دور النصارى الموارنة العرب في الشام زمن الحرب الصليبية
وقف النصارى الموارنة العرب في الشام الى جانب الصليبيين طوال الحروب الصليبية سيما بعد أن عانى القادة الصليبيون من نقص القوة البشرية مثل بلدوين الأول الذي استعان بهم في تدعيم مملكة بيت المقدس كما ساعدوا الصليبيين في إحتلال طرابلس إضافة إلى خدماتهم التي قدموها في الطب والإدارة وغيرها .
وحين حلٌت الهزيمة الساحقة بملك فرنسا لويس التاسع في مصر سنة ٦٤٨ هجرية ووقع جيشه كله بين قتيل وأسير، وأطلق المماليك سراحه مقابل فدية كبيرة ذهب إلى عكا بلا قوة فقدم له الموارنة آلاف الفرسان من الخيالة استطاع بهم ترميم النفوذ الصليبي المنهار بالشام وتحصين المواقع الباقية بيد الصليبيين.
وقد عاقب سلاطين المماليك الموارنة عقابا صارما، ففي سنة ٦٦٣هجرية انتزع الظاهر بيبرس منهم القليعات وعرقة وأراد ان يفتح طرابلس في ذلك الحين لكن هجوم الموارنة على قواته من أعالي الجبال أوقف فتحه لها، ثم هاجم معقلهم شقيف أرنون وفتحه وتوغل في قراهم وأحرق الكثير منها ودمر مزارعهم.
ولما فتح الظاهر بيبرس أنطاكية سنة ٦٦٦ هجرية لجأ من تمكن من الفرار من الصليبيين إلى جبال الموارنة فاستقبلهم بطريرك الموارنة بالود والترحاب وأواهم وقدم لهم المساعدات لدرجة أن بابا الكنيسة الكاثوليكية في روما اسكندر الرابع أرسل رسالة الى البطريرك الماروني يشكره على إيواء الصليبيين.
وقام المنصور قلاوون في سنة ٦٨١ هجرية بمهاجمة معقلهم الرئيس أهدن وحاصرها وفتحها بعد حصار شديد دام أربعين يوما وتم نهبها وتدميرها كما هاجم قلاعا اخرى عديدة وحصينة تابعة للموارنة قريبة من طرابلس الامر الذي سهل على قلاوون فتح طرابلس الصليبية سنة ٦٨٨ هجرية دون ان يخشى هجمات الموارنة .
لذلك لما احتلت فرنسا بلاد الشام قامت باقتطاع الجزء الجنوبي المعروف حالياً باسم لبنان ، وجعلته دولة خاصة بالموارنة ، ووضعت دستوراُ يضمن لهم السيطرة والهيمنة على شئون هذا البلد لتكون جيباً صليبياً متقدماً لفرنسا ببلاد العرب والمسلمين ، لذلك فالموارنة حتى اليوم لا يقلون عداءً للمسلمين عن اليهود والشيعة الرافضة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق