"يوم الأرض"..
رسالة ترد على "وعد ترامب"
والشهداء سيبقون يتوافدون على حقول السوسن والأقحوان وبساتين اللوز وبيارات البرتقال الندي الحزين.
يوم الأرض، ليس يوما احتفاليا تقدم فيه باقت الزهور والورد ويقص فيه الشريط الأحمر اللامع، وليس ساحة للخطابة والشعر والمزايدات الكلامية.
يوم الأرض، يوم للصمود وللشهادة وللأمهات القلقات الجالسات في انتظار عودة أطفالهن من ساحة المواجهة أصحاء أحياء، هو لكل أم أصرت على وضع حذاء ابنها الشهيد المخضب بالدماء الطاهرة في إطار زجاجي في صدر البيت كتذكار ورمز.
يوم يعيد ترسيخ ثقافة المقاومة الشعبية لدى الفلسطينيين، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية بعد أن اضمحلت وانتكست وانكمشت، هو إدانة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
يوم يخرج فيه الفلسطينيون من شرنقة الانقسام إلى التوحد من جديد حول الهدف الوطني والقومي وهو تحرير الأرض وإقامة دولة فلسطين العربية بمساندة ودعم من الأشقاء العرب.
يوم يرد فيه الفلسطينيون على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونزقه وتعاليه ونرجسيته في "وعده" و"منحه" القدس والأراضي العربية في فلسطين وسوريا للقاتل التاريخي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "هدية انتخابية" وعربون تحالف مع الإنجيليين الصهاينة في الولايات المتحدة الأمريكية.
يوم يؤكد فيه الفلسطينيون أن القدس ليست ملكا لأية نبوءة أو هلوسات لدى متطرف نزق يقبع خلف كتبه القديمة التي أكلت عليها العفونة واسترخت، أو جالس خلف الكيبورد في أي مكان في هذا الكون يردد على مواقع التواصل الاجتماعي مقولات كاذبة كأي عنصري رخيص.
الفلسطينيون بالتأكيد لم يخترعوا الشهادة، ولم يكتشفوا قيمة الخروج أقوياء من تحت رماد القتل والانقسام والتآمر من الأخوة أو الأشقاء الأعداء، هم فقط منحوه صفة البقاء مشعا، اخترعوا تحويل أي حدث إلى رمز وتاريخ وهوية مهما كان سودويا وتراجيديا.
في مزبلة الصراع المحموم حول انتخابات الكنيست المقبلة في التاسع من نيسان/ إبريل، فإن ثمة شيئا لا يمكن دفنه أو محوه ولا يوجد مكان للذهاب به إليه، وهو الدم الفلسطيني، وعار إطلاق الرصاص على الأطفال والنساء وتدمير أجسادهم بشكل متعمد ومنهجي. ذاكرة لا تمحى أبدا.
لا يوجد بين الفلسطينيين من يحتاج لمن يعلمه تاريخه، ولا يوجد طفل فلسطيني يحتاج لمن يحرضه، فهم يعرفون تاريخهم ويستنشقونه كل لحظة، ويعيشون تشردهم عن وطنهم وحرمانهم في كل يوم من أيام حياتهم. هكذا تحدث ذات يوم الصحافي البريطاني ديفيد هيرست.
في يوم الأرض، في الثلاثين من آذار، أطلق جنود الاحتلال النار على المسيرات والمظاهرات السلمية في فلسطين المحتلة ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، هم:
خديجة شواهنة، ورجا أبو ريا، وخضر خلايلة (من أهالي سخنين)، وخير أحمد ياسين (من قرية عرابة)، و محسن طه (من قرية كفركنا)، ورأفت علي زهدي (من قرية نور شمس واستشهد في قرية الطيبة)، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين والمعتقلين.
وكان السبب المباشر لانفجار يوم الأرض هو قيام سلطات الاحتلال بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها، لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل.
ولم يكن هذا الانفجار وليد لحظته تلك؛ فقد صادر الاحتلال الإسرائيلي في الأعوام ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها الاحتلال، بعد سلسلة المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي وعمليات الإبعاد القسري التي مارسها بحق الفلسطينيين في عام 1948 وما بعده.
قيمة يوم الأرض ليست فقط في الشهداء وإنما في تحوله إلى رمز وطني فلسطين وقومي عربي، رمز في التمسك بالأرض حتى آخر قطرة دم، وآخر يوم في التاريخ، بالأرض وبحتمية عودتها لأصحابها الشرعيين.
قيمته في تحوله إلى هوية وطنية وثقافة وذاكرة وإلى رسائل في جميع الاتجاهات بأن أساس الصراع هو الأرض، وبأن الفلسطينيين لن يدفنوا تاريخهم رغم حالة الضعف والانقسام والانهيار العربي.
يوم الأرض هو سؤال، كيف سنبقي أطفالنا آمنين من رصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين وما يسمون "شبيبة التلال"، كيف سنحافظ على ما تبقى، كيف نستعيد ما سرق ونهب؟
الفلسطينيون لن يعييهم الجواب.
الفلسطينيون بالتأكيد لم يخترعوا الشهادة، ولم يكتشفوا قيمة الخروج أقوياء من تحت رماد القتل والانقسام والتآمر من الأخوة أو الأشقاء الأعداء، هم فقط منحوه صفة البقاء مشعا، اخترعوا تحويل أي حدث إلى رمز وتاريخ وهوية مهما كان سودويا وتراجيديا.
في مزبلة الصراع المحموم حول انتخابات الكنيست المقبلة في التاسع من نيسان/ إبريل، فإن ثمة شيئا لا يمكن دفنه أو محوه ولا يوجد مكان للذهاب به إليه، وهو الدم الفلسطيني، وعار إطلاق الرصاص على الأطفال والنساء وتدمير أجسادهم بشكل متعمد ومنهجي. ذاكرة لا تمحى أبدا.
لا يوجد بين الفلسطينيين من يحتاج لمن يعلمه تاريخه، ولا يوجد طفل فلسطيني يحتاج لمن يحرضه، فهم يعرفون تاريخهم ويستنشقونه كل لحظة، ويعيشون تشردهم عن وطنهم وحرمانهم في كل يوم من أيام حياتهم. هكذا تحدث ذات يوم الصحافي البريطاني ديفيد هيرست.
في يوم الأرض، في الثلاثين من آذار، أطلق جنود الاحتلال النار على المسيرات والمظاهرات السلمية في فلسطين المحتلة ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، هم:
خديجة شواهنة، ورجا أبو ريا، وخضر خلايلة (من أهالي سخنين)، وخير أحمد ياسين (من قرية عرابة)، و محسن طه (من قرية كفركنا)، ورأفت علي زهدي (من قرية نور شمس واستشهد في قرية الطيبة)، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين والمعتقلين.
وكان السبب المباشر لانفجار يوم الأرض هو قيام سلطات الاحتلال بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها، لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل.
ولم يكن هذا الانفجار وليد لحظته تلك؛ فقد صادر الاحتلال الإسرائيلي في الأعوام ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها الاحتلال، بعد سلسلة المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي وعمليات الإبعاد القسري التي مارسها بحق الفلسطينيين في عام 1948 وما بعده.
قيمة يوم الأرض ليست فقط في الشهداء وإنما في تحوله إلى رمز وطني فلسطين وقومي عربي، رمز في التمسك بالأرض حتى آخر قطرة دم، وآخر يوم في التاريخ، بالأرض وبحتمية عودتها لأصحابها الشرعيين.
قيمته في تحوله إلى هوية وطنية وثقافة وذاكرة وإلى رسائل في جميع الاتجاهات بأن أساس الصراع هو الأرض، وبأن الفلسطينيين لن يدفنوا تاريخهم رغم حالة الضعف والانقسام والانهيار العربي.
يوم الأرض هو سؤال، كيف سنبقي أطفالنا آمنين من رصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين وما يسمون "شبيبة التلال"، كيف سنحافظ على ما تبقى، كيف نستعيد ما سرق ونهب؟
الفلسطينيون لن يعييهم الجواب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق