لماذا أنا مسلم؟
بقلم : الشيخ محمد الغزالي
أو إعمال فكر ثم مرت بى مع فترة المراهقة حالة شك اجتاحت كل ما أعرف وجعلتني أناقش في حرية أدنى إلى الجرأة مواريث الإيمان والفضيلة ٬ وتقاليد الحياة العامة والخاصة! ولا أدرى كم بقى هذا الشك؟
كان لابد أن ينتهي إلى نتيجة حاسمة على كل حال! لأن العاقل يستحيل أن يعيش طول عمره أو أغلبه شاكا تحيره الريب.
وقد خلصت من هذه الرحلة بأن الله حق واستبعدت وأنا مطمئن كل افتراض بأن العالم وجد من تلقاء نفسه أو وجد دون إشراف أعلى. ثم شرعت أنظر في الإسلام ٬ وأدرس علومه القريبة منى ووقعت في يدي كذلك كراسات صغيرة وزعها مبشرو النصرانية الذين نشطوا لأداء رسالته في بلادنا٬ أيام سطوة الاستعمار الغربي عليها.
والحق أقول إنني ضقت ذرعا بالكتب الإسلامية التي طالعتها صدر حياتي٬ لما شابها من لغو وتخليط وخرافة وكنت أسخر من بعض فصولها وأرفض الإذعان له وعلمت بعد أني كنت على حق في هذا التحدي٬ فقد كانت هذه الكتب في واد٬ والقرآن الكريم والسنة المطهرة في واد آخر.
أما الأوراق التي نشط المبشرون في توزيعها فقد تناولتها لأقرأها بدقة٬ وأنا أحسب أني سأخوض بحثا عقليا يحتاج إلى احتشاد وإلى استعداد ثم اكتشفت بسرعة أنه يجب أن أطرح عقلي جانبا إذا أردت المعنى مع هذه الطفولة الفكرية إلا أن حب الاستطلاع جعلني استقصى هذه النشرات جميعا! لماذا لا أكن مخطئًا ويكون غيري مصيبا؟
على أن هذا التساؤل قد تلاشى في هدوء بعد ما قارنت بين رسالة عيسى كما وصفه القرآن٬ وبين هذه الرسالة نفسها كما يصفها الأتباع المسحورون٬ فوجدت سياق القرآن أحكم، ووجدت ما عداه أبعد عن منطق العقل وعن أسلوبه الحاسم في النقد والتمحيص. لماذا كنت مسلما عن تقليد ٬ ثم أصبحت مسلما عن اقتناع.
اقتناع يقوم على البحث والموازنة والتأمل والمقارنة وكل يوم يمر لي يزيدني حبا للإسلام ٬ واحتراما لتعاليمه٬ وثقة في صلاحيته للعالمين وجدارته بالبقاء أبد الآبدين قبل أن أوجز الأسباب التي انتهت بي وبغيري إلى هذا المصير أحب أن أصارح بأمر ذي بال٬ هو أن إمداد هذا الإيمان جاءت من إدمان البصر في الكتاب والسنة مع إدمان البصر في الوقت نفسه إلى آفاق الكون والحياة.
أما طول المذاكرة في عشرات الكتب التي ألفت في عصور مختلفة فلم أعد منه بطائل بل خرجت منه وأنا بحاجة إلى ما ينظف ذهني كما يحتاج الجسم إلى حمام ساخن بعد دلكه من الغبار والأوساخ.
إن الإسلام ظلم ظلما فادحا في مئات الكتب التي انتشرت زمنا طويلا بين أيدي العامة. ما صوره تصويرًا سخيفا شأنها في المتون والشروح والحواشي التي اعتبرت وحدها مواد الدراسة في الجامع الأزهر.
وعندي أن فساد المجتمعات تحت وطأة الحكم الفردي والاستبداد السياسي هو الذي سجن العقول وحجر على الأفكار وقتل الكفايات الكبيرة وعاقها أن تؤدى واجبها في خدمة الدين٬ فبقى المجال أمام التافهين الصغار وذوى المواهب المحدودة. وهؤلاء حجاب كثيف دون الحقيقة..
بل هؤلاء عنصر خطير في إفساد الحقائق وإبرازها للناس وفق أهواء معينة ٬ أو تلوينها لتترك في النفوس آثارا خاصة والإنسان يسرح طرفه خلال الأجيال الأخيرة في الأمة الإسلامية الكبيرة فيروعه هذا الجهل الدامس الذي أطبق على جنباتها وهو ليس جهلا بسيطا غايته أن يغفل المرء عن معرفة الحق. بل هو جهل مركب جعل الأقوام يفهمون دينا ما ليس بدين.
ويحسبون تقوى ما لا يمت إلى التقوى بصلة.. وقد طمرت في هذه الجهالة الغليظة شعب الإيمان وشرائع الإسلام. ومن المحزن أن نلتمس مبادئ التربية والأخلاق في ديننا فتجدها مبعثرة بعثرة شائنة في كتب التصوف التي يتجاور فيها الجد والهزل والحق والباطل والرشد والجنون.
أما العبادات فقد ذابت السنن وسط آراء الفقهاء من أتباع المذاهب ومؤلفي المتون وذبلت نضارة التكاليف الشرعية في ركام من التصورات والاعتراضات المربكة ثم أغلق باب الاجتهاد في آفاق الفقه كلها. وبذلك توقف الفكر الإسلامي.
على حين تحركت الدنيا في كل ناحية وقد رفض لفيف من الأئمة الكبار أن ينطووا مع هذا الخمول السائد ولكن ما عساهم يفعلون في أمة التهم الاستبداد مقومات حياتها؟
إنه لولا بقاء القرآن الكريم الذي تأذن الله بحفظه ما بقيت للإسلام شارة ولكنا الآن ركبا يضرب في الحياة على غير هدى ويجهل: من أين أتى؟ وإلى أين المصير؟
ولئن كان هناك دعاة منفرون عن الإسلام. ومؤلفون يصدون عن سبيل الله وعوام يتعلقون بالقشور من دينهم ويذهلون عن صميمه. لقد بقى الإسلام برغم هذا كله نقيا في ينابيعه الأصيلة. سليم الجوهر. تكسوه بشاشة ورواء..
إن كل امرئ سلس الطبع صافي الفكر يطالع القرآن أو يتابع سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وقوله وفعله. يشعر بإيناس وألف٬ ويرى صورة نفسه، أو بتعبير أدق يرى أشواقها إلى الكمال والحق والفضيلة تتجاوب في هذا الكتاب الفريد، وفي هذه السنة النبيلة فهو يستريح إلى ما وعى استراحة العين إلى الخضرة والماء. ثم يقول في تسليم ويقين: `رضيت بالله ربا٬ وبالإسلام دينا ٬ وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا `!.
ولقد كنت أقرأ عبارات الإعظام والإجلال لله وما أكثرها في أصول الإسلام ثم أقارن بيت مدلولاتها الرحبة الشاملة وبين مشاهد الخلق وآيات الكون وأسرار العالم.؟ صورتها كشوف المعرفة الحديثة.
فأجد تطابقا يؤكد أن رب الكون ورب الإسلام واحد فأقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: `سبحان الله وبحمده٬ عدد خلقه٬ ورضا نفسه٬ وزنه عرشه٬ ومداد كلماته `.
ثم يزيدني احتراما للإسلام عرفاني أنه منهج النبوات كلها. وأنه الحقيقة التي انتقلت إلينا عبر القرون. وتضافر على إبلاغها هي هي آدم٬ ونوح وإبراهيم٬ وموسى٬ وعيسى٬ ومحمد.
فهو حقيقة علمية كالقوانين الكونية التي أجمع العلماء على احترامها. وإني إذ أتشبث بها أمضى النهج الراشد الذي سلكه من قبلي كل عبد صالح. ويجب ألا يحيد عنه عاقل ما بقيت الحياة والأحياء. وقد كان صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكدون استمساكهم بهذه الحقيقة القديمة الجديدة فيقولون: `أصبحنا على فطرة الإسلام. وكلمة الإخلاص. وعلى دين نبينا محمد. وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين`. الآن فلأذكر الأسباب التي تجعل المسلم مسلما؟ أحصاها رجل لم يتخرج في جامعة دينية. ولم يتلق علمه عن الشيوخ المتخصصين في الدراسات الإسلامية ولكنه استطاع أن يذكر الحقيقة كاملة في سطور. إنه مصري هاجر إلى الولايات المتحدة. فلم يتنصر ولم يتهود. ولم يلحد في دين الله كما يفعل الأغرار الذين تستهويهم المدنية الغربية ويحسبون أقصر طريق للاندماج فيها هو الانسلاخ عن الإسلام والاستحياء عن النسبة إليه. قال الدكتور أبو شادي مجيبا على سؤال: لماذا أنا مسلم؟:
1- الإسلام الذي أؤمن به عقيدة سهلة سمحة تتفق مع المنطق المعقول.. أساسها الإقرار بإله واحد. أبدع هذا الوجود ودبر أمره على سنن حكيمة قديمة مطردة. ولا يوجد وصف لله أقدس ولا أزكى مما حواه الإسلام. فإن تصوير العظمة الإلهية في هذا الدين جمع بين مفهوم الحقائق العلمية الثابتة وأهداف الفلسفات النفسية والتربوية.
2- يرفض الإسلام الشرك بالله في صوره كلها ويرد كل احتيال للبس التوحيد بغيره من أساليب التعلق بغير الله والإسلام قاطع في عد الشرك امتهانا للعقل٬ وسقوطًا بالإنسانية. والإنسان في نظر الإسلام سيد حر بين عناصر الطبيعة المختلفة فهر ليس رقيقا للكون ولا مسخرا للوجود٬ بل هو كائن مخير إلى حد بعيد ٬ ذو إرادة مستقلة وهو مسير من جهة أنه جزء من نظام الملكوت وقطرة في خضم العالم الكبير.
3- الإسلام مع الأديان السماوية التي سبقته بناء متكامل فهي وحدة تمشى تحت رايته إلى غايتها الصحيحة وتعاليم السيد المسيح وفي طليعتها السلام والرحمة لم تجد كالإسلام نصيرا لها ولا مدافعا عنها واليهود والنصارى الواعدون في بلاد الإسلام هم في نظره مسلمون جنسية وإن احتفظوا بعقائدهم ومع أن الإسلام يأبى إكراههم على الدخول فيه فهو يسوى بينهم وبين أتباعه في الحقوق والواجبات وفق قاعدة :`لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
4- الإسلام خصم للعدوان والفساد٬ وهو منذ نشأته ينادى بالحرية والعدالة ويتبرأ من الاستبداد والظلم.
5- الإسلام دين عالمي لا يمكن أن ينحصر في بيئة خاصة ولا أن يكون وفقا على جنس بعينه أو عصر بعينه إنه حقيقة إنسانية مطلقة تسع الأزمنة والأمكنة كلها.
6- للإسلام دستور مرن في شرائعه وآدابه هو القرآن الكريم وقيام القرآن على القواعد العامة للإيمان والأخلاق يترك المسلمين أحرارا في وضح القوانين الملائمة لأقطارهم وأزمانهم وفاقا للصالح العام والاجتهاد المقبول.
7- يعتبر الإسلام العلم ٬ هر المصباح المنير المرشد إلى تفسير آياته والدال على صدق رسالته ولذلك يحارب الجهل والغباء ويحتفي بالمعرفة والحكمة.
8- لا يقر الإسلام أية واسطة بين الإنسان وربه٬ فلا كهنوت في الإسلام بأية صورة من الصور٬ ويحترم الشخصية الإنسانية ويؤمن بإمكان ترقيها إذا استجابت لهداية الفطرة ونداء الإيمان.
9-خلق الإسلام من مذهبه في العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة وضعا سياسيا للحكم لم يبز في أى عصر كان ولا يزال مصدر النعمة الموفورة للشعوب التي أخذت به مخلصة٬ وما سقط هذا الحكم إلا يوم انفصل عن هذه التعاليم وخضع لهوى الأنفس.
10- إن الإسلام دين عملي كفيل بالنجاح المادي والروحي معا ٬ وقد تنزه تنزها تاما عن الخرافات والخزعبلات والغيبيات السخيفة والأوهام التي يخلقها الجهل أو التعصب الأعمى٬ كما تنزه عن التواكل والتسليم بالقدرية.
11- اعتبر الإسلام قداسة العلم أعظم من قداسة العبادة الشكلية٬ لأنه اعتبر العلم في ذاته عبادة ينكشف بها الحق ويقوم عليها الإيمان وتتلاشى في جوها الخرافات.
12- جاء `القرآن` الشريف بنبوءات شتى انطبقت على تطور البشرية وعلى اكتشافاتها ومخترعاتها مما لم يكن يحلم به أحد منذ أربعة عشر قرنا٬ ولو أن القرآن نزل اليوم ما تغير!! فيه حرف واحد لأن صلاحيته للعصور كلها لم تمس.
13- جاء` الإنجيل` بتنبؤات عن رسالة محمد صلوات الله عليه كما جاء قبله `التوراة` بذلك مما لا يحتمل أى تأويل آخر وإن جادل علماء الديانتين في المعنى بهما.
14- أصول الإسلام نابعة من العقل والفطرة ٬ وبهذا فتح صدره لتقبل جميع الأنظمة المتمشية مع مبادئه الأدبية الرفيعة والكفيلة بسعادة البشرية أينما كانت ٬ وهكذا ساند جميع الحضارات السامية ورعاها ٬ فاستظلت بجناحه واستوعبتها فلسفته٬ فامتدت وترعرعت وأسهمت في إسعاد المسلمين ٬ بل في إسعاد البشرية عامة
15- لا يحتمل الإسلام الرجعية مطلقا٬ وإنما شعاره دائما الرقى والتقدم ٬ فكل حجر على الحرية أو النهوض مناف له٬ هو بمثابة الكفر به. وكل إنسان يحترم حقوقه وفي مقدمتها حرية الفكر والقول لابد أن يناصر الإسلام ولو لم يكن من أتباعه.
16- يعتبر الإنسان نفسه هو المسئول عن خلاصه بالعمل الطيب٬ فلا وساطة ولا شفاعة ولا فداء ينجيه إذا لم تنجه أعماله هو٬ وما ورد غير ذلك في أي دين فإن الإسلام ينكره. 17- يستطيع المسلم أن يكون موسويا أو عيسويا أو محمديا في آن واحد لأن هذه روح الإسلام وعالميته، وكذلك كان الإسلام ولا يزال أهلا لقيادة العالم قيادة ديمقراطية صحيحة مشربة بروح المحبة والسلام. قال الدكتور أبو شادي لهذه الأسباب الوجيهة ولأسباب متفرعة عليها آثرت أن أبقى مسلما واعتززت بإسلامي٬ تاركا التوسع في التفسير والتطبيق العملي لمن يخصهم ذلك ويعينهم من الشيوخ الواعين والمثقفين المتفرغين لهذا العمل الحميد ولا يسعنا في ختام هذا الحديث إلا أن نقتبس هذه التحية من توماس كارليل وقد وجهها إلى نبي الإسلام `إلى البطل في صورة نبي` فهي أبلغ في دلالتها من أي شعر نزجيه.
قال كارليل: `العقيدة المحمدية بيت العرب أوضح مثل للظاهرة الثانية من ظواهر تكريم الأبطال حيث لا ينظر إلى البطل كإله وإنما كملهم من الله كنبي.. فلنحاول ن نفهم ما كان محمد يعنيه بالدنيا أو بالأخرى كانت تعنيه الدنيا.. انه بالتأكيد لم يكن دجالا ولا محتالا واسع الدهاء ولا مزيفا.. والفروض القائلة بأنه كان كذلك ليست سوى نتاج سفه وإلحاد٬ فهي تكشف عن ألوان من الشلل الروحي تدعو للآسي.. أفي قوى مدع زائف على إيجاد دين ؟..
إن الزائف لا يستطيع أن ينشئ شيئا و لو كان هذا الشيء بيتا من طوب! من كان ميرابو ولا بيريز ولا كرومويل ٬ ولا أي مخلوق ليستطيع أن يفعل أمرا ما لم يكن قبل كل شيء صادق الإيمان به.. فان الإخلاص وصدق الإيمان هما أعظم ما يميز جميع أولئك الذين يأتون عملا من أعمال البطولة `وقال أيضا: `الإسلام يرمى بطريقته الخاصة إلى إنكار الذات وقمع النفس`.
وهذه هي أسمى حكمة كشفتها السماء لعالمنا الأرضي وأنى لأجد في محمد وفي قرآنه الصدق والإخلاص والتحرر الكامل من الزيغ والضلال قبل كل شيء، وقد ظل دينه طيلة هذه القرون الاثنى عشر مرشدا لخمس الجنس البشرى وظل قبل كل شيء موضع إيمان قلبي عميق..
لقد كان العرب شعبا ضيق الأفق، فبعث إليهم نبي بطل٬ فلم ينقض قرن حتى كان العرب قد وصلوا إلى غرناطة من ناحية وإلى دلهى من ناحية أخرى `..هذا هو الدين الذي أحببته ودعوت غيري إلى محبته. هذا هو الإسلام كما يجب أن يعرف ٬ أي من مصادره الأولى. لا من أفواه الجاهلين به أو الحاقدين عليه. الختام الإسلام ليس دينا غامضا حتى يحتاج في فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكد الفكر إن آيته الأولى: هي البساطة! وميزته التي سال بها في الآفاق: هذه السهولة البادية في عقائده٬ وشعائره وسائر تعاليمه.
وأشد الإساءات إلى الإسلام أن تسلك به متاهات الفلسفة٬ وأن تدور به مع حيرة العقل الإنساني في البحث عن الحق، بعيدا عن هدايات الله٬ وسنن المصطفين الأخيار من عباده!!
كما أن من أشد الإساءات٬ أن يتسلط على هذا الدين أقوام لهم عاطفة٬ وليس لهم ذكاء٬ أو لهم ذكاء٬ ولكن الهوى يميل بهم عن الصراط المستقيم وقد بذلت جهدي منذ انتصبت الدعوة إلى الله٬ أن أنفي عن الإسلام تحريف الغالين فيه٬ وأوهام الجافين عنه٬ وأن أعرضه كما أوحته العناية العليا نقيا مصفي. فإن الإسلام لم يصب في ميادين الحياة من شيء٬ مثلما أصيب من هذه الأثواب المزورة التي أظهر فيها٬ وتلك التشويهات الزرية التي ألصقت به. وفي النواحي الاجتماعية٬ والاقتصادية٬ والسياسية٬ نشرت كتبا شتى ٬ أظن أن فيها إبانة حسنة عن جوهر الإسلام٬ دون تزيد٬ أو تزويق٬ ودون نقص٬ أو تفريط.. والهدف الذي جاهدت لإدراكه٬ هو إنصاف الإسلام من أصدقائه٬ ومن أعدائه٬ على سواء..
إن كتلا ضخمة من الجماهير اعتنقت هذا الدين٬ وحملت رايته٬ وعرفت به. ومع ذلك ٬ فهي واهية العلاقة به. لو بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا ثم قيل له: هذه أمتك! ما عرف فيها رسالته ولا توسم كتابه وسنته!!
أفليس من الواجب كشف هذا البعد بين المسلمين وبين ما يعتنقون من دين؟
ثم هناك كتل ضخمة من الجماهير التي تنكر الإسلام وتطوى الجوانح على كرهه وحرب أهله عن جهل فاضح به وعن جشع يغرى بالافتيات أليس من الواجب إبراز هذه الحقيقة في إطار كبير ولفت الناس مؤمنهم وكافرهم إلى سرها وضرورة الانتهاء منها؟ إن عبء ذلك يقع علينا وحدنا٬ ولعلنا بهذا الكتاب وأمثاله نندفع خطوة إلى الغاية ”إن ربي على صراط مستقيم“.المنشودة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق