الطاعم الكاسي
العمل مثل الصديق الموثوق لا يجب أن تتخلى عنه أبداً.
ساعة من العمل تولد المرح، وتقتل الكسل، وهي خير من شهر بكاء.
الحياة هي إرادة الحياة، كما يقول الشابي:
هو الكون حي يحب الحياة ... ويحتقر الميت المندثر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور ... ولا النحل يلثم ميت الزهر
لا أحد يحتكر النجاح لنفسه، فالنجاح ملك لمن يدفعون الثمن.
العمل عافية للنفس والعقل والبدن.
العمل يطرد السموم من الجسد، والأوهام من النفس.
اليد المنتجة، هي اليد المعطية، هي اليد العليا.
عمل الفرد هو الشرارة التي توقد المصباح في الطريق.
اختر التعب؛ فهو زاد لروحك، وشفاء لهمِّك.
تعب الجسد يجلب طهارة القلب.
من أجل النهضة لا بد من تغيير ساعة النهوض!
استيقظ مبكراً وابدأ عملك بهمة ونشاط.
سر المعجزة اليابانية هو تجذر ثقافة العمل والانضباط والتفاني والإتقان.
وسر الخواء العربي هو المظهرية والفهلوة والشطارة والاعتماد على الأسرة أو على الآخرين.
كم دقيقة يعمل المواطن في اليوم؟
(27) دقيقة في أكثر من بلد عربي!
وصدق علينا قول الحطيئة:
دَعِ المكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها ... واقْعُدْ فإنَّكَ أنتَ الطاعِمُ الكاسي!
ازدهرت دولة بسبب لعب الأطفال، وانتعشت أخرى بسبب الجوال، وتحول "صبي القهوة" إلى وزير، وانتشر في العالم ألف مطعم ومنتج بسبب خلطة سرية.. البدايات كانت بسيطة جدّاً.
تصحيح الموقف من العمل كفيل بأن يجعلنا أكثر مبادرة وإيجابية وشجاعة وانتماء وسعادة.
لكل فرد طاقة يجب أن تستفز وإلا انعكست عليه خمولاً واكتئاباً.
المشكلة ليست في "الإجازة"، بل حين يكون العقل في إجازة.
لماذا تكون المكافآت وتعبيرات الفرح هي المزيد من "الإجازات".
من دون عمل لا معنى للعطلة، ومن دون تعب لا معنى للراحة، ومن دون جد لا معنى للاسترخاء، ومن دون هدف ومشروع لا معنى للحياة.
تعلَّم من النمل والنحل عدم ازدراء الطاقة، وعدم الاستهانة بالعمل.
لنتعلم كيف نجعل العمل ممتعاً ومسلياً وجذاباً، وليس حملاً ثقيلاً أو مكروهاً.
الأنبياء عملوا في الحدادة والزراعة والرعي وعمل اليد.
والعلماء فيهم الحداد، والصواف، والقطان، والقفال، والآجري، والباقلاني، والماوردي، والساعاتي.
الخطأ يقع، القاعدون فقط هم الذين لا يعثرون.
من أسرار سعادة الطفولة وبراءتها كثرة الحركة، ورغبة في التنقل.
تقتل الطفل حين تحكم عليه بالقعود، وتقيد طاقته الكامنة، إنه لعب يؤهله للجد، وتسلية تمنحه حب الحياة.
لا شيء يطلق الطاقة الكامنة بداخلنا مثل الرغبة في مساعدة الآخرين.
يجب أن يحتوي أي تعريف للحياة من الآن على مفهوم التطوع وخدمة الناس.
روح المبادرة من إماطة الشوك عن الطريق، إلى تعبيد طرق النجاح للسالكين، ودفعهم إليها بفرح واغتباط، وكأننا نحن من يحصد النجاح.
أن تعطي الناس أكثر مما يتوقعون منك فأنت تجلب السعادة لنفسك ولهم.
حتى آخر لحظة في حياتك ينبغي أن تجد الرغبة في العمل حتى لو كنت لن تحصد الثمرة، زرع آخرون فحصدت، وعليك أن تزرع ليحصد غيرك.
لولا التعاون مع الآخرين في السعي إلى هدف ولو كان بعيد المنال، لكانت الحياة "خاوية".
أعرف رجلين مسنين، أحدهما بلغ الثمانين فصرت ألقاه فيقول لي: ربما هذه آخر زيارة لمزرعتي، انتهيت، ولم يطل به المقام، وآخر جاوز الثمانين وهو مصاب بالفشل الكلوي، ويصر على أن يقوم بأعماله بنفسه، ويذهب إلى المسجد مشياً متوكئاً على عصاه، ويرفض أن يخدمه الآخرون.
الطاقة هي الروح التي تحمل أجسادنا، فإذا فقدناها سقطنا أرضاً، ولم نعد قادرين على فعل شيء!
ماذا أعمل؟:
تهنئة، عيادة مريض، اتصال تعزية، صلة رحم، حضور اجتماع الحارة، نشاط مدرسي، مراسلة جوال أو واتس آب، تغريدات، تدوينات، جلسات الأصدقاء، رياضة، قراءة، حوار، خدمة الوالدين، الأصدقاء، الأقارب...
لماذا أعمل؟:
لأحقق ذاتي، لأعبر عن طاقة الأنا.
لأشعر بقيمة الوقت.
لأتدرب على الإنجاز.
لأحصل على السعادة.
لأستغني عمن استغنى عني.
لأحقق انتمائي لديني، لحياتي، لأرضي.
لأحصل على الصحة النفسية.
لأحافظ على حيويتي.
لأحقق احتياجاتي.
..... أكمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق