عجائب وغرائب الهدهد
هو طائرٌ وفّيّ لا يتزوج إلاّ مرةً واحدة حتى بعد وفاة زوجته، له تاج جميل يُدعى العُرف، إذا أراد الزواج نشرعُرفه وحمل بمنقاره ورقة أو حشرة أو دودة، ليُقدمها مهرًا لمن يتقدم لها، فإن أكلتها بمنقارها فهذا يعني القبول، ثم يُطلعها على عُش الزوجية الذي بناه لها.
والعُش غالبًا ثقبٌ في شجرة، نحته بمنقاره الطويل، فإن قبلت به يتم الزواج على بركة الله، وتبيض الزوجة من خمس إلى سبع بيضات، وبعد الفقس يتناوب الزوجان على إطعام الصغار.
وهو زوج ودود، إن وجد الطعام أو الماء؛ صاح على زوجته، فلا يقرُبه إلاّ معها، وإن غابت ظل يطير بحثًا عنها وهو يصيح، وإن ماتت يظل كلما تذكرها صاح، ويذهب إلى الأماكن التي كانوا يطيرون لها سويًا، ويصيحُ متذكرًا ماضيه الجميل مع رفيقة دربه.
سُدس طول الهدهد منقارٌ، لسهولة البحث عن الديدان في الأرض، وله حاسة استشعار الماء في باطن الأرض، ويُذكر أن سليمان كان يستعمله في ذلك، يأمر الجن بالحفر فيجدوا الماء فعلا.
يقطع مسافات طويلة دون تعب أوعطش أوجوع، ورد ذكره بالقرآن على لسان سليمان: “مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ”، “فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ”.
حرم الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم قتله لما فيه من أسرار لا يعلمها إلا الله، شوهد في مواقف كثيرة، وهو يُنصت دون صياح عند الأذان أو الصلاة أو تلاوة القرآن الكريم.
أبو نواس والمأمون
ألقى الخليفة المأمون قصيدة في مجلسه، وسأل أبو نواس عن رأيه؟، فقال: لا أشمّ بها أي رائحة للبلاغة، فأمر بحبسه شهرًا في حظيرة حمير، بعد شهر خرج وعاد لحضور المجلس، وبدأ المأمون إلقاء قصيدة أخرى، فقام أبو نواس في منتصفها، سأله المأمون: إلى أين؟، فقال: إلى الحظيرة… يبدو أنه كان يحب أن يجلس بين الحمير وليس بين السحيجة!.
الإمام الشافعي يقول
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا *** وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ *** وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ *** وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضًا عَيانا
ازهد بما في أيدي الناس
كن صاحبَ بصمةٍ وبسمةٍ، تكن إنسانًا فاعلًا ومتفائلًا، إيجابيًا وودودًا، مقربًا ومحبوبًا، حيثما وقعت نفعت، وازهد بما في أيدي الناس، تكن أغناهم وأحبهم لله والناس .
نشرة فاعتبروا
الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق