الخميس، 25 أغسطس 2022

هزلت.. ومسخت..!!

 هزلت.. ومسخت..!!


لم أتعود على الكلام عن أشخاص بأعيانهم؛ إلا أن يكون ذلك إبطالا لباطل واضح،أو نصرة لحق مبين. أما مايثور بين أكثر المنسوبين للدين ؛ فأفضل الإعراض عن اختلافاتهم الفكرية، أو منازعاتهم الحزبية ، أو تناقض مواقفهم الشخصية أو النفسية، تاركا ذلك _ إن كانت فيه أهمية _ لغيري من فرسان العالم الافتراضي المتزاحم بمتسابقيه ومتنافسيه..
★.. غير أن هناك بعض المظاهر والظواهر التي يتسبب فيها أشخاص بأعيانهم؛ تفرض ضرورة التصريح بحالاتهم وما وراءها ومايراد بها، ولعل آخر ذلك تلك (الزوابع) التي أثارها الصحفي الذي كان مغمورا ..فدفعته ورفعته وسائل التواصل حتى صار مشهورا، لا بل صار مقاتلا في غير ميدانه، ومزهوا بمجد زائف بين أقرانه، مجادلا في العلم والدين _ رغم جهله _ بتعال وغطرسة وكبر وعشوائية..جرأته عليها جمهرة عددية غوغائية تجري وراء كل ناعق .. !
★.." صابر مشهور" كان قد اشتهر بحلقات إعلامية سياسية وتاريخية؛ أكسبته شهرته التي لم يصبر على الاكتفاء بنصيبه المستحق منها، بل تطاول بطموح وجموح نحو قمم علمية سامقة من القدامى والمعاصرين ، يريد إنزالها من عليائها ليحل أمثاله محلها..فأين الأقزام الصغار من العمالقة الكبار ..؟!
★.. هذا المشهور يتهم بجهله إماما من أئمة أهل السنة الكبار _ وهو الحاكم النيسابوري _ بأنه "رافضي" معاد للصحابة وداع إلى عبادة علي رضي الله عنه والغلو في أهل البيت، وظن صابر أن ذلك الطعن الطائش يؤهله للطعن في كل من زكى الحاكم من السابقين واللاحقين من أئمة الدين ، فتجرأ ذلك الصحفي بالتطاول البذئ على قامة عليا من قامات العصر، بشهادة كل العلماء المعتبرين في هذا العصر، وهو الإمام العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني؛ متهما إياه بأنه يصحح ويضعف في الأحاديث حسب هواه ، لنصرة الشيعة والتشيع ..!!
★.. "صابر" هذا الذي لا تعرف له هوية منهجية، ولا سابقة علمية أو دعوية، اختار أيضا طريقا مختصرا للوصول إلى " النجومية " بهجوم سافل ساقط على ما أسماه (الاتجاهات السلفية) .. داعيا بجهالته إلى مناقشة هذا ومناظرة ذاك من طلاب العلم الذين اضطر بعضهم متنازلا للرد على جهالالته حتى لاينخدع بها مزيد من العوام السذج ، ومع ذلك يرفع ذاك الرويبضة يد نفسه بنفسه في كل مرة معلنا انتصاره على خصومه ومنتقديه ومناظريه، بعد بعض التلاعب بالألفاظ والعبث بالحقائق ..
★.. ظاهرة التعالم العبثية التي تصدر لها صابر مشهور ؛ اشتهرت فجأة وستختفي فجأة كما ظهرت بانكشاف جهله عند من يجهل جهله، فهو قد تولى إسقاط نفسه بنفسه في الميدان الذي أقحم نفسه فيه ، لذلك لا ينبعي الانزعاج طويلا من تماديه في التعملق باسم البحث والتعمق ..
أما الأخطر في شأنه فهو ما راء ومن وراء ظاهرته الشاذة الطارئة، ذلك أن هناك من يستغل تهوره وغروره ،ليشتغل به في توجه علماني جديد، يريد دمغ كل أصحاب المناهج السوية ذات الوجهة السلفية بأنهم عملاء لدولة الاحتلال الإيرانية الشيعية، لتلويثهم والتنفير منهم ..
★.. يتعمد هذا الغر المغرور أن يربط بين كلمتي السلفية والمشاريع الشيعية الرافضية..!!
وهذا الطرح الأحول للأمور من صابر مشهور ومن وراءه ؛ لا يدل فقط على جهل فاضح بواقع الدعوة الإسلامية، بل يشير إلى سقوط واضح وسطحية في فهم الأبعاد السياسية، التي يدعي هو التميز فيها وفي فهمها..
★.. لا أدعو إلى إعطاء ظاهرة صابر الفقاعية الحالية أكثر مما تستحق، بالرغم من حساباته المليونية، ولكن أنبه إلى خطورة ما وراءها من توجه جديد نحو تشويه الرموز والتوجهات والكيانات العلمية السلفية.. بعد طول التنكيل والخوض العلماني الحقود فيما يخص التوجهات الإخوانية ..
غالب ظني أن موجة التشهير التي تصدر لها ذاك المشهور، لا يدرك هو أبعاد خطرها وعاقبة أمرها .. لكن ذلك لا يعني أنه في جهله وتعالمه معافى معذور ..
فاللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بكَ من أن نزلَّ أو نضلَّ أو نظلمَ أو نظلمَ أو نجهلَ أو يجهلَ عَلينا.. ونعوذ من من الضلال بعد الهدى، ومن الحور بعد الكور..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق