الأصنام الفكرية
في ظل مجتمع قريش سيد مكة ومركز تجارة العرب وإيلافها ومنبع الفصاحة والبلاغة والذي إذا أحدث أمراً أصبح الأمر سنةً لدى العرب، هذا المجتمع الذي بلغ أنفه السحاب ولم يعد يرى غير السماء أرضاً، اعتاد التطير وعبادة الأصنام واستحل الربا والاتجار بالبغي وأكل مال اليتيم، على عكس ما اكتسب من مواريث المروءة والكرم ونجدة الملهوف وحفظ الجوار ومكارم الأخلاق، تناقضات يعجز المدقق عن التدقيق فيها غير أن حسنها حسن وقبيحها قبيح.
وهم كذلك على ما اعتادوا عليه؛ لم يطب لرجلٍ من أوسطهم نسباً أن يألف مسلكهم ولا أن يحذو حذوهم، غير أنه إن شارك أصلح، و إن تحدث صدق، و إن اؤتمن أدى الأمانة، وفوق ذلك آثر الاعتزال في غار حراء يتفكر في خلق السماوات والأرض حتى أتاه الوحيُ فنُبِّئ باقرأ وأُرسل بالمدثر.
في صباح يوم اعتلى جبل أبي قبيس ونادى في قريش، ونادى أحدهم للآخر قائلاً: (هلمّ بنا لمحمد الصادق الأمين يريد أن يحدثنا) فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رسول من الله وأنه نذيرٌ لهم بين يدي عذاب شديد وأنه يدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله.
بعد أن ابتدأ بـ: (هل علمتم علي كذباً قط؟ فقالوا معاذ الله لم نعهد عليك كذباً قط)...
ماهي إلا لحظات من كلامه فإذا بهم يتقلبون بين مكذبٍ ومستهزئ وشامتٍ وساخرٍ، وامتهن البعض منهم مهنة التكذيب والاستهزاء والسخرية مجنداً لذلك أمواله ومكانته بمجتمعه تاركاً مهنته وتجارته، متناسياً أن عدوه اليوم كان صادق الأمس.
فأدرك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أنها أصنام العقول المتحجرة والقلوب القاسية التي استكثرت حتى أن تخلي بينه وبين الناس، فاستعان بالله متخذاً من الله عز وجل خليلاً وجابراً لكسره وضعفه، فاستعان بذلك على تكسير أصنام الاعتقاد والنفوس التي أبت إلا العناد والكبر إلى أن أذن الله له بالهجرة...
وهم كذلك على ما اعتادوا عليه؛ لم يطب لرجلٍ من أوسطهم نسباً أن يألف مسلكهم ولا أن يحذو حذوهم، غير أنه إن شارك أصلح، و إن تحدث صدق، و إن اؤتمن أدى الأمانة، وفوق ذلك آثر الاعتزال في غار حراء يتفكر في خلق السماوات والأرض حتى أتاه الوحيُ فنُبِّئ باقرأ وأُرسل بالمدثر.
في صباح يوم اعتلى جبل أبي قبيس ونادى في قريش، ونادى أحدهم للآخر قائلاً: (هلمّ بنا لمحمد الصادق الأمين يريد أن يحدثنا) فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رسول من الله وأنه نذيرٌ لهم بين يدي عذاب شديد وأنه يدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله.
بعد أن ابتدأ بـ: (هل علمتم علي كذباً قط؟ فقالوا معاذ الله لم نعهد عليك كذباً قط)...
ماهي إلا لحظات من كلامه فإذا بهم يتقلبون بين مكذبٍ ومستهزئ وشامتٍ وساخرٍ، وامتهن البعض منهم مهنة التكذيب والاستهزاء والسخرية مجنداً لذلك أمواله ومكانته بمجتمعه تاركاً مهنته وتجارته، متناسياً أن عدوه اليوم كان صادق الأمس.
فأدرك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أنها أصنام العقول المتحجرة والقلوب القاسية التي استكثرت حتى أن تخلي بينه وبين الناس، فاستعان بالله متخذاً من الله عز وجل خليلاً وجابراً لكسره وضعفه، فاستعان بذلك على تكسير أصنام الاعتقاد والنفوس التي أبت إلا العناد والكبر إلى أن أذن الله له بالهجرة...
وهنالك على رغم النصرة والوطن والاستقرار كانت أصنام النفاق والشقاق من جانب، ومؤامرات اليهود ومكائدهم وخياناتهم من جانب آخر؛ ناهيك عن معاداة قريش التي استمرت حتى بعد الهجرة، ومع ذلك لم يستسلم فدعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة آخذاً الناس على ما تطيق عقولهم، وما تتآلف به قلوبهم، راحماً بهم، ومستغفراً لهم، وصابراً عليهم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - مؤمناً بأن النصرة لله وليس بحكمٍ للمدينة ولا سيطرة على مكة ولا ملكاً لرقاب العرب، حتى اقترب أجله فقال: (بلغوا عني ولو آية).
أعتقد أن الله قد أوجدنا في زمانٍ كثرت فيه الأصنام الفكرية من الشذوذ والمثلية والتفكك الأسري وما يسمى بعلوم الطاقة والحركة النسوية وبقية حركات العصر الجديد...
أعتقد أن الله قد أوجدنا في زمانٍ كثرت فيه الأصنام الفكرية من الشذوذ والمثلية والتفكك الأسري وما يسمى بعلوم الطاقة والحركة النسوية وبقية حركات العصر الجديد...
والفقر والجشع و سيطرة التافهين على عقول الناس وقلوبهم والجهل والترف وحب الذات والفساد الأخلاقي، فهل نواجهه بالحسنى؟ مقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم، لمواجهة أصنام الفكر والمعتقد؟ مبلغين عنه ولو آية؟
حيث يرعى كلٌ منا أمر الله أينما وضعه... أكان ذاك في عملٍ أو بيعٍ وشراءٍ أو تعليمٍ أو تربية، أم ترانا نعجز و نستسلم لتلك الأفكار التي وصلنا غبارها فيكاد يدفننا ترابها ويقول الفرد منا كيف لفرد أن يصنع النتيجة؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق