الأحد، 10 فبراير 2013

سيناريو الاغتيالات الورقة الأمريكية الأخيرة لتحويل مصر إلى دولة فاشلة رسالة من القلب لرجال المخابرات والأمن القومى الإخوان لم يلتزموا بالمعيار القرآنى فى المناصب: القوى الأمين مجدى أحمد حسين | حزب العمل المصري

سيناريو الاغتيالات الورقة الأمريكية الأخيرة لتحويل مصر إلى دولة فاشلة رسالة من القلب لرجال المخابرات والأمن القومى الإخوان لم يلتزموا بالمعيار القرآنى فى المناصب: القوى الأمين 
مجدى أحمد حسين 



magdyahmedhussein@gmail.com 

لا يزال تحالف أمريكا والصهيونية وجبهة الإنقاذ وأجنحة من أجهزة الأمن يواصل مخطط الفوضى لإفشال حكم الرئيس مرسى. ليس هذا دفاعا عن سياسات مرسى والإخوان التى غلبت عليها السلبية فى أغلب الملفات، كما أوضحنا فى مقالات سابقة. وللإنصاف فإن حكم مرسى القصير يتسم بنظافة اليد، ورغم الأهمية القصوى لذلك فإن نظافة اليد وحسن النوايا والوطنية لا تكفى لتشكيل سياسة أو وضع استراتيجية، لذلك حدد القرآن الكريم معادلة القوى الأمين لوصف القيادة الصالحة: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ) فالأمانة وحدها لا تكفى بدون قوة. 

والقوة هنا تعنى القدرات القيادية والرؤية الفكرية السديدة والكفاءة فى الإدارة والشجاعة فى اتخاذ القرار إلى آخر ذلك من الصفات. وقد تضاف إليها القوة البدنية، بمعنى الكفاءة الصحية وهذا أمر بديهى لأنه بدون حد أدنى من اللياقة البدنية والصحية لا يمكن ممارسة عمل قيادى رشيد. ولكن ما يهمنا هنا فى المقام الأول القوة بمعناها الفكرى والقيادى. ولقد أصبح لدينا يقين أنه لا توجد رؤية للنهضة والتنمية لدى الإخوان المسلمين، ولا خطة واضحة للاستقلال عن أمريكا والغرب، ولا سياسات اقتصادية واجتماعية واضحة. إلا مواصلة ما كان قائما فى العهد البائد. مع مواصلة العجز عن تطهير آلة الدولة إلا قليلا. ثم يشتكون من الدولة العميقة. ولا يحتمون بالشعب بعرض الحقائق، ولا يستدعون الشعب للمواجهة. وهو مناخ ممكن أن يدفع مزيد من الشرائح لحضن جبهة الإنقاذ.
إذن مرة أخرى، ليس دفاعا عن الإخوان ولكن دفاعا عن الشرعية ومنجزات الثورة والمصلحة العليا للوطن. الخطر الرئيسى على البلاد يأتى فى هذه اللحظة من سيناريو الفوضى الذى تتبناه جبهة الإنقاذ بمساندة أمريكا وأجنحة من أجهزة الأمن وبقايا الحزب الوطنى ومجموعات المنتفعين بالنظام السابق. فهناك سيناريو عبثى يتم تنفيذه فى البلاد منذ عامين أى منذ سقوط المخلوع، وهو تدمير كل ما تنجزه الثورة فى مجال إعادة بناء مؤسسات الدولة لتعود مصر تعمل كدولة اعتيادية ولكن وفقا للمنهج الديمقراطى فى الحكم. وكلما خطونا خطوة إلى الأمام قام هذا التحالف الأسود بإعادتنا إلى المربع رقم واحد. فبعد تأجيل الانتخابات لمدة عام، تم انتخاب مجلس الشعب ثم تم حله. تم انتخاب مجلس الشورى وهناك محاولات مستميتة لحله حتى الآن، وتم حل الجمعية التأسيسية الأولى رغم أنها تأسست وفقا لاستفتاء شعبى! وهناك محاولة مستميتة لحل الجمعية التأسيسية الثانية حتى الآن رغم أنها أنهت مهمتها وانحلت بالفعل!! أى هناك محاولة لإلغاء الدستور بعد الاستفتاء عليه. وكل هذه الخطوات هى إزالة لنتائج الاستفتاء الشعبى الأول فى مارس 2011. وهذا عبث ما بعده عبث، ولكن المؤامرة لا تنتهى، فيراد إلغاء مؤسسة الرئاسة المنتخبة، وكأننا كنا نلعب فى هذه الخطوة أيضا التى أخذت مننا عاما آخر. وهكذا يريدون إعادتنا ليوم 11 فبراير 2011، بلا أى لبس لأنهم يطالبون الجيش بالعودة لاستلام السلطة. وهذه ذروة العبث, ليس فى تضييع وقت الأمة وإصابة المجتمع كله بالدوار والترنح، بل أساسا فى الاستهزاء برأى وإرادة الشعب، فهذا الشعب الذى ذهب للانتخابات بعشرات الملايين فى 14 انتخاب على مدار عامين يقولون له: آسفين يا شعب. فوت علينا بكره. حنسلم الحكم لأولاد مبارك وطنطاوى. وقد كنا نتسلى بالصناديق، ونتدرب على التصويت الحر. ولكن أهلنا فى الغرب قالوا لنا أن الديمقراطية ليست انتخابات فحسب فلابد من ثقافة ديمقراطية وأنتم جهلاء وأميون كما قال فقهاء العلمانية خاصة فى الصعيد فخذوا أصواتكم وبلوها فى الترعة أو فى مجرى النهر الذى تكون من دموع إيزيس على أحوال مصر. فأنتم من شدة جهلكم أرسلتم إلى البرلمان من لم يشرع لزواج الشواذ جنسيا كما يفعل البرلمان الفرنسى الآن، وكما فعلت هولندا بالفعل وبلاد أوروبية أخرى, فهذه البلاد قضت على الأمية وتستطيع أن تتوغل فى مدارج التقدم الإنسانى. كذلك فقد انتخبتم أناسا لا يؤمنون بضرورة بناء معابد للبوذيين تحسبا لإيمان أى مصرى بالبوذية يوما ما، بل إنهم حتى يشككون فى الهولوكوست! أنتم جهلاء وأميون فى بحرى والصعيد لأن شيوخكم فى المساجد لا يتزوجون الرجال كما يفعل بعض رجال الدين فى أوروبا. ونساؤكم لا تتعرى بالقدر الكافى بل لا يظهرن إلا الوجه والكفين.
قد تسألنى ما هى الـ 14 انتخاب؟ هى استفتاء 19 مارس 2011 + 6 مرات مجلس الشعب بالإعادة + 4 مرات مجلس الشورى بالإعادة + 2 رئاسة جمهورية بالإعادة + استفتاء الدستور. ولكن جبهة الإنقاذ لا تعترف بأى تصويت من ذلك رغم أن عناصرها شاركت فيها، وفى لحظتها قال الجميع أن الانتخابات سليمة وصحيحة ونزيهة، مع بعض الملاحظات الشكلية وأحيانا بدون ملاحظات. وفى كل الأحوال لا يمكن مقارنة أى من هذه التصويتات بما كان يجرى فى عصر المخلوع.
ولا توجد عند جبهة الإنقاذ آمال كبيرة فى الانتخابات الوشيكة للبرلمان ولذلك فهى على طريقة مشجعى الفريق المهزوم تريد أن تفسد المباراة. ولكنها لا تريد إعادة المباراة بل تريد إلغاء الدورى وتسليم (الكأس) أى الحكم للعسكر أطول فترة ممكنة. ولا أدرى ماذا سيفعلوا فى التيار الإسلامى, هل سيقومون بإبادته؟! هم غير مشغولين بتخريب البلاد ولا بإحتمال أكيد أن التيار الإسلامى الذى إذا سرق حقه الديمقراطى لن يصمت وسيقاوم، وسنكون على أعتاب حرب أهلية بل كل مقدماتها قد بدأت بالفعل، ومن أهم ملامحها إضعاف الشرطة وتفكيكها. وإذا فكرت أمريكا وإسرائيل بهذا الشكل فهذا مفهوم. ولكن من المؤلم والمخزى أن يفكر قادة الإنقاذ بهذا الأسلوب المدمر, وهذا دليل أكيد على أنهم غير وطنيين فى أغلبهم, أما الباقون فهم أسرى لكراهية الإسلام حتى الموت, أو للتعطش المروع للسلطة. لا يمكن لوطنى مؤمن أن يسعى لتخريب البلاد حتى يصل للسلطة وهو لن يصل غالبا، وسيكون الحل أن يلتحق بشفيق فى دبى. إن استمرار العنف للأسبوع الثالث على التوالى فى شتى أنحاء مصر هو خطة مدبرة من الجناح المسلح لجبهة الإنقاذ، وهو نفس جناح نظام مبارك؛ البلطجة. وبالتالى فإن أى شريف لابد أن ينسحب علنا من جبهة الخراب هذه التى تبرر وتمول هذه الأعمال، ومن لا يعلم ذلك (أى أن عناصر من الجبهة تخطط وتمول التخريب والعنف) وهو فى قيادة جبهة الإنقاذ فهو أهبل ومضحوك عليه ولابد أن يستيقظ ويبتعد عن هذا المخطط المشبوه.
أكتب هذه السطور يوم الجمعة والأنباء تتوارد عن مهاجمة القصر الرئاسى بالمولوتوف والعديد من اقتحامات مبانى الحكومة فى المحافظات وقطع المترو وهى أعمال لا تحتاج لأعداد كبيرة. قدرها بيان للبلاك بلوك بـ 50 ألف (ولكنهم يستخدمون أقل من ذلك بكثير) ومعروف أن مصر بها ما لا يقل عن 300 ألف بلطجى!
القصة الحقيقية لأحداث بور سعيد:
ومن مصادرى الخاصة الشعبية والرسمية فى بور سعيد علمت معلومات مروعة عن أحداث بور سعيد. فقبل أن تنتهى إذاعة نبأ حكم بورسعيد تم فتح النيران بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة: آلى - جرينوف - متعدد - قناصة، من كل الجهات على بورسعيد من أسطح المنازل المجاورة (كنت مسجونا فى سجن بور سعيد وأعلم مدى التصاق العمارات السكنية بأسوار السجن حتى أنه يمكن للمساجين أن يتحدثوا مع السكان فى هذه العمارات)، وقد بدا أن هذه المجموعات من البلطجية مدربة جيدا على استخدام السلاح. والشهيد النقيب أحمد البلكى استشهد برصاص قناصة فى الرأس، وهو داخل أسوار السجن، وكان يعد للرد بقنابل مسيلة للدموع، لاحظوا الشرطة ترد بالمسيل للدموع على هجوم مسلح غزيز الطلقات، ولا تزال آثار ذلك موجودة على أسوار السجن. كذلك استشهد أمين شرطة برصاصة فى الفك. فقد كان المجرمون قناصة تضرب فى الوجه. وهذا هو السبب الحقيقى لثورة ضباط الشرطة على وزير الداخلية وهم محقون. والمرعب بعد كل ذلك أن أى بلطجى يضبط فى بورسعيد أو غيرها متلبسا تفرج عنه النيابة!! خوفا أو فسادا!! واستكمالا لأحداث بورسعيد فهذه المجموعات المجرمة ومن فوق أسطح المنازل واصلت ضرب النار خلال الجنازة وغيرها فى ذلك اليوم مما أودى بحياة 50 مواطنا بورسعيديا بينما كان الاحتجاج على حكم بإعدام 21 لا يزال أمامه محكمة النقض التى يمكن أن تلغيه أو تخففه!! ومن ناحية أخرى جرى قتال مسلح بالمعنى الحرفى للكلمة بمختلف الأسلحة لمدة 3 أيام لاقتحام قسم شرطة العرب. ما هذا الهزل؟ وما علاقة الشرطة ككل بحكم المحكمة؟ ولمصلحة من تفكيك جهاز الشرطة أو إضعافه؟ وما كل هذا القدر من القتل العشوائى؟
اليوم الجمعة 8 فبراير بدت المظاهرات السلمية المعارضة لمرسى محدودة. الناس الطبيعية بدأت تمل وتشعر بالقلق وعدم الارتياح لمستنقع الفوضى، لذلك فإن أعمال العنف تزيد وتيرتها مساء بأعداد قليلة كما ذكرنا. والشرطة مقيدة, والنيابة كما ذكرنا, وهذا يعنى أن أى 5 أشخاص يمكنهم أن يفعلوا أى شىء دون خوف من العواقب. وقد اعترف أحد البلطجية أن ممولى جبهة الإنقاذ قالوا لهم: إذا اتمسكت لا تتكلم ونحن سنتصرف. وثبت فعلا أنهم سيتصرفون!
الإنذار جاء من تونس:
وتونس تسبقنا دائما فى الخير والشر منذ بداية عهد الثورات، وجاء الإنذار من تونس: اغتيال قائد سياسى يسارى (بلعيد)، وفى هذا الإنذار شر مستطير. فاللجوء لسيناريو الاغتيالات يكون عادة الورقة الأخيرة فى يد الولايات المتحدة عندما تقرر أن تصل الفوضى إلى مداها، وتحويل بلد ما إلى دولة فاشلة.
والمقصود تكرار السيناريو اللبنانى لـ 14 آذار: أن تقوم أجهزة الموساد وعملاؤه فى لبنان باغتيال رموز التيار المعادى للمقاومة ثم اتهام المقاومة وسوريا بعمليات الاغتيال. هذا هو الذى بدأ يحدث فى تونس باغتيال بلعيد لتعميق الفتنة الكبرى بين الإسلاميين والعلمانيين. وهذا ما بدأت فضائيات الفتنة فى مصر تروج له، وتتنبأ حتى قبل اغتيال بلعيد بأن مصر ستشهد اغتيالات لجبهة الإنقاذ. بينما تمارس جبهة الإنقاذ عمليات العنف على مدار الساعة منذ أكثر من أسبوعين دون أى رد من الإسلاميين!!
ما الذى ستخسره أمريكا (وبالتأكيد إسرائيل أيضا) إذا تحولت مصر إلى دولة فاشلة يأكل بعضها بعضا وتتفتت وتنقسم. حتى حقيقة مصر كدولة مركزية لم تعد راسخة. وحكاية إعلان استقلال بورسعيد (وليس النوبة وحدها) واستقلال المحلة والسويس وخط القناة وسيناء ليس لعب أطفال، هو تمرير فكرة تمزيق مصر. وفى التاريخ القديم مزقت مصر لدويلات، وهى ليست محصنة دائما ضد هذا الخطر. والسودان تم تقسيمه وكذلك العراق والصومال ومالى وليبيا وسوريا تتعرض لدرجات من التقسيم والتفتيت.
وأمريكا بين هذين الخيارين على خلاف فى التقديرات داخل الإدارة الأمريكية: أن يتم تطويع حكم الإسلاميين فى مصر وتونس وليبيا تماما وأن يسمعوا كلام واشنطن فى الأمور الرئيسية بما فى ذلك حسن التعامل مع إسرائيل. أو تتم الإطاحة بهم والبحث عن الخيار العلمانى من جديد. ومرة أخرى تنقسم الرؤية الأمريكية تكتيكيا: هل نسقط الإخوان عن طريق الانتخابات أم عبر العنف والانقلاب العسكرى؟ وتكتيكات جبهة الإنقاذ تترنح بين هذين الخيارين الأمريكيين، وهم يعلمون رأى أمريكا من خلال السفيرة والبرادعى وعمرو موسى وغيرهم!
وهذا التحليل الأمريكى يقرب لكم الصورة:
قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إن عمل إدارة الرئيس باراك أوباما مع الرئيس محمد مرسى كأول رئيس منتخب ديمقراطيا لا يعنى دعمه أو تأييده له وللإخوان المسلمين فى السلطة، وأشارت إلى أن واشنطن لا تريد شيئا أكثر من سحق الإخوان فى انتخابات ثانية وربما تكون هذه رؤيتهم الإستراتيجية.
وتحدثت المجلة عن الأزمة الراهنة ورد الفعل الأمريكى عليها، وقالت إن الأزمة الأخيرة فى مصر والاشتباكات المستمرة فى محيط ميدان التحرير تثير إحساسا عاما بانهيار النظام العام، لافتة إلى أن هذا المظهر الأحدث من مظاهر الأزمة السياسية والمؤسسية المستمرة فى مصر له أسباب عديدة، تشمل القيادة الخرقاء الاستثنائية من جماعة الإخوان المسلمين ومحاولات الاستيلاء على السلطة. ورفض المعارضة للتحول السياسى مع عدم قدرتها على تقديم بديل مقنع، وإحباط الثوار وظهور الاحتجاجات العنيفة والفوضوية فى الشارع، والاستقطاب السياسى والاجتماعى الشديد الذى لا يستطيع أحد فيه أن يضبط نفسه والأزمة الاقتصادية والفراغ الأمنى الذى يبقى الجميع على الحافة.
ويبدو أن ما قاله وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى بأن الأزمة المستمرة قد تؤدى إلى انهيار الدولة وتهدد مستقبل الأجيال القادمة، هو تحليل رصين أكثر من تهديد بانقلاب.
وعن رد الفعل الأمريكى، تقول المجلة إن رد أمريكا حتى الآن كان على مستوى منخفض. فهناك بالتأكيد نوع من تعب الأزمة أى إحساس بأن الطبقة السياسية فى مصر قد شكت من قرب الانهيار مرات كثيرة من قبل. وبرغم ذلك، فإن البيت الأبيض والخارجية الأمريكية أدانا العنف فى الشارع ودعيا إلى حوار شامل لبناء التوافق. ومثلما كان الحال خلال الربيع العربى، رسم أوباما خطا عند استخدام العنف، لكن استمر بشكل صحيح فى الإصرار على أن حل الأزمة يجب أن يأتى من المصريين.
وبالنسبة لكثير من المصريين، وجزء كبير من المجتمع السياسى الأمريكى فى الولايات المتحدة، فإن هذا لا يكفى وينبغى على الولايات المتحدة أن تفعل أكثر من ذلك، وأن تفعله بجرأة.
وتتابع المجلة قائلة: يتفق معظم المحللين على ضرورة أن تفعل واشنطن المزيد لدعم الديمقراطية المصرية, وهذا صعب إلى حد ما لأن الإخوان فازوا فى انتخابات ديمقراطية حرة، والدفع لإسقاط الحكومة المنتخبة باسم الديمقراطية سيكون صعبا.
وتعتقد إدارة أوباما أنها تدعم الديمقراطية فى مصر ولديها مبرر جيد، ليس فقط دورها الذى لا يزال هناك خلاف عليه فى الثورة ومساعدتها فى خروج مبارك من السلطة. ففريق أوباما يستطيع أن يتحدث أيضا عن دوره فى دفع الجيش إلى الالتزام بنقل السلطة لحكومة منتحبة والوفاء بالالتزام بعدم ترجيح كفة أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية.
وتمضى الصحيفة قائلة بأن الإدارة الأمريكية التزمت بموقفها حتى عندما واجهت بالعاصفة من الدعوات المذعورة للتأجيل بسبب العنف والفوضى المؤسسية أو الاعتراف المذكور أو غير المذكور بالهزيمة الوشيكة. فعلى العكس من استسلام الرئيس السابق جورج بوش بعد فوز حماس فى فلسطين، فإن أوباما لم يتراجع عندما فاز الإسلاميون. فقد أظهرت إدارة أوباما قولا وفعلا التزاما لدعم الديمقراطية المصرية إلى أبعد من أى شىء أبديته أى إدارة أمريكية من قبل.
وهذا لا يعنى أن أوباما يريد الإخوان أن يفوزوا فى الانتخابات، حسبما تقول الصحيفة. فكان من الصعب فى السياسة الأمريكية أن يرى أوباما أى ميزة فى فوز الإسلاميين فى الانتخابات، كما أن أحدا فى واشنطن كان لديه أوهام بشأن الإخوان، أى يعتقد أنهم ممكن أن يكونوا ليبراليين أو يحبون إسرائيل والسوق الحرة. وقد عمل مع أوباما مع مرسى باعتباره أول رئيس مدنى منتخب ديمقراطيا، لكن هذا لا يعنى أنه يدعم أو يؤيد مرسى مثلما أن العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا تعنى أن أوباما يدعم ديفيد كاميرون.
بل ربما لا تريد إدارة أوباما شيئا أكثر من أن يتم سحق الإخوان فى انتخابات مفتوحة. بل ربما تكون تلك رؤيته الإستراتيجية. فما الذى يمكن أن يكون أفضل كتطور على المدى الطويل للثقافة السياسية العربية أكثر من دخول الإسلاميين فى عملية ديمقراطية، ثم ولو أول مرة فى تاريخهم يتم إسقاطهم من جانب الناخبين بسبب أخطاءهم وتجاوزهم. فهل يشكك أحد فى قيمة توازن حقيقى للسلطة بين الاتجاهات السياسية المتعارضة فى الرئاسة والبرلمان لأول مرة فى تاريخ مصر المعاصر، وهناك سببا لتأكيد وزيرة الخارجية الأمريكية المنتهية ولايتها هيلارى كلينتون على الأهمية الكبيرة للانتخابات الثانية فى التحولات الديمقراطية. (انتهى الاقتباس).
ولكن جبهة الإنقاذ لا تزال تخاف من الانتخابات البرلمانية الوشيكة، والولايات المتحدة تترك لها الحبل حتى هذه اللحظة لمواصلة الفوضى. إما لأن أمريكا مترددة بين الخيارين. أو أنها تريد أن تصل إلى الانتخابات وقد ضعف الإخوان المسلمون. ولكنهم لا يدرون أن جبهة الإنقاذ تخسر أيضا لمسئوليتها عن تدمير أمان المواطنين. وهذا سيكون لصالح الطرف الثالث الوطنى الإسلامى الذى ندعو إليه فى حزب العمل!
كلمة للأمن القومى:
وفى كلمة مخلصة للأمن القومى التابع لجهاز المخابرات العامة أقول: إن موقفكم فيه تدمير لألف باء نظريات الأمن القومى، فأنتم تساهمون فى تدمير البلاد لتصفية الإخوان المسلمين أو لوضعهم تحت السيطرة الكاملة. والعجيب أنكم تفعلون ذلك بالتعاون مع عناصر مشبوهة أمريكيا وصهيونيا وأنتم تعلمونهم يقينا. وهذا يؤكد ما ذكره الزميل الصحفى محمد الباز فى إحدى مقالاته من أن عقيدتكم: أن التيار الإسلامى أخطر على مصر من إسرائيل. وقد كان بعض الصحفيين المحسوبين عليكم يرددون هذا الكلام وكنا نتصوره نوعا من التهديد، ولكن كلام الباز كان صريحا ويتحدث عن "عقيدة المخابرات" ولم تردوا عليه منذ شهور، بل ممارساتكم تؤكد ذلك. رغم أن بعض رجالكم يتحركون على أساس تأييد الشرعية. ولا يجوز للمخابرات أن يكون لها موقف مزدوج إلا فى عمليات التجسس وجمع المعلومات من العدو. الموقف المزدوج فى العمل السياسى مدمر للأمن القومى. لابد أن تحدد الموقف الصحيح وتضع كل ثقلك خلفه وتقاتل من أجل إنجاحه. إن الخطة السليمة هى تعاون الإسلاميين مع العسكريين لإنهاء التبعية فورا وبداية نهضة حقيقية فى البلد، وإذا لم يوافق الإخوان على هذه الخطة، فسيوجد غيرهم كثير من الوطنيين والإسلاميين. ولكن من المؤسف أنكم تحاورون وتداورون وتناورون مع الإخوان تحت المظلة الأمريكية، بل وتستخدمون أمريكا أحيانا لتوجيه كوع للإخوان فى لعبة مثلثة سقيمة تخسر فيها مصر، كما خسرت من خلال صبركم وتعاملكم مع المخلوع 30 سنة. كفاية بقى تضييع وقت، ما تيجوا تفكروا فى استعادة روح الجهاد بدل مالبلد تروح مننا خالص وتموت الناس فى مباريات الكرة وأحداث الشغب. أنتم العقل المدبر والمفكر للقوات المسلحة وسيكون - بقدر سلطاتكم وما تملكونه من معلومات - حسابكم عسيرا عند الله، وما أقوله لكم هو أيضا للسيد وزير الدفاع باعتباره ما يزال مسئولا عن المخابرات الحربية.
والحل الوحيد للأزمة الراهنة الآن هو مواصلة إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات البرلمانية فى أسرع وقت ممكن، مع إعطاء أى ضمانات تطلبها التيارات العلمانية.
والله من وراء القصد.
وأختتم بدعاء الإمام على رضى الله عنه:
(اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا منافسة فى سلطان ولا التماس شىء من فضول الحكام ولكن لنرد المظالم عن دينك ونظهر الإصلاح فى بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق