الخميس، 25 أغسطس 2022

أيهما أعظم كيداً ، المرأة أم الشيطان ؟!

أيهما أعظم كيداً ، المرأة أم الشيطان ؟!



كثير من الناس يفهمون القرآن بما يتبادر إلى عقولهم اعتماداً على الثقافة الشعبية الرائجة ، فيقولون إن المرأة أعظم كيداً من الشيطان ، بدلالة القرآن الصريحة ، فالقرآن يقول في سورة النساء ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) ويقول في سورة يوسف ( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) وهذا من الفهم الخاطئ لآي القرآن الكريم
فإن ضعف كيد الشيطان المذكور في الآية الكريمة ليس أمام قوة الإنسان وقدرته المحدودة ، بل هو ضعف أمام كيد الله المتين ، ومكره بالكافرين واستدراجه لهم.
أما كيد النساء، فإنه عظيم بالفعل ، ولكنّ عظمته إنما هي أمام الرجال، المملوءة قلوبهم بالرغبة والشبق ، إذن، فإن سياق الضعف في الآية الأولى مغاير تماما لسياق القوة في الآية الثانية؛ وبالتالي فلا مجال للمضاهاة بينهما.
في الآية الأولى نجد ضعفاً أمام قوة الخالق سبحانه تعالى وعزته ومتانة كيده؛ أما في الآية الثانية فنجد قوةً أمام مخلوقات ضعيفة أصلاً، وقد زادتها ضعفاً شهواتُها ورغباتها.
وثمة جانب آخر في السياق يغفله الناس، وهو أن آية كيد النساء إنما جاءت على لسان عزيز مصر وحكايةً عن رأيه هو، وليس تقريرا ربانياً.
فعزيز مصر رأي كيدا تضرر منه شخصياً فرآه عظيماً بناءً على تجربته ومعايشته لهذا الكيد .
أما آية ضعف كيد الشيطان فهي تقرير رباني يوضح لنا أن كيد الشيطان، رغم قوته علينا نحن المخلوقين، ضعيف أمام كيد الله المتين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق