قصة مؤثرة مع أسد المنابر الشيخ عبد الحميد كشك
قصة اعـ ـدام سيد قطب واخر لحظات حياته
29 - 8 - 1966 منقول يروي الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله فيقول:
في الليلة الأخيرة التي قضاها في زنزانته ، نظير الفجر بساعة طرق باب الزنزانة سجّان يخبره بأن هناك تسكين جديد ، تغيير مكان زنزانته ، فقال له سيد قطب وهو عالم بمكرهم وخديعتهم: (نعم إنه تسكين جديد ، ولكن ليس فيالسجن الحربي ، وإنما هو تسكين في جنات الفردوس) قال السجان من اخبرك ؟! فقال سيد : لقد كنت مع الرسول قبل لحظات في المنام وكان الرسول يركب فرساً ابيضاً نزل عن فرسه ومدَّ يده وصافحني وشدَّ على يدي وقال : هنيئاً لك الشهادة يا سيد .. بعدها ذهب إلى المكان المعلوم، واثق الخطى لا يهاب ولا يخاف لومة لائم، وجيء بالسجان فوضع الحبال في يديه وقدميه ، فقال سيد قطب للسجان : (دَع عنكَ الحِبال سَأُقيِّدُ نَفسي بِيَدي، أتخشىٰ أن أفرَّ من جَناتِ رَبي) في مثل هذا اليوم من سنة 1966 أطلقتَ لروحكَ إشراقَها الأخير في مثل هذا اليوم : أعتذرت سبّابتُك التي لطالما شهدت
لله في صلاتها ، أن توقِّعَ أو تُقِرّ لظالم
في مثل هذا اليوم : عرفنا تماماً كيف أنّ الحياةَ الخالدة تدبُّ في كلماتنا حين نوقِّعُ عليها بالدّم ، و لا تظلّ عرائسَ من الشمع لا روحَ فيها .
في مثل هذا اليوم : رحلتَ إلى ما تمنّيت و تركت وراءكَ أجيالاً من شباب الأمّة الذي يستظلُّ في ظلالِ القرآن ، و شباباً يتلمّسُ معالمَ طريقكَ الراقية و الواصلة إلى دار الخلود . في مثل هذا اليوم : ميّزتَ لنا تماماً بين من يعيشُ بـ ( لا إله إلا الله ) و لها ، و بين مَن يسترزقُ بها . و بين صاحب الوظيفة و صاحب الرسالة و بين من يخرج من الدنيا رقماً و من يعيش ليبني أجيالاً
و أمماً
و بين من يهربون من مسؤوليّاتهم ليسلَموا و بين الذي لا يعتذر عن العمل مع الله و لو تناوشته سباعُ الأرض و ذئابُها
سيد_قطب ... لك منّا القلوب العامرة بالحبّ ، و الأرواحُ التي تضجُّ بالذّكرى و لا تنسى
عاش سيداً ومات قطباً - رحمه الله -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق