مصر العَصِيّة على الصفويين
ما من عاقل فاجأه التضخيم الإيراني لرحلة رئيس جمهورية الملالي محمود أحمدي نجاد إلى القاهرة، فمصر العزيزة هي الجائزة الكبرى في الخيال الصفوي العليل، بحسب خطتهم العدوانية الخمسينية لغزو بلاد الإسلام بديانتهم الرافضية الباطلة.لكن غير المفهوم هو مشاركة الإعلام التغريبي في مهزلة أذناب خامنئي هذه!! وتجلى ذلك في تزوير علني فاضح داس غلمان الغرب فيه على أبجديات الشرف المهني، فنجاد يزور القاهرة للمشاركة في قمة إسلامية تحضرها 56 دولة، وليست زيارة منفردة كما حلا للمزورين أن يوحوا للجمهور، وكأنها تمت بدعوة من الرئيس المصري محمد مرسي!!
ومن خلال هذا التحريف المتعمد، اتهم الإعلام التغريبي جماعة الإخوان المسلمين بفتح باب مصرلإيران، مع أن الثغرة التي انفتحت عقب ثورة 25 يناير جرت على أيدي العسكر حلفاء واشنطن!! ولنلاحظ تناقض الإعلام المؤدلج ضد القوى الإسلامية بين اتهامه الزائف المذكور وبين حملته الضارية على الرئيس محمد مرسي عند مشاركته في قمة استضافتها طهران لأنه ترضى عن الصحابة الكرام!!! فهناك اتهموه بالـ"الطائفية" واستعداء الشيعة، إلى آخر الأراجيف التي لفقوها وادعوها يومئذ.
ولو أنصف هؤلاء المتلاعبون لأشاروا إلى أن الإخوان أدركوا -ولو متأخرين- الشرور التي ينطوي عليها المشروع الصفوي وقد أيقظتهم الحقائق على الأرض وليس التناقض العقدي مع القوم، لكن عبيد الغرب لا يرون أصلاً أي مشكلة في مؤامرات الصفويين ولا في ضلالاتهم، لكن غرضهم اليتيم هو تصيد أخطاء الإسلاميين فإن لم يجدوها اختلقوها!!
إن كل مصري لبيب يعي الأضرار الفادحة للمؤامرة الصفوية على مصر ومكانتها بمنظار إستراتيجي فالتغلغل الصفوي لا يتمدد إلا على حساب مصر ودورها، فالتناقضات حتى في المصالح عميقة وهائلة بين مصر -بصرف النظر عمن يحكمها- وبين طهران في ظل المجوسية الجديدة، وهي تناقضات جذرية تبدأ من أمن الخليج بخاصة لأنه يدخل بالضرورة في نطاق الأمن القومي المصري تاريخياً ولا تنتهي تلك التناقضات في سوريا ولبنان وهما في طليعة المجال الحيوي لمصر فضلاً عن القضية الفلسطينية التي كاد الملالي المنافقون يخطفونها في ما مضى لولا لطف الله تعالى الذي هيأ للشعب السوري أن يثور لتسقط تجارة الممانعة وليضغط بشار على حماس حتى تندرج في حلفه الإجرامي ضد شعبه فرفضت وبذلك انفرط التحالف الاضطراري من المقاومة الإسلامية مع دكاكين المقاومة الكاذبة الخاطئة.
لقد كان الأزهر –وما زال وسوف يبقى بإذن الله-شوكة في حلوق الرافضة، وها هو نجاد الذي زار الأزهر ومعه أطنان من نفاق التقية الذي مرد عليه بحسب دين القوم، لقي كل ما ساءه، فمشايخ الأزهر الذين يستشعرون عِظَم مسؤوليتهم أمام الله تبارك وتعالى ثم أمام أمتهم، تغلبوا على حرج الضيافة وجابهوا الزائر المراوغ بالعناوين التي يسعى ورهطه إلى طمسها، ابتداء من طعن الرافضة الحقير في خير البشر بعد الأنبياء الكرام وهم أصحاب خاتم الأنبياء والمرسلين وأزواجه الطاهرات المطهرات أمهات المؤمنين، ومروراً بأن الأزهر ليس غافلاً عن مؤامرات الرافضة وخطتهم الخمسينية الخبيثة لبث الرفض في ديار التوحيد، من دون أن يغفلوا عن مؤامرات دولة الملالي في السياسة والأمن على دول الخليج العربي وبخاصة البحرين الشقيقة....ولا شك في أن الثعلب نجاد لم يكن يتمنى أن يسمع من شيوخ الأزهر هجاءهم الحاد لصفاقة نظامه المشارك في ذبح الشعب السوري البطل.
بل إن الهجوم الحصيف العادل من جانب مشيخة الأزهر في مواجهة المخادع نجاد اشتمل على صرخة حق قوية نصرة لأهل السنة المظلومين في دولة أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، لعل هؤلاء الخبثاء يدركون أخيراً سقوط طريقتهم الوضيعة في مخادعة المسلمين عندما يزعمون أن معركتهم الخاسرة بمشيئة الله تنحصر في الكيد للسلفية التي ينبزونها باسم "الوهابية"، في محاولة يائسة منهم لتخدير سائر أهل السنة والجماعة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق