امرأةٌ من الباغوز..
امرأةٌ من الباغوز..
خَسِرْت كلَّ شيء؛ فَرَبِحَتْ كلَّ شيء!!
خَسِرتْ ما نخشى خَسارتَه مِنْ أوهامِ العلائق؛ ففهمتْ ما عجزنا عن فهمه مِنْ حقائق العلائق!!
خسرت وَهْمَ الأرض ولم تخسر حقيقةَ العِرض..
خسرت وَهْمَ الوطن ولم تخسر حقيقةَ العقيدة..
خسرت وَهْمَ النصرِ ولم تخسر حقيقةَ الفتح..
خسرت وَهْمَ الدنيا ولم تخسر حقيقةَ الآخرة..
لم تكسرها الصدمةُ، ولم تسحقها المجزرة، ولم تُسقطها المأساةُ في مستنقع الإلحاد!!
الإلحادُ ورمٌ خبيثٌ لا ينمو في الأرواح التي عَرَفَتْ الغايةَ؛ فتحررت من قيود العلائق وأوهامها!!
خَرَجَتْ من تحت الأنقاض عزيزةَ النفسِ، مصونةَ العِرضِ، محفوظةَ الدينِ والعقلِ والروح!!
خَرَجَتْ لتقول لنا:
مظاهراتكم وسلمياتكم وصفاراتكم لن تنجح- إن نجحت- إلا في تحسين شروط العبودية!!
خَرَجَتْ لتقولَ لنا:
التَّدرجُ في تحسين شروط العبودية- ضمن دائرة النظام- يُثَبِّتُ أركانَ النظام ولا يُحطِّمُ قيودَ العبودية!!
خَرَجَتْ لتقول لنا:
(الهامشُ) الذي تُوهِمُونَ أنفسَكُم بتحويله إلى (مَتْن)؛ هو المتنُ الذي يَستَخْدِمُ فوراتِكمْ هذه لإبقائِكم هامشاً أبداً!!
خَرَجَتْ لتقول لنا:
خوفُكُم من العيش في الخراب المُتَوّهَمِ عشر سنين سيُبقيكم في الخراب الحقيقي مائة سنة!!
خَرَجَتْ لتقول لنا:
إِنْ صَدَّتكم أخطاؤنا عن أن تكونوا مثلنا ذئاباً مع الذئاب فإياكم أن تَظلوا كما أنتم الآن غنماً مع الذئاب!!
خَرَجَتْ لتقول لنا:
لا طريق لكم سوى طريقنا فإن تعثرتم بأخطائنا فأصلحوها ولا تخرجوا من الطريق!!
خرجت لِتُعِدَّ مَن بقي مِن أبنائها للعودة!!
خرجت بعد أن أَعْذَرَ زوجُها إلى الله فلم يترك في بندقيته رصاصة!!
خَرَجَتْ- وعُدَّتُهَا وعَتادُهَا-: عقيدةٌ صافية؛ وعِرضٌ مَصون، وطفلٌ يحفظُ (الأنفالَ) و(براءةَ) و(مُحمد)!!
9th Mar 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق