الخميس، 21 فبراير 2013

الوجوه تغيرت وبقى سوء الخلق

الوجوه تغيرت وبقى سوء الخلق 
محمد الأسواني


الإنصاف يقتضى القول بأنه قد تغيرت الوجوه وبقى سوء الخلق حيث الغالب وليس الكل ممن يطلون برؤسهم عبر وسائل الإعلام ( كتاب صحفيين أو سياسين و حتى موظفى الدولة العميقة والعتيقة أو هذه الأحزاب التى كانت كرتونية فأضحت ورقية و نفس طبقة الشيوخ و القساوسة من عهد الطغاة ) لا نستشعر منهم بإنهم قد أخذوا العبر أو عازمون على تطهير أنفسهم من الرجس أو حتى يشعروك بأنه شيئاً ما قد تغير في منظومة العادات والتقاليد بل على العكس إنه كل شيئ ظل على ما هو داخل هذا الوطن لا سيما بعد الثورات العارمة ضد الهالكين
 فهل نتذكر لماذا كانت ثورتنا ؟!!!!
 هل يجوز أن نفعل فعل من كانت ثورتنا عليهم ؟ هل من المنطق أن نثور ضد الفساد والظلم ونأتى به ؟!!
 هل حقاً تبدل الحال وأخذنا العبر والدروس ؟

وعندما هبطنا من فضاء الأحلام على أرض الواقع سنزُهل من هول ما نرى من لهيب الإنتقام والسخرية والإبتذال ! فهؤلاء الثائرون يؤسسون على خراب ! فأنهم متعجلون البناء ولكن على ركام من الدمار وإن أسوء أرضية يمكنك البناء عليها ذلك الخُلق السيئ فهذا هو حال واقعنا ولا سيما تلك ( النُخب ) إنهم جميعاً يعثون ويعيشون بنفس المفردات وإنك لا تحتاج من الجهد العظيم كى يَتكشف لك الثقافة الراسخة والملتصقة بأروقة الدولة من تملق و إنتهازية أو حتى الحنكة في الإلتفاف حول الحقائق فإنك لن تُحرم منها فهى كشعار الدولة بارزة للعيان و لا يغيب عنا تلك المدرسة فى فلسفة القيل والقال و الجدل العبثى حيث ( طاحونة الكلام ) التى لا طائل منها سوى إدخال البلاد والعباد في متاهة التضليل و ها هم الخبراء و الأساتذة في البكاء على ما قد مضى و الذى إنقضى وها نحن وأنتم ترون نفس الطبقة المتلونة و التى وجدتموها في عصورٍ غابرة تجدونها الأن و هى نفسها في الصفوف الأولى وإن كان من قبل على أنغام الموسيقى يتراقصون فها هم الأن على ساحات التصوف والزهد يتمايلون و على جميع الموائد يأكلون هى ذاتها المنظومة بقيت كما هى وأربابها المتسابقون لأنهم خير من يستخدمون أدوات الزور ويحسنون خلطة الألوان الطبيعية كى يلونون جلودهم فإذا جاء من يحكم وهو كافر بالله فهم أول الكافرين به وما إذا جاء من يقود من كهنة الهندوس فهم أعبد عُباد البقر وإنى أدعوكم جميعاً لوضع المشاهد بجوار بعضها البعض من عهد قد زال إلى واقع في ثوب جديد فهل تلحظون من تغير في النفوس والسلوكيات غير الشعارات !!
وندائى العاجل إلى كل من يستظل تحت جدار الوطن الذى هو أيل للسقوط هلا اسستم من جديد وبخلق حسن بدلاً من أرث لا يعدو كونه أغلال يجعلكم خبالاً لأنكم تستنسخون في أفعالكم ما قد أنقلبتم عليه من قبل !!!!
وإنتبهوا أن تكونوا أمثال هؤلاء الذين قال فيهم رب العزة جل شأنه ...

 بسم الله الرحمن الرحيم 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق