الجمعة، 8 مارس 2024

لماذا يجب على الدول العربية والإسلامية مواجهة الغرب لوقف الحرب في غزة؟

 لماذا يجب على الدول العربية والإسلامية مواجهة الغرب لوقف الحرب في غزة؟

يأتي وقت لم تعد فيه الدول الإسلامية متفرجين. عليهم أن يتصرفوا

ديفيد هيرست
ترجمة عربي بوست

أشعلت المذبحة القائمة دون معوّقات في غزة نيران الغضب والامتهان في صدر كل عربي ومسلم.

وإذا كان عدد الشهود على نكبة 1948 قليلاً وتفصلهم مسافات بعيدة، سنجد اليوم أننا أمام جيل كامل يعرف شكل الإبادة الجماعية ويشعر بها أثناء حدوثها.

حيث دفع العدوان الإسرائيلي بفلسطين لتصبح القضية الأخلاقية الأولى في العالم على غرار نهاية الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، أو حملة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، أو إلغاء العبودية في القرن الـ19.

لكن وبعد مضي ستة أشهر، لم يؤد تدمير غزة حتى الآن إلى أي تغيير ولو بسيط في سلوك الأنظمة الأقرب إليها.

إذ تتصرف تلك الأنظمة وكأن شيئاً لم يتغير. وتستمر السلطة الفلسطينية في التعاون مع إسرائيل كل ليلة، لتضع بذلك ميلها للشقاق الحزبي فوق المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني. وتواصل مصر السماح لإسرائيل بأن تملي شروطها حيال كم المساعدات التي تدخل من معبر رفح. في ما يُسقِط الأردن كميات رمزية من المساعدات فوق غزة، لكن بعد الحصول على إذنٍ من إسرائيل فقط.

واستمعنا إلى الكثير من التهديدات، لكن الواقع يقول إن الدول التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل ليست مستعدةً لسحب اعترافها بتلك الدولة.

"الجميع يتحمل المسؤولية"

في مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضي، اتفق وزير الخارجية المصري سامح شكري في الرأي مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني على أن حماس تجاوزت الحدود، وذلك بسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل. بينما تعرّض أكثر من 28,858 ضحية للقتل في غزة حتى ذلك التوقيت.

وبعد مضي أسبوعين، اجتمع ثلاثة من الساسة المخضرمين على خشبة المسرح في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وذلك للإدلاء بتصريحات إدانة تقليدية للحرب التي لا ينوون السماح لحماس أو غزة بالفوز فيها.

ففي تصريحه بعد يومٍ من المذبحة التي شهدت إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الحشود حول قافلة مساعدات في شارع الرشيد بغزة، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي متبجّحاً: "إن السلطة الشرعية الوحيدة التي ستعمل وستواصل العمل في غزة هي السلطة الفلسطينية".

وجاء هذا في وقت لا تحظى خلاله السلطة الفلسطينية بشعبيةٍ كبيرة على أرضها في الضفة الغربية المحتلة، وتواجه صعوبةً في تأكيد شرعيتها داخل نابلس أو جنين أو حتى رام الله.

بينما شعر وكيل وزارة الخارجية البحرينية عبد الله بن أحمد آل خليفة بالغضب عند سؤاله عما إذا كانت البحرين ترى أن الأوضاع طبيعية. لكنه مضى ليقول إن "تحقيق السلام لن يأتي من خلال العزلة أو التشدد أو الاعتداء، بل من خلال التواصل والحوار والسبل السلمية"، وهي إجابة تحمل المعنى نفسه.

ويكفي أن حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، كان صريحاً عندما قال: "المجتمع الدولي بأكمله يعد شريكاً في هذا الفشل الذي يتحمل الجميع مسؤوليته".

في ما اختارت دولة واحدة فقط الحديث بكلمات واضحة في منتدى أنطاليا، لكن تلك الدولة تبعد عن غزة مسافة 6,500 كيلومتر.

إذ تخلّت جنوب إفريقيا عن حذرها. وأبدت استعدادها للمخاطرة بالتعرض لعقوبات أمريكية من أجل اتخاذ موقف أخلاقي تجاه فلسطين -حيث يجري حالياً عرض قانونين لمعاقبتها أمام مجلس النواب في الوقت الراهن.

وقالت ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية في بريتوريا: "نحن شعوب غير متجانسة في الجنوب العالمي. لكننا نتشارك في شيء واحد وهو تعرضنا التاريخي للقمع والاستعمار. هذا هو ما يوحدنا في دعم كفاح فلسطين".

وقد سافرت ناليدي إلى واشنطن الأسبوع الجاري من أجل الضغط ضد فرض عقوبات ستكون "كارثيةً" على بلادها. لكن جنوب أفريقيا وحيدة للغاية في هذا الطريق.

حيث قال فيصل دوجي، المدير الإعلامي السابق لحكومة جنوب أفريقيا، وهو يذكر الضغط الذي تعرضت له جنوب أفريقيا لسحب القضية قبل صدور الحكم الأوّلي: "لقد ذهبنا إلى محكمة العدل الدولية ونظرنا حولنا، فلم نجد أحداً خلفنا".

ثم أردف: "ما يحدث في الأراضي المحتلة أسوأ بعشرة أضعاف من الفصل العنصري الذي تعرضنا له في جنوب أفريقيا، والغرب متواطئ في الفصل العنصري وفي الإبادة الجماعية".

لكن تركيا، مُضيفة ذلك المؤتمر في أنطاليا، لم تكن بمعزل عن الانتقاد أيضاً.

ما الذي تفعله تركيا؟

حبس شعب غزة أنفاسه في مناسبتين خلال تاريخ تركيا الحديث. جاءت المناسبة الأولى في الـ15 من يوليو/تموز عام 2016، وهي ليلة الانقلاب الفاشل لغولن، أما الثانية فكانت في سنة إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان.

فما الذي تفعله تركيا اليوم وغزة تحت رحمة قوةٍ غازيةٍ شرسة لا تفرق بين مقاتل ومدني، وتهاجم الحشود حول قوافل المساعدات بشكلٍ متكرر؟

بنت تركيا سياساتها الخارجية تجاه الحرب منذ البداية على افتراضين، لكن تبيّن أنهما موضع شك بعد مضي ستة أشهر. حيث نصت تلك السياسة الخارجية على أن أنقرة يجب أن تكون جزءاً من الإجماع العربي الإقليمي -وهو أمر لا وجود له كما اتضح لنا بصورةٍ مؤلمة. 

وقالت إن تركيا ستكون دولةً ضامنةً لحل الدولتين: لا يوجد حل دولتين يمكن أن يكون الزعيم الإسرائيلي الحالي مستعداً لقبوله، ولم يُولَد بعد أي سياسي إسرائيلي مستعد للأمر بإخلاء أكثر من 750 ألف مستوطن مدجج بالسلاح في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ومرتفعات الجولان. 

تتجاهل قطر لعب دور الوسيط مع الجناح السياسي لحماس في الدوحة، وتركيا التي لديها اتصالات مع حماس وقريبة منها لم تشارك في هذا العبء. 

لكي تؤخذ على محمل الجد كضامن، يجب أن تكون ظاهراً، والكثير مما فعلته تركيا كان وراء الكواليس.

وعلى المنوال نفسه، سعت أنقرة بقوة إلى توحيد فتح وحماس، وقد بدأ هذا الجهد يحقق النجاح. وقد أدلى جبريل الرجوب، الأمين العام لفتح، بتصريحات تصالحية إزاء حماس، لكن المحادثات توقفت عندما قتلت إسرائيل أوثق اتصال له في حماس، صالح العاروري، الذي كان يشاركه في نفس الزنزانة ذات يوم. 

وقد شجع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الدول العربية على اتخاذ موقف ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وقد نجح هذا إلى حد ما.

وبعد ازدراء حماس، اتخذت المملكة السعودية موقفاً أكثر عدوانية بشأن حل الدولتين، وتجاهل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارته الأخيرة.

وقال أحد المسؤولين: "لقد أظهرنا لهم أن بإمكانك الصراخ في وجه أمريكا، لأننا فعلنا ذلك دائماً. لقد فوجئوا".

أنشأت تركيا مجموعة الاتصال الخاصة بغزة لإقناع الدول الغربية التي تعارض وقف إطلاق النار الفوري. وتضم المجموعة دولاً إسلامية مثل إندونيسيا ونيجيريا. وتدعي تركيا الفضل في الجمع بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لتقديم صوت إسلامي أوضح لبياناتهما.

هل نجح أي من هذا؟

الصبر الاستراتيجي بدأ ينفد

في 26 أكتوبر/تشرين الأول، صوَّتت 120 دولة لصالح قرار لوقف إطلاق النار بدعم من الأردن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مقابل تصويت 14 دولة وامتناع 45 عن التصويت. وشرع أردوغان وفيدان والوفد العربي الإسلامي في إقناع الدول التي لم تؤيد القرار. وبحلول ديسمبر/كانون الأول، أيدت 153 دولة وقف إطلاق النار، مقابل معارضة 10 دول وامتناع 23 دولة عن التصويت. 

وفي هذه الأثناء، سحبت تركيا سفيرها لدى إسرائيل لكنها تواصل التجارة معها، ولكن بالفواكه وليس بالأسلحة. 

لست متأكداً من أن لعب دور الرجل اللطيف مع إسرائيل أو الأنظمة العربية المحيطة بها سينجح. 

إن تحليل هؤلاء المستشارين المحيطين بأردوغان حول تعفن الدول العربية وتواطئها العميق مع إسرائيل يظل صحيحاً كما لم يحدث من قبل. 

إذا تمكنت تركيا من التصرف بشكل حاسم في ليبيا، وفي غضون ساعات معدودة، عندما أصبحت قوات خليفة حفتر على بعد 14 كيلومتراً من طرابلس، أو في أذربيجان، فمن الغريب أنها مترددة جداً في التحرك على عتبة بابها في غزة. 

صحيح أنه كان هناك فراغ في السلطة الدولية في كل من ليبيا وأذربيجان. وفي غزة لا يوجد مثل هذا الفراغ. لكن التاريخ يفضل الجرأة. وما يفعله التردد هو ترك الملعب مفتوحاً أمام إسرائيل والولايات المتحدة، وهما سبب المذبحة في غزة. 

لو كنت مكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فلسوف أميل إلى الاعتقاد بأنني قادر على الإفلات بسياستي القائمة على الحرب الأبدية، لأنه حتى الآن لم تظهر أي ضغوط دولية جدية لمنعه. 

قد يكون هذا على وشك أن يتغير. قال فيدان خلال اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة هذا الأسبوع إن صبر تركيا الاستراتيجي بدأ ينفد: "هناك توقعات كبيرة منا للتحرك الآن، حتى لو كان ذلك يعني القيام بذلك من جانب واحد". 

كسر الحصار المفروض على غزة 

لنكن واضحين حول ما يجب أن يحققه وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

قبل فترة طويلة من بدء المفاوضات بشأن الدولة الفلسطينية الأسطورية -وهي دولة لا يمكن أن تنشأ إلا في ظل حكومة إسرائيلية جديدة وإطاحة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يمثلان قوى الصدمة للتفوق اليهودي، وتلك ستكون أحداثاً كبيرةً في حد ذاتها بما يكفي- يجب أن يكسر وقف إطلاق النار الحصار المفروض على غزة.

إن الحصار ـ أي قدرة إسرائيل على حساب عدد السعرات الحرارية التي يخسرها كل فلسطيني في غزة يصل وصولاً إلى حد المجاعةـ هو ما يهم حقاً. إذا تركته كما هو فسوف تساوم إسرائيل على كل كيس طحين، وكل شيكارة أسمنت يمر عبر هذا الحصار. 

سيأتي وقت لا تستطيع فيه الدول الإسلامية أن تظل متفرجة. عليهم أن يتصرفوا. عليهم أن يواجهوا أمريكا وأوروبا. وعليهم أن يهدموا الحجة القائلة بأن دولة الفصل العنصري لها الحق في ارتكاب الإبادة الجماعية وأنها تفعل ذلك باسم الدفاع عن النفس.              

إن شعوري الداخلي هو أن لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي، وكلاهما في سنوات الانتخابات، في مزاج يسمح لهم بالتراجع. ولن يتطلب الأمر الكثير لإجبارهم على قبول قوات عسكرية أخرى على الأرض، تحت ستار عمليات حفظ السلام أو المساعدات. 

إن الولايات المتحدة منهكة في التعامل مع الشرق الأوسط بعد ثلاثة عقود من التدخل الفاشل. وتضاءلت قدرتها على ردع الحوثيين في البحر الأحمر، أو حزب الله في لبنان، أو الميليشيات العراقية بشكل كبير. 

لقد حان دور إسرائيل لتشعر باليد الباردة للازدواجية الغربية. لقد طال انتظار مثل هذه الصدمة، ولا يمكن توصيلها إلا من خلال أقرب حلفائها. 

عندها فقط قد تكون مستعدةً للتفاوض مع شعب بذلت كل ما في وسعها لسحقه. لقد طال انتظار ذلك. 

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Middle East Eye البريطاني.

 *****

يجب على الدول الإسلامية مواجهة الغرب لرفع حصارعن غزة

ترجمة الموقعMiddle East Eye

دون عوائق ذبح في غزة أشعلت فرن الغضب والإذلال في كل قلب عربي ومسلم. 

إذا شهود على ذلك النكبة عام 1948 قليلون ومتباعدون ، جيل كامل يعرف الآن كيف تبدو الإبادة الجماعية وتشعر بها في الوقت الحقيقي.

ال إسرائيلي هجمة متوقعة فلسطين في القضية الأخلاقية الأولى في العالم ، مثل نهاية الفصل العنصري في جنوب أفريقيا, حملة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة, أو إلغاء الرق في القرن التاسع عشر.

ولكن بعد مرور ستة أشهر ، لم يؤثر هدم غزة على سلوك الأنظمة الأقرب إليها.

يتصرفون كما لو كان العمل كالمعتاد. تواصل السلطة الفلسطينية ( PA ) التعاون مع إسرائيل كل ليلة ، مما يضع الفصائل فوق المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني. مصر تواصل السماح لإسرائيل بإملاء مقدار المساعدة التي تحصل عليها عبر معبر رفح. الأردن قطرات كميات رمزية من المساعدة فوق غزة ، ولكن فقط بعد أن طلبت إذن إسرائيل.

لقد تم تهديد الكثير ، ولكن في الواقع لم تكن أي من الدول التي تطبيع العلاقات مع إسرائيل مستعدة لسحب الاعتراف.

'مذنب كما اتهم'


في مؤتمر ميونيخ الأمني وزير الخارجية المصري سامح شكري الشهر الماضي متفق عليه مع تسيبي ليفني ، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق ، أن حماس كانت أبعد من الشحوب لأنها رفضت الاعتراف بإسرائيل. وبحلول ذلك الوقت ، قُتل ما لا يقل عن 28858 مدنياً في غزة.

بعد أسبوعين ، اقتحم ثلاثة خيول حرب على المسرح في منتدى أنطاليا الدبلوماسي لإصدار استنكار طقسي لحرب لم يكن لديهم نية للسماح لحماس أو غزة بالفوز.


اتبع التغطية الحية لعيون الشرق الأوسط للحرب الإسرائيلية الفلسطينية



يتحدث في اليوم التالي المجزرة التي وقعت متى إسرائيلي أطلقت القوات النار على الناس في قافلة مساعدات في شارع الرشيد بمدينة غزة ، وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "السلطة الشرعية الوحيدة التي ستعمل وستستمر في العمل في غزة هي السلطة الفلسطينية."

هذا عندما تكون السلطة الفلسطينية لا تحظى بشعبية في المنزل في الضفة الغربية المحتلة ، تجد صعوبة في تأكيد شرعيتها في نابلس أو جنين أو في هذا الشأن ، رام الله.

إذا كان الشهود على النكبة عام 1948 قليلون ومتباعدون ، فإن جيلًا كاملًا يعرف الآن كيف تبدو الإبادة الجماعية وتشعر بها في الوقت الفعلي







عبد الله بن أحمد آل خليفة ، وكيل وزارة الخارجية البحرينية ، شعر بالضيق عندما سئل عما إذا كان العمل كالمعتاد للبحرين. لكنه ذهب ليقول "إن تحقيق السلام لن يكون أبداً من خلال العزلة أو التطرف أو العدوان ، بل من خلال الاتصال والحوار والوسائل السلمية." مما يعني نفس الشيء.

على الأقل حسام زكي ، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية ، كان صادقاً: "لقد فشل جميع الدوليين. نعم نحن جميعا مذنبون كما اتهم."

دولة واحدة فقط موجودة في أنطاليا لم تفرط في كلماتها ، لكن هذا البلد على بعد 6500 كيلومتر.

لقد حذرت جنوب أفريقيا الريح. إنها على استعداد للمخاطرة بالعقوبات الأمريكية - هناك فاتورتين عقابيتين المضي قدما من خلال مجلس النواب في هذه اللحظة - لاتخاذ موقف أخلاقي بشأن فلسطين.

"نحن غير متجانسين في الجنوب العالمي. لكن الشيء الوحيد الذي نشاركه هو التجربة التاريخية للقمع والاستعمار. وقال ناليدي باندور وزير العلاقات الدولية في بريتوريا "هذا ما يوحدنا في دعم النضال من أجل فلسطين.

هذا الأسبوع ، تتواجد باندور في واشنطن للضغط ضد فرض العقوبات التي ستكون "كارثية" لبلدها. ولكن بالسماء ، تشعر بالوحدة.

"قال فيصل دوجي ، المدير الإعلامي السابق لحكومة جنوب أفريقيا: "ذهبنا إلى محكمة العدل الدولية ، ونظرنا حولنا ، ولم يكن هناك أحد خلفنا, وإذ يشير إلى الضغط الذي تعرضت له جنوب أفريقيا لسحب القضية قبل الحكم الأولي.

"وقال دوجي "ما يحدث في الأراضي المحتلة أسوأ بعشر مرات من الفصل العنصري الذي شهدناه في جنوب أفريقيا ، والغرب متواطئ في الفصل العنصري والإبادة الجماعية.

لكن لم يكن مضيفو هذا المؤتمر في أنطاليا بتركيا محصنين من الانتقادات.

ماذا تفعل تركيا?

حبس سكان غزة أنفاسهم في مناسبتين في التاريخ التركي الحديث - الأول كان في 15 يوليو 2016 ، ليلة العاشرe فشل انقلاب غوليني, والثاني رجب طيب إعادة انتخاب أردوغان العام الماضي.

الآن بعد أن أصبحت غزة تحت رحمة قوة غزاة شرسة ، قوة لا تميز بين المقاتلين والمدنيين وتهاجم بشكل متكرر الحشود التي تتجمع في قوافل المساعدات ، ما هو توركذ تفعل?

منذ البداية ، بنت تركيا سياستها الخارجية نحو الحرب افتراضان والتي تبين أنها مشكوك فيها بعد ستة أشهر. وقالت إن أنقرة يجب أن تكون جزءًا من الإجماع العربي الإقليمي - كما رأينا بشكل مؤلم ، لا يوجد.
وقالت إن تركيا ستكون كذلك أمة ضامنة لحل الدولتين: هناك لا حل الدولتين أن الزعيم الإسرائيلي الحالي على استعداد لقبول, ولم يولد أي سياسي إسرائيلي حتى الآن على استعداد لطلب إخلاء أكثر من 750.000 مستوطن مدججين بالسلاح في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ومرتفعات الجولان.

قطر يقوم بلصق لعب دور الوسيط مع الجناح السياسي لحركة حماس في الدوحة ، وتركيا ، التي لديها اتصالات مع حماس وهي قريبة بنفس القدر, لم تشارك هذا العبء.

لكي تؤخذ على محمل الجد كضامن ، يجب أن تكون مرئيًا ، وكان الكثير مما فعلته تركيا وراء الكواليس.

المسؤولون الأتراك لا يأخذون الانتقادات.

يعترفون بأن الكثير مما فعلوه علنا قد استرشد بالخوف من الوقوع في الفخ الذي وقعت فيه أنقرة بعد الانقلاب العسكري في مصر ، والتدخل الفاشل في ليبيا, عندما قاتلوا من أجل الربيع العربي في عزلة شبه كاملة.

اليوم ، لديهم رعب من كونهم الرأس الوحيد فوق الحاجز. تحتها ، يزعمون أنهم كانوا نشطين. يقولون أنهم غيروا السرد عن غزة ، مما جعلها حول حل الدولتين.

في هذا ، أرادت أنقرة أن تُظهر للعالم أن إسرائيل هي الدولة الواحدة ، التي يدعي حزبها الحاكم الليكود السيادة اليهودية من النهر إلى البحر.

وعلى نفس المنوال ، ضغطت أنقرة بقوة لتوحيد فتح وحماس ، وبدأ هذا الجهد في النجاح. أدلى جبريل الرجوب ، الأمين العام لفتح ، بتصريحات تصالحية لحماس ، لكن المحادثات توقفت عندما قتلت إسرائيل أقرب اتصال له في حماس, صالح العاروري, الذي شارك نفس الزنزانة ذات مرة.


شجع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الدول العربية على اتخاذ موقف ضد إسرائيل والولايات المتحدة ، وقد نجح ذلك إلى حد ما.

بعد أن سخرت من حماس ، اتخذت المملكة العربية السعودية موقفاً أكثر عدوانية بشأن حل الدولتين, وتجاهل ولي العهد محمد بن سلمان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارته الأخيرة.

"أظهرنا لهم أنه يمكنك الصراخ في أمريكا ، لأننا فعلنا ذلك دائمًا. وقال أحد المسؤولين "لقد فوجئوا.

خلقت تركيا مجموعة الاتصال بغزة لإقناع الدول الغربية التي عارضت وقف إطلاق النار الفوري. ضمت المجموعة دولًا إسلامية مثل إندونيسيا ونيجيريا. كما تدعي تركيا الفضل في الجمع بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ( منظمة المؤتمر الإسلامي ) معًا لإعطاء صوت مسلم أكثر حدة لتصريحاتهم.

هل نجح أي من هذا?
الصبر الاستراتيجي يرتدي النحافة

في 26 أكتوبر, صوتت 120 دولة من أجل قرار وقف إطلاق النار الذي دعمه الأردن في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 14 صوتًا وامتناع 45 عن التصويت. شرع أردوغان وفيدان والوفد العربي الإسلامي في إقناع الدول التي لم تؤيد القرار. بحلول ديسمبر 153 دولة دعم وقف إطلاق النار ، مع 10 ضد وامتناع 23 عن التصويت.


على الدول الإسلامية أن تهدم الحجة القائلة بأن دولة الفصل العنصري لها الحق في ارتكاب الإبادة الجماعية والقيام بذلك باسم الدفاع عن النفس

تركيا في غضون ذلك مسحوب سفيرها لإسرائيل ولكن تواصل التجارة معها ، على الرغم من أنها في الفواكه بدلاً من الأسلحة.

لست متأكدا من لعب الرجل اللطيف مع إسرائيل أو الأنظمة العربية التي تحيط بها تعمل.

إن تحليل هؤلاء المستشارين حول أردوغان حول فساد الدولة العربية وتواطؤها العميق مع إسرائيل صحيح كما لم يحدث من قبل.

إذا استطاعت تركيا التصرف بشكل حاسم وفي غضون ساعات في ليبيا عندما جاءت قوات خليفة حفتر على بعد 14 كم من طرابلس ، أو في أذربيجان ، يبدو من الغريب أنها مترددة في التصرف على عتبة بابها في غزة.

صحيح أنه في كل من ليبيا وأذربيجان ، كان هناك فراغ في القوة الدولية. في غزة لا يوجد. لكن التاريخ يفضل الجريء. وما يفعله التردد هو ترك الملعب مفتوحًا لإسرائيل و الولايات المتحدة, من هم سبب الذبح في غزة.

إذا كنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، فسوف أميل إلى الاعتقاد بأنني أستطيع أن أفلت من سياستي في الحرب الدائمة, لأنه حتى الآن لم يظهر أي ضغط دولي خطير لوقفه.

قد يكون هذا على وشك التغيير. فيدان قال اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي ( منظمة المؤتمر الإسلامي ) في جدة هذا الأسبوع كان صبر تركيا الاستراتيجي ضعيفًا: "هناك توقع ساحق منا للعمل الآن, حتى لو كان ذلك يعني القيام بذلك من جانب واحد."

كسر حصار غزة

لنكن واضحين ما يجب أن يحققه وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

قبل أن تبدأ المفاوضات بشأن دولة فلسطينية أسطورية - وهذا لا يمكن أن يحدث إلا في ظل حكومة إسرائيلية جديدة وإسقاط وزير الأمن القومي إتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش, جنود الصدمة من السيادة اليهودية ، والتي ستكون أحداثًا كبيرة بما يكفي في حد ذاتها - يجب أن يكسر وقف إطلاق النار حصار غزة.

إن الحصار - قدرة إسرائيل على حساب عدد السعرات الحرارية التي يصل إليها كل فلسطيني في غزة إلى حد المجاعة - هو ما يهم حقا. اتركها في مكانها وستساوم إسرائيل على كل كيس من الدقيق ، كل كيس من الأسمنت يمر.

يأتي وقت لم تعد فيه الدول الإسلامية متفرجين. عليهم أن يتصرفوا. عليهم مواجهة أمريكا وأوروبا. عليهم هدم الحجة القائلة بأن دولة الفصل العنصري لها الحق في ارتكاب الإبادة الجماعية والقيام بذلك باسم الدفاع عن النفس.

شعوري الغريزي هو أنه لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي ، سواء في سنوات الانتخابات ، في حالة مزاجية للتراجع. ولن يتطلب الأمر الكثير لإجبارهم على قبول القوات العسكرية الأخرى على الأرض ، تحت ستار عملية حفظ السلام أو المساعدة.

الولايات المتحدة منهكة مع الشرق الأوسط بعد ثلاثة عقود من التدخل الفاشل. قدرتها على ردع الحوثيين في البحر الأحمر وحزب الله في لبنان, أو ال عراقي تضاءلت الميليشيات بشكل كبير.

حان دور إسرائيل لتشعر باليد الباردة للازدواجية الغربية. هذه الصدمة طال انتظارها ، ولا يمكن تسليمها إلا من قبل أقرب حليف لها.

عندها فقط قد تكون مستعدة للتفاوض مع شعب قامت بكل شيء في مستودعاتها لسحقها. لقد تأخرت كثيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق