجا ليكبّل همّتك، فتذكري قول عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – حين قال: أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. وتأملي تفسير مجاهد لهذا القول حينما قال: يعني خُذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس ، مثل: قبول الأعذار والعفو والمساهلة ، وترك الإستقصاء في البحث ، والتفتيش عن حقائق بواطنهم.
فاصبري أخية في هذه الطريق، وأتقني فن الاحتمال، وكظم الغيظ وكفّ الأذى والحلم والأناة والرفق، وابتعدي تماما عن الطيش والعجلة.
كوني العفيفة في وسطك، اجتنبي الرذائل والقبائح من القول والعمل، والبسي لباس الحياء فهو رأس كل خير.
كوني عادلة مع نفسك ومع من حولك، وحصني نفسك بقوة وبأس شديد ضد الجهل والظلم والشهوة والغضب. فهذه أربع مهلكة لك وتنسف كل ما حولك من علاقات قد تكون خير معين لك في دربك.
كوني الحليمة التي لا تنظر في أمر إلا زانته برجاحة العقل وحسن المعشر، قال الأحنف رحمه الله تعالى: وجدت الحلم أنصر لي من الرجال.
كوني الوقورة التي تحترم الكبير وتعطف على الصغير، التي تحسب لكل ذي فضل فضله وتؤتي كل ذي مقام مقامه.
ثم وإياك والتسرع في إلقاء الأحكام على من حولك، اصبري في تعاملاتك حتى ينكشف لك المعدن، فقد يكون خادعا فتسيء تصنيفه أو يكون أصيلا فتخطئي تقييمه.
علميهم أنك صادقة أمينة يحدوك الوفاء ، مبصرة حليمة همّتك تناطح السحاب. وقتك أغلى ما تملكين فلا تصرفيه إلا في الأولى والأنفع وكل من لديه حق عندك يأخذه قبل أن يسأل عنه!.وهكذا فإدارة علاقتك تعتمد على أدائك فيها تعاملا وتوقيتا. فخلقك ومبادئك هي الهادي وترتيب أولوياتك حسب الحقوق هو الحادي.
بعد أداء واجباتك أمام ربك، عليك بتفقد علاقتك مع من حولك، واجعلي مردودك فيها كصفحة مرآة أنعكست عليها أنوار آداب المسلمة الخلوقة الموقنة التي لا تستصغر معروفا ولا تبخس حقا.
وإياك والانفتاح للبعيد، من لا تربطك معه صلة رحم أو تقوى!، لا تعرضي ما في قلبك على من لا تعرفيهم حتى تستوثقي إيمانهم وخشيتهم إن احتجت لذلك. وتذكري قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لستُ بالخِبِّ، و لا الخِبُّ يخدعُني).
ثم هناك أيضا من يستوجب منك الاهتمام وإن لم تعرفيه، إنهم الغرباء في درب الإسلام، إنهم العاملون لعودة الأمجاد، إنهم الحاملون همّ أمتك وإن لم تلاقيهم بالأجساد أو تعرفيهم بالألقاب، إنهم قوم اجتمعوا معك في حب الله وفي سبيل الله، فلا أقل من برّهم بصدق دعاء ولتريّن بركات هذا العطاء نسمات يرق لها الوجدان وتشعرك بعظمة الأخوة في الله!
أقبلي على يومك وغرة الإسلام بين عينيك، اجعلي للحديث عن أمة الإسلام نصيبا من كل جلسة وكل فكرة وفي كل عطاء!
كوني في صميم الحدث وعلى قدر المسؤولية وإياك أن تغفلي عن مصاب جلل، ويفوتك سهم المسؤولية.
هكذا كنّ السابقات ، لم يتألق نجمهن في سماء الخالدات إلا لأنهن رسمن هرما للأولويات في العلاقات والمهمات، حلقاتها متصلة متسلسلة، فعيشيها كما هي بيقين المؤمنة.
وقد يغيب عن المسلمة كيف تكون الإدارة الناجحة لعلاقاتها في هذه الحياة الدنيا حين تكون حاملة لعقيدة وهمّ، لتجني منها الخير والبركات.. لهذا فاسمحي لي هنا أن ألخص لك بعض المعالم التي ترتكز عليها معاملاتك لتنعمي بعيش هانئ تقلّ فيه المصادمات والمشاحنات ويتسع فيه الوقت للانشغال بالمهمات وأداء الأمانات، على رأسها نصرة هذا الدين وهذه الأمة وتفعيل كل ما نملكه من طاقات في سبيل هذه الأولوية الجمّة في زماننا اليوم.
حق الوالدين
لاشك أن الحق الأول الذي لا جدال فيه هو حق الوالدين، وإن النصوص من الوحيين، الكتاب والسنة لطويلة في هذا الباب تحثّ على الإحسان لهما وبرّهما والسعي لإرضائهما لبلوغ المراتب العلى من الجنة، ولكن قد تكون علاقتك مع والديك متوترة لاختلاف في القناعات والاتجاهات والأهداف، فإياك والدخول في حلبات جدال معهما، بل ارفقي بهما واحفظي لهما دوما حقّهما كما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولم أر أفضل من إحسان صحبتهما وخدمتهما ، ثم إن كنت تودين إيصال قناعتك أو فكرتك لهما، فزني الأمور بحكمة أولا، هل من حاجة ماسة لهذا البوح أم لا، فإن كانت الحاجة تضطرك لذلك فمهديها بورد وحسن قول وتبسيط للمفاهيم، ثم اعرضي فكرتك بأدب وحب وسددي وقاربي واجعلي الخواتيم دوما كسب ودّهما وإن خالفاك القول. ثم لا خير من التأجيل إن لم يكن للأمر حاجة.
هذه القاعدة ليست مع الوالدين فقط بل مع زوجك وإخوانك وأخواتك وأبنائك وأحفادك في البيت وكل من في محيطك القريب، لا تدخلي أبدا في سجال دامي معهم، بل كوني الداعية الراقية التي تتحين فرصة إقامة الحجة وإثبات البرهان الذي لا يرده عاقل، ولا تكثري من الجدال والكلام فإنه مضيعة للوقت ولن تخرجي منه إلا بصدر غائر وذهن مثقل وقلب مجروح خاصة مع من يخالفك بالأصل!
تعاملاتك مع من حولك لابد أن تعكس صورة المسلمة التي تتزين بتاج الخلق الحسن!
تستمده من معالم ثابتة في حياتها قد جمعها يوسف بن أسباط – رحمه الله – بحكمة وبصيرة ثاقبة حين قال: علامة حُسن الخلق عشر خصال:
وإنها لوصفة رائعة لمن أرادت أن تكسب قلوب من حولها واحترامهم لها وليدركوا مع الأيام أن الإسلام صنع أمامهم أمة لله تشع حكمة وحسن خلق، فيستمعون لرأيك باهتمام ويقدرون مفاهيمك باقتناع وتحققين بذلك مهابة بين الناس، ببركة هذا الحرص على فن المعاملات ثم لا تتعجبي بعدها من عظم العطاء!قلّة الخلاف وحسن الإنصاف و ترك طلب العثرات وتحسين ما يبدو من السيئات والتماس المعذرة واحتمال الأذى والرجوع بالملامة على النفس والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون غيره وطلاقة الوجه للصغير و الكبير ولطف الكلام لمن دونه و لمن فوقه.
قال ابن القيم رحمه الله:
فاعلمي أن صبرك على معاشرة الناس وتحمل أذاهم وضرب المثل أمامهم والدعوة لله في حياتهم، خير لك من الاعتكاف والخلوة بعيدا عنهم.تزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشدّ فمن ذكى نفسه بالرياضة والمجهادة والخلوة التي لم يجيء بها الرسل فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟! فالرسل أطباء القلوب فلا سبيل إلى تزكيتها و صلاحها إلا من طريقهم وعلى أيديهم وبمحض الانقياد و التسليم لهم و الله المستعان
ثم إن التعاملات تعني الاحتكاكات وقد يحيك في صدرك -ممن عرفتي- ما يضيّق عليك ويدفع بالحزن هائجا ليكبّل همّتك، فتذكري قول عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – حين قال: أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. وتأملي تفسير مجاهد لهذا القول حينما قال: يعني خُذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس ، مثل: قبول الأعذار والعفو والمساهلة ، وترك الإستقصاء في البحث ، والتفتيش عن حقائق بواطنهم.
فاصبري أخية في هذه الطريق، وأتقني فن الاحتمال، وكظم الغيظ وكفّ الأذى والحلم والأناة والرفق، وابتعدي تماما عن الطيش والعجلة.
كوني العفيفة في وسطك، اجتنبي الرذائل والقبائح من القول والعمل، والبسي لباس الحياء فهو رأس كل خير.
مكارم الأخلاق
كوني الشجاعة التي تزدان بعزّة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشّيم واحرصي على بذل الندى وطيب العطاء للأقرب فالأقرب، وللأحوج فالأحوج.كوني عادلة مع نفسك ومع من حولك، وحصني نفسك بقوة وبأس شديد ضد الجهل والظلم والشهوة والغضب. فهذه أربع مهلكة لك وتنسف كل ما حولك من علاقات قد تكون خير معين لك في دربك.
كوني الحليمة التي لا تنظر في أمر إلا زانته برجاحة العقل وحسن المعشر، قال الأحنف رحمه الله تعالى: وجدت الحلم أنصر لي من الرجال.
كوني الوقورة التي تحترم الكبير وتعطف على الصغير، التي تحسب لكل ذي فضل فضله وتؤتي كل ذي مقام مقامه.
ثم وإياك والتسرع في إلقاء الأحكام على من حولك، اصبري في تعاملاتك حتى ينكشف لك المعدن، فقد يكون خادعا فتسيء تصنيفه أو يكون أصيلا فتخطئي تقييمه.
علميهم أنك صادقة أمينة يحدوك الوفاء ، مبصرة حليمة همّتك تناطح السحاب. وقتك أغلى ما تملكين فلا تصرفيه إلا في الأولى والأنفع وكل من لديه حق عندك يأخذه قبل أن يسأل عنه!.وهكذا فإدارة علاقتك تعتمد على أدائك فيها تعاملا وتوقيتا. فخلقك ومبادئك هي الهادي وترتيب أولوياتك حسب الحقوق هو الحادي.
بعد أداء واجباتك أمام ربك، عليك بتفقد علاقتك مع من حولك، واجعلي مردودك فيها كصفحة مرآة أنعكست عليها أنوار آداب المسلمة الخلوقة الموقنة التي لا تستصغر معروفا ولا تبخس حقا.
وإياك والانفتاح للبعيد، من لا تربطك معه صلة رحم أو تقوى!، لا تعرضي ما في قلبك على من لا تعرفيهم حتى تستوثقي إيمانهم وخشيتهم إن احتجت لذلك. وتذكري قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لستُ بالخِبِّ، و لا الخِبُّ يخدعُني).
الاهتمام بقضايا الأمة
ثم هناك أيضا من يستوجب منك الاهتمام وإن لم تعرفيه، إنهم الغرباء في درب الإسلام، إنهم العاملون لعودة الأمجاد، إنهم الحاملون همّ أمتك وإن لم تلاقيهم بالأجساد أو تعرفيهم بالألقاب، إنهم قوم اجتمعوا معك في حب الله وفي سبيل الله، فلا أقل من برّهم بصدق دعاء ولتريّن بركات هذا العطاء نسمات يرق لها الوجدان وتشعرك بعظمة الأخوة في الله!
أقبلي على يومك وغرة الإسلام بين عينيك، اجعلي للحديث عن أمة الإسلام نصيبا من كل جلسة وكل فكرة وفي كل عطاء!
كوني في صميم الحدث وعلى قدر المسؤولية وإياك أن تغفلي عن مصاب جلل، ويفوتك سهم المسؤولية.
هكذا كنّ السابقات ، لم يتألق نجمهن في سماء الخالدات إلا لأنهن رسمن هرما للأولويات في العلاقات والمهمات، حلقاتها متصلة متسلسلة، فعيشيها كما هي بيقين المؤمنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق