الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

لماذا لا يصيحُ ديككم؟!

  لماذا لا يصيحُ ديككم؟!
الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

 سألتُ صديقي: لماذا لا يصيحُ ديككم؟، قال اشتكىَ منّه الجيران لأنّه يوقظهم، فذبحناهُ!، هنا فهمتُ أنّ كلَ من يُوقظُ الناسَ من سُباتهم على امتدادِ التاريخِ، هناك من يُريدُ قطع رأسهِ.! في حياتنا يتداول الناس اسم الدجاج ولا أحد يذكر الديك يفكر بمن يملأ بطنه ولا يفكر بمن يوقظ عقله وفكره.

 - علي شريعتي

* وفهمت لماذا يحاربُ العالم الإخوان المسلمون، لأنهم يفهمون روح الإسلام العملي وحقيقته، وأنّه يدخلُ في كلِ صغيرةٍ وكبيرةٍ، ويُحاولون ايقاظ المسلمين من سباتهم العميق

* قالها حسن البنا منذ سبعين سنة وكأنّه بيننا، قال:سيقف جهلُ الشعبِ بحقيقة الإسلامِ عقبةً في طريقكم، وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغربُ فهمكم للإسلام وينكرُ عليكم جهادكم في سبيله، وسيحقد عليكم الرؤساءُ والزعماءُ وذوو الجاهِ والسلطانِ.

*وستقف في وجوهكم كلُ الحكوماتِ، وستحاولُ كل حكومةٍ أن تحدَّ من نشاطكم، وأن تضعَ العراقيلَ في طريقكم، وسيتذرع الغاصبون بكم لمناهضتكم ،وسيستعينون بالحكومات الضعيفة، والأيادي الممتدة إليهم بالسؤال وإليكم بالإساءة، وسيُثير الجميع حولكم غبارَ الشبهات، وسيحاولون أن يلصقوا بدعوتكم كل نقيصةٍ، ويُظهروها للناس بأبشع صورة.

* معتمدين على قوتهم وسلطانهم، وعلى أموالهم ونفوذهم وإعلامهم، وستدخلون بذالك لاشك في التجربة والإمتحان،  فتُسجنونَ وتُقتلونَ وتُعتقلونَ وتُعطّل أعمالكم  وتُفتشَ بيوتكم، وقد يطولُ بكم مدى هذا الإمتحان، فهل أنتم مستعدونَ أنّ تكونوا انصارا للحق؟

حيص بيص

* يُحكى أنّ رجلا أنعمَ اللهُ عليه بكثرةِ البناتِ، فثابرَ على شكرِ اللهِ الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه، حتى جاءت البنتُ الخامسةُ فسمّاها “كفى”، ثم جاءت السادسةُ فسمّاها “منتهى”، ثم جاءت السابعةُ فسمّاها “تمام”، ثم جاءت الثامنةُ فسمّاها “خاتوم”، ثم أنعم اللهُ على الرجلِ بإبنتين توأمتين متشابهتين، وبالنظرِ لعدمِ وجودِ أسماءَ في حجمِ هذه الداهيةِ الدهماء، ارتجلَ الرجلُ لإبنتيهِ إسماً مُشتركا، لا معنى له هو “حيص بيص” ،وجرى هذا الأسمُ مجرى الأمثالِ، نعودُ إليهِ كلّما اكتنفتنا الحيرةُ أو ساءت بنا الحالُ .

مجنون ليلى

* يُروى أنّ قيس بن الملوح “مجنون ليلى” لحقَ بكلبِ ليلى، كي يدله على مكانها، فمرّ على جماعةٍ يُصلون، وعندما عادَ مرّ بهم ثانيةً، فقالوا له: أتمرُ علينا ونحن نصلي ولا تُصلي معنا؟، فقالَ لهم: أكنتم تصلون ؟، قالوا: نعم، فقالَ لهم : واللهِ ما رأيتكم، واللهِ لو كنتم تحبونَ اللهَ كما أحبُ ليلى لما رأيتموني !.

نشرة فاعتبروا 

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق