الثلاثاء، 19 مارس 2019

أخرجوا الإخوان من المشهد السياسي

أخرجوا الإخوان من المشهد السياسي


بقلم وليد شرابى

هذا هو الشعار المعلن الان من عدد كبير من الإعلاميين والسياسيين داخل مصر وخارجها حتى يظن الجاهل بالحياة السياسية المصرية ان الإخوان مازالوا في المشهد السياسي المصري وان هذا البقاء هو سبب تأخر مصر !!! 
تمكنت مجموعة لا عسكر ولا إخوان أو أبناء سهرة ٣٠ يونيو بدعم مادي قوي في الخارج ،وحفاظ أمني على مكانهم ومكونهم في الداخل من الحفاظ على كامل أهدافهم وتفاصيل أجندتهم دون أية مراجعات او اعتذار عن أخطاء فتسيدوا المشهد الإعلامي دون أية ممانعة او منازعة لهم في المساحة الإعلامية التي تم دعمها بعشرات أو مئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الماضية فأصبحنا نكاد لا نتابع برنامج او لقاء واسع الانتشار إلا ونسمع بعض العبارات مثل على الإخوان الانسحاب من الحياة السياسية وأخر يقول لكن يجب أن يكون خروجهم محدد المدة ولنقل عشر سنوات وأخر يقول عليهم الاعتذار عن أخطاءهم في حق الثورة ثم الاختفاء من المشهد السياسي وأما اشدهم حياءا فيقول يعودوا فقط لممارسة حياتهم الدعوية .
والحقيقة أنني لست من الذين يحجرون على رأي أحد وكل واحد من هؤلاء حر في وجهة نظره ولكن هذا الطرح تستوقفني عنده عدة ملاحظات منها .
حالة الشزوفرينيا التي يعاني منها هؤلاء فتجدهم تارة على عتبات أبواب الإخوان يدعوهم ويرجوهم (للإصطفاف السياسي) او للتوقيع معهم على مبادرة أو وثيقة سياسية أو تشكيل كيان سياسي هذا في الصباح،وفي المساء لايخجلون من مطالبة الاخوان بالانسحاب من العمل السياسي .

إذا مشهد الإصطفاف السياسي لم يكن خالصا وأي كيان إصطفافي شكله الاخوان مع هؤلاء مهدورة قيمته لان شركاء الاخوان في هذا الكيان السياسي يطالبونهم باعتزال السياسة .
لقد سقط الإخوان في خطأ – لا أدري عن عمد او دون قصد – عندما قرروا أن يصطفوا مع هؤلاء ان الهدف الذي كان يرمي له أصاحب المشهد الاصطفافي من إلتقاط الصورة مع رموز من جماعة الإخوان هي سياسة جديدة تعرف بسياسة سرقة اللقطة من أجل استمرار التمويل .
الأمر الأخر وهو رأيي الشخصي فيما إذا كنت مع إستمرار الإخوان في الحياة السياسية أو إنسحابهم منها .
وهنا أقول بمنتهى الوضوح أنني مع إخراج الإخوان من الحياة السياسية ليس فقط لمدة عشر سنوات ولكن إلى الأبد بشرط أن يخرجهم الشعب بأصوات حرة نزيهة داخل حياة ديمقراطية سليمة ومن خلال صناديق إقتراع لا يتم تزويرها .
أما ان تتحكم نخبة لا نعلم حجم ومصادر تمويلها في خيارات الشعب فيحددون من يبقى ومن ينسحب فهذا إحدى أشكال سلب الشعب سيادته على أرضه ،ومنعه عن حقه في إختيار من يمثله ،وقتل للديمقراطية في مهدها ،وإقصاء وإفشال مبكر لأي حياة سياسية ممكن ان تنشأ في مصر .
واسمحوا لي هنا ان انقل لكم بعض المعلومات فإن هذا النشاط من هذه الكتلة سوف يتصاعد خلال الفترة القادمة بتنسيق كامل بين الداخل في مصر وخارجها والرموز التي تمت الموافقة الأمنية عليها للحديث في هذا الملف من داخل مصر اصبحت معروفة بالاسم ،أما الخارج فأصبحت السيطرة الإعلامية كاملة لهذا الفريق .
الحقيقة أنه توجد كيانات عديدة وأشخاص كثيرة في مصر مطالبة بالخروج من الحياة السياسية واعمال الولاية العامة لكن هذا الفريق حريص إلا يتحدث عنهم !!! 
* فلماذا لا يطالبون مثلا بخروج برلمان عبد العال المزور من البرلمان ؟ ولماذا لا يطالبون بخروج كل مسؤول مصري ثبت تخابره مع الكيان الصهيوني من منصبه ؟ ولماذا لا يطالبون بمحاكمة اي ضابط او قاض او مسؤول استغل منصبه لقتل نفس بريئة؟ ولماذا … ولماذا … ولماذا ؟ ولماذا فقط يعلنون دوما أن أخرجوا الإخوان من الحياة السياسية هل لأنهم أناس يتطهرون ؟ 
للحديث بقية
 #وليد_شرابي #المجلس_الثوري_المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق