إنها معركة الإسلام.. لا معركة القسام!
أيها المجاهدون في كل مكان..
يا أحرار الإسلام وأبطاله..
لا يخفى عليكم ما يجري لغزة هاشم من حصار صهيوني أمريكي استعدادا لشن الهجوم عليها وتهجير أهلها، وإن أمتكم أحوج ما تكون إليكم اليوم، وهي تستعد لمواجهة حرب صليبية جديدة على أرض الإسلام -التي لم تجف دماء شعوبها منذ سقوط الخلافة حتى اليوم- وما غزوهم أفغانستان واحتلالها سنة ٢٠٠١م ثم العراق ٢٠٠٣ ثم سوريا ٢٠١٤ إلا جزء من هذه الحملات، وأن المستهدف في هذه الحرب -كما كل حروب الحملات الصليبية- ليست غزة ولا فصائلها ولا أهلها بل الإسلام والأمة وبلدانها كلها!
وأن الأمة وشعوبها هي من تتحمل بالنهاية أعباء حروبها وتدفع ثمنها من دمائها وأموالها وسيادتها على أرضها حتى قُتل وهُجر منها الملايين كما جرى في العراق وأفغانستان وسوريا، وكما يجري اليوم في فلسطين؛ لتظل الأمة وشعوبها تحت نفوذ الحملة الصليبية الصهيونية مع أن الشعار المرفوع في كل هذه الحروب هو مكافحة الإرهاب والتطرف وهذا الفصيل أو ذاك بينما المستهدف هو استعادة احتلال المنطقة وإخضاع دولها وشعوبها بالغزو العسكري!
ويدرك العدو بأنه لا يستطيع شن هذه الحرب على الأمة إلا بتفريق صفها والاستفراد ببعضها وجعلها شيعا وأحزابا، كما فعل ذلك من قبل، وإن أخطر ما يحدث هو الانجرار خلف شعارات العدو نفسها سواء مما يروجها انحيازا إليه كفرا ونفاقا، أو يروجها افتخارا واغترارا دون إدراك لخطورة تحويل المعركة عن وجهها الحقيقي -وهي أنها معركة إسلام وكفر بين الأمة وعدوها التاريخي- إلى الوجهة التي يريدها العدو، وأنها حرب على هذا الفصيل أو ذاك، وأن يقع المجاهدون أنفسهم في الفخ الذي نصبه لهم العدو؛ ليصبح شعار المعركة المقاومة والقسام، وليس الأمة والإسلام!
وإن أحوج ما يحتاجه المسلمون لخوض المعركة اليوم -وأهم أسباب النصر فيها-:
هو استعادة مفهوم الأمة الواحدة، وتراجع كل الشعارات القومية والوطنية والحزبية؛ فالمعركة أكبر من القومية العربية، والوطنية الفلسطينية، فضلا عن الحزبية والفصائلية، فقد جمع العدو لها معسكر الصليب على اختلاف قومياته وبلدانه من أقصى الغرب إلى أقصاه، ولا يواجه إلا بمعسكر الإسلام والأمة بكل قومياتها وشعوبها.
أيها المجاهدون في أرض فلسطين وعلى تخومها وكل من يستطيع اختراق حدود العدو والمشاركة فيها نصرة لأهل غزة:
الله الله أن يؤتى الإسلام من قبلكم واجعلوا جهادكم لله وفي سبيله وحده لا شريك له،
فمن كان يجاهد في سبيل الله والمستضعفين من المؤمنين؛ فأجره على الله، ومن كان يجاهد حمية لفصيله أو وطنه؛ فليأخذ أجره منه، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له يبتغى به وجهه جل جلاله؛ كما قال تعالى: ﴿فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾، وفي الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك به معي غيري تركته وشركه) وقد سئل النبي ﷺ عن الرجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وهو أوجب ما يجب على كل مجاهد بنفسه أو ماله أو قلمه استحضاره، فلا يحبط عمله بحمية جاهلية وطنية أو قومية أو حزبية أو فصائلية، فإن الجهاد في سبيل الله أسمى من أن يتخذ ذريعة للاستثمار السياسي أو الحزبي بينما الدماء التي تسيل هي دماء الأمة وشعوبها، والمدن التي تدك في هذه الحروب مدنها وبلدانها وأوطانها!
وتذكروا بيعتكم لله، وأبشروا بوعده ونصره
﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم﴾ [التوبة: ١١١]
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق